بغداد – مهند عبد الوهاب عد سياسيون ومتخصصون تحرير الرطبة بأنه صفحة أخرى على طريق القضاء على عصابات داعش الإرهابية، لافتين إلى أهمية الانتصارات اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، وفي حين أكدوا أن تحرير الرطبة كشف عن هشاشة هذه العصابات وهزيمتها أمام قواتنا البطلة، دعوا السياسيين الى الارتقاء بالموقف السياسي الى حجم الانتصارات المتحقق في الرطبة ومساندة القوات المتهيئة لتحرير الفلوجة. وقال النائب عن التحالف الوطني فريد الابراهيمي: ان تحقيق النصر في الرطبة دليل على المهنية العالية التي تتمتع بها القوات العسكرية متمثلة بالجيش والحشد الشعبي وابناء العشائر، لافتاً إلى ان من الضروري أن تواكب هذه الانتصارات تطورات سياسية لصالح إعادة البلاد إلى الاستقرار. واضاف الإبراهيمي، في حديث لـ»الصباح»، ان العزيمة والقوة التي تحلت بهما قواتنا البطلة اثبتت انها قادرة على التعامل مع كل المواقف بحزم ومهنية، مبيناً أن تحرير الرطبة سيؤدي إلى عودة منفذ طريبيل للعمل وبالتالي تنشيط الاقتصاد العراقي. ووصف الإبراهيمي تحرير الرطبة بأنه خطة مهمة وضرورية لتحرير الفلوجة، مشيراً إلى أن الساعات المقبلة ربما ستحمل بشرى انتصار ستراتيجي مهم بتحرير الفلوجة يضاف إلى سلسلة الانتصارات المبهرة التي تحققت خلال الأيام والأشهر القليلة الماضية. ودعا الإبراهيمي القيادات العسكرية الى العمل على وضع الخطط الكفيلة بتحرير كافة الاراضي العراقية ومسك الارض بعد تحريرها من داعش الارهابي. من جانبه، أكد رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري ان هذه الانتصارات التي حققتها القوات العسكرية على عصابات داعش الارهابية تمثل نقلة نوعية وكبيرة لان الرطبة تعد مفصلا مهما وعقدة مواصلات يعتمد عليها الإرهابيون في تنقلاتهم فضلاً عن أنها كانت ملاذا آمنا لهم. واضاف الشمري، في حديث لـ»الصباح»، أن عودة الرطبة إلى أهلها تمثل صفحة اولى لتحرير الفلوجة لاسيما ان العصابات الإرهابية تعتمد على خط الامداد بين الرطبة والفلوجة وقطع هذا الخط يعد تمهيدا كبيرا لتحرير الفلوجة. وأضاف الشمري ان انطلاق عمليات تحرير الفلوجة تستكمل فيه صفحة تحرير الرمادي، لافتاً إلى ان هذه الانتصارات تضع القوى السياسية امام مسؤولية وطنية بالعودة الى البرلمان والمضي بالتصويت على الكابينة الوزارية والبرنامج الاصلاحي. واشار الشمري الى ان هذه الانتصارات ستعيد موردا اقتصاديا كبيرا حرم منه العراق وستسهم في انعاش الاقتصاد العراقي، منوها بأن العمليات العسكرية كان لصقور الجو فيها اليد الطولى حين دكوا مواقع التكفيريين وقتلوا بعضاً من قياداتهم المهمة. في حين، لفت الخبير الامني سعيد الجياشي الى ان الاستعدادات قائمة وتسير بشكل مهني ودقيق لبدء العملية العسكرية الكبيرة لتحرير الفلوجة. واضاف الجياشي، في حديث لـ»الصباح»، ان إعادة افتتاح الطريق الدولي بين عمان والرمادي وتحرير الرطبة والمناطق المحيطة تنعكس عليها مجموعة تداعيات ايجابية على الوضع العام اقتصاديا الذي سيعاود انتعاشه، مشيراً إلى أن عودة منفذ طريبيل إلى العمل لها فوائد كبيرة على الاقتصاد العراقي نتيجة الحركة التجارية الواسعة بين العراق والاردن عبر هذا المنفذ المهم. وشدد الجياشي على ضرورة أن يرتقي السياسيون الى مستوى الانتصارات التي حققتها القوات العسكرية، داعياً اياهم إلى ترك خلافاتهم جانباً والوقوف جميعاً خلف قواتنا البطلة وهي تزف بشرى انتصار في اثر انتصار. في غضون ذلك، قال رئيس مجلس محافظة الانبار الجديد صباح كرحوت، في تصريح صحفي: إن «مجلس الانبار يبارك لأبناء المحافظة والقيادات الأمنية ومقاتلي العشائر تحرير الرطبة بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي». ودعا كرحوت قيادة العمليات المشتركة، الى «الشروع بتحرير الفلوجة بعدما اكملت القوات الأمنية مهامها بتحرير الرطبة وفرضت السيطرة عليه».
