عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

المانيا: الدور الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية سامي الياس مدالو

المقالات 17 يوليو 2015 0 206
المانيا: الدور الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية  سامي الياس مدالو
+ = -

سألني صديق، بعد قراءته للمقال المعنون بـ “:المانيا: اقتصاد السوق الاجتماعي” (انظر الرابط ادناه)، عن الدور الامريكي في المانيا غداة الحرب، في القطاع الامريكي اولاً، وبعد ذلك في مجمل المانيا الاتحادية التي تشكلت بتوحيد القطاعات الغربية الثلاثة. سؤال مهم، خاصة لمكانة امريكا كقوة عظمى، ذات امكانيات مالية وعسكرية هائلة من ناحية، وقلة الاذى الذي اصابها في الحرب، مقارنةً بدول الحلفاء الاخرى وبالاخص الاتحاد السوفيتي من الناحية الاخرى.

 

حيث فقد الاتحاد السوفيتي 27 مليون شخصاً من مواطنيه، اكثر من نصفهم مدنيين، بالاضافة الى الخسائر المادية الجسيمة التي لا تحصى. في مقابل ذلك خسرت امريكا اقل من نصف مليون شخصاً، بدون خسائر مدنية ومادية تذكر داخل البلد، لعدم وقوع اي نزاع مسلح على اراضيها. الاّ اننا قبل الحديث عن الدور الامريكي، نرى ضرورة القاء نظرة تاريخية على مجريات الامور في السنين الاخيرة للحرب، وكذلك عن الافكار السائدة لدى الحلفاء المناهضين لالمانيا النازية حول مستقبل المانيا بعد النصر عليها.

 

استسلام غير مشروط

 

انتهت في 8 ايار 1945 الحرب العالمية الثانية رسميّاً بالتوقيع مرتين على وثيقة “الاستسلام غير المشروط” من قبل قادة الجيش الالماني بحضور ممثلين عن الحلفاء الاربعة المنتصرين، المرة الاولى في مدينة ريمس الفرنسية، والمرة الثانية في العاصمة الالمانية برلين. وبهذا التوقيع اعطت المانيا للحلفاء السوفييت والامريكان والانكليز والفرنسيين (*) الحق في “تنظيم جميع الشؤون السياسية والعسكرية والاجتماعية في المانيا”، اي انها فقدت عمليّاً استقلاليتها. ولكن ما معنى هذا وكيف فَهِمَ وتَصرّفَ الحلفاء بهذا الحق المطلق على ارض الواقع؟

 

 

بوابة براندنبرگ الشهيرة فی برلین فی ایار 1945

 

أن سقوط الديكتاتورية النازية، التي تسببت بحربها العنصرية الاجرامية وقوع عشرات الملايين من الضحايا، وحدوث أكبر كارثة ومأساة انسانية وماديّة في القرن العشرين، أدى بالنهاية الى تغيير جذري للوضع السياسي والاقتصادي في اوربا، بولادة المنظومة الاشتراكية في شرق اوربا، وقيام نظام عالمي ذو قطبين متنافسين: المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي من جهة، ومعسكر الديمقراطيات الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من الجهة الاخرى.

 

في الحقيقة لا يمكننا ان “نرمي الحلفاء الاربعة في قدر واحد”، كما يقول الالمان. أي أن علينا التفريق بينهم بهذا المقدار او ذاك فيما يتعلق بوجهة نظرهم حول مستقبل المانيا. فهناك اسباب عديدة تدعونا للتمييز بين الحلفاء، من اهمها هو بلا شك شكل النظام السياسي والاقتصادي المتبع في كل دولة من دولهم. فمن السذاجة مثلاً، التوقع باتفاق الامريكان والسوفييت على برنامج سياسي واقتصادي واحد حول مستقبل المانيا.

 

نبذة تاريخية

 

خلال الحرب العالمية الثانية خاض الحلفاء الثلاثة، بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي، حربهم تحت قيادة مشتركة ضد “قوى المحور”، المانيا وايطاليا واليابان. الا ان هذا التحالف، المسمى بـ “التحالف المناهض لهتلر”، بين الديمقراطيات الغربية والاتحاد السوفيتي الاشتراكي، كان منذ البداية تحالفاً موقتاً وهشّا، متعمّداً اهمال الاختلاف المبدئي بين الانظمة المتحالفة من اجل الهدف المشترك.

 

خطة تقسيم المانيا وتحويلها الى بلد زراعي

 

انطلاقاً من رغبتهم في اضعاف المانيا عسكرياً وصناعيا، وجعله مستحيلاً عليها القيام بحرب عدوانية اخرى في المستقبل، تبلورت لدى الحلفاء الثلاثة خلال اجتماعهم في طهران في كانون الاول 1943، خطة تقسيم المانيا بعد دحرها الى دويلات عديدة، الواحدة مستقلة عن الاخرى. الا ان تقريراً لفريق من المخططين البريطانيين توصل في خريف عام  194، الى نتيجة هامّة مفادها، بأن تقسيم المانيا سيسبب مشاكل خطيرة ليس على الالمان فحسب، بل سيؤدي الى تبطيئ تعافي العالم من اضرار الحرب وسيضر بالنهاية بالمصالح الاقتصادية البريطانية.

 

واكد التقرير، بأن تقسيم المانيا سيُضعف القوة الاقتصادية للدويلات الجديدة ويسبب انخفاض مستوى معيشتها، ما قد يفقدها استقلاليتها ويزيد احتمال اعتمادها على دول اخرى، فتشكّل بالنهاية عبئاً اقتصادياً على الحلفاء المنتصرين انفسهم. اما من الناحية السياسية فستبقى نقاطاً ساخنة ومصدراً دائماً للمشاكل. كما سيكون من الصعب عليها تسديد تعويضات عن الخسائر الهائلة التي سببتها بحربها العدوانية على دول كثيرة. فتم على هذا الاساس في مؤتمر الحلفاء المنعقد في شباط 1945 في يالطا / شبه جزيرة القرم، التخلي عن خطة التقسيم.

 

اما “خطة مورگنتاو” الشهيرة، والمسماة هكذا نسبةً لوزير المالية الامريكي (Henry Morgenthau)، والتي اراد بموجبها تحويل المانيا الى دولة زراعية مجردة من الصناعة، فكان قد تم التخلي عنها مسبقاً في نهاية عام 1944، حيث أختفت نهائيّاً من على طاولة المباحثات. وعوضاً عن ذلك، اتفق الحلفاء، على ان صناعة المانيّة مُدارة ومحدودة، مقرونة بالمانيا المجرّدة من الجيش والسلاح، سيجلب الأمان ويأتي بالفائدة لاقتصاد بلدان الحلفاء كذلك.

 

كونفرنس پوتسدام الهام  وخلافات تظهر على السطح

 

في كونفرنس پوتسدام (17 ايلول ـ 2 آب 1945)، الذي التقى فيه رؤساء حكومات الحلفاء الثلاثة للمرة الاخيرة، والاولى بعد الاستسلام الالماني، تم فيه اقرار ما سميّ بـ “اتفاقية پوتسدام”. ولكن بالرغم من ان هذه الاتفاقية لم تكن اتفاقية دولية ملزمة حسب المفهوم القانوني، الا ان هذا لم يعرقل او يضعف بتاتا من تاثيرهاً وفاعليتها. فثبّت فيها ما يسمّى اليوم بـ “خارطة طريق” لالمانيا بعد الحرب. ومن اهم نقاط هذه الاتفاقية، هو اعتبار المانيا كيان اقتصادي واحد، بالرغم من تقسيمها الى عدة قطاعات خلال فترة الاحتلال.

 

كما وأتّخِذت قرارات تتعلق بشكل ادارة الحكم في المقاطعات الاربعة من قبل القائد العام للقوات المسلحة لكل حليف في مقاطعته. وكذلك تشكيل مجلس لوزراء خارجية الدول الخمسة الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي والصين وفرنسا)، لاعداد معاهدات السلام مع حلفاء المانيا، لتنظيم القضايا الاقليمية العالقة وتقديم المشورة بشأن حل المسألة الالمانية.

 

 

خلال كونفرنس پوتسدام: تشرشل، ترومان، ستالين ومترجمين

 

كما تم في هذا الكونفرنس بالاضافة لذلك، تحديد المبادئ الاساسية، السياسية والاقتصادية، للتعامل مع المانيا خلال فترة الاحتلال، أهمها:

 

ـ حل الحزب النازي واجتثاث الايديولوجية النازية

 

ـ الغاء جميع القوانين النازية

 

ـ حل الجيش وجميع القطعات المسلحة الاخرى

 

ـ منع انتاج الاسلحة

 

ـ القاء القبض ومحاكمة مجرمي الحرب

 

ـ تحديد القدرة الصناعية وجعلها لامركزية تحت رقابة الحلفاء

 

ـ دمقرطة النظام التعليمي والقضاء والادارة والحياة العامة

 

ومن المهم ان نذكر هنا، بأن قرارات عديدة اتُخذت على ان تكون ذو فاعلية مؤقتة، وان پوتسدام تشكل فقط المحطة الاولى في الطريق الى تسوية سلمية شاملة، تصبّ، بمساعدة مجلس وزراء الدول الخمسة الكبرى، في معاهدة السلام مع المانيا. وبهذا علّق الالمان آمالهم على امكانية توحيد القطاعات الاربعة لتشكيل دولة المانية جديدة واسترجاع على الاقل جزء من الاراضي المفقودة.

 

ظهرت في كونفرنس پوتسدام، للمرة الاولى، الخلافات بين الغرب والاتحاد السوفيتي علناً على السطح. ففي الوقت الذي تم فيه مثلاً الاتفاق مبدئيّاً على ضرورة معاقبة المانيا بتسديدها تعويضات عن الخسائر التي سببتها الحرب، اختلفت الاراء حول مقدارها وكيفية تنفيذها. كما ونشب خلاف حاد حول ادارة موحّدة لقطاعات الاحتلال. وبسبب ضعف الثقة والشك الدائم بالطرف الآخر، أزدادت الصعوبات كذلك في عمل “مجلس رقابة الحلفاء” في برلين والذي كانت من واجباته الاساسية العمل بادارة موحدة لجميع القطاعات.

 

الدور الامريكي في غرب المانيا واوربا الغربية ـ خطة مارشال

 

بما ان الحرب كانت قد دمّرت جزءاً كبيراً من القوة الاقتصادية الاوربية، ظهر للعيان بوضوح، بعد سنة ونصف فقط من نهاية الحرب ، حجم الضائقة الاقتصادية في المانيا واوربا. فشتاء 1946 / 1947 القارس، تسبب في كارثة انسانية، حيث انهارت انظمة التغذية والطاقة وحركة المرور. ولولا تدخل الولايات المتحدة الامريكية، لكان قد حصل الأسوأ. فما العمل اذاً ؟، وكيف يمكن تلافي ذلك في المانيا واوربا في المستقبل ؟

 

في 5 حزيران 1947، اي بعد سنتين من نهاية الحرب، القى وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال (George C. Marshall ) ـ الذي حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1953ـ  كلمة تاريخية امام طلبة الصف النهائي لجامعة هارفارد، شرح فيها لاول مرة افكاره بخصوص اعادة اعمار المانيا واوربا، حيث كان مقتنعاً بأن بناء اوربا ديمقراطية وسلمية، لن ينجح بدون مساعدة اقتصادية خارجية. وافكاره هذه تجسّدت بعدئذٍ بما سمّي بـ  “خطة مارشال”.

 

فبعد تحليله للاوضاع الكارثية في اوربا، توصل مارشال الى ضرورة تقديم مساعدات خارجية، والاّ ستكون النتيجة تفشي الفقر في القارة الاوربية باكملها، ما سيضر بالنهاية بمصالح الولايات المتحدة الامريكية.  ثم سيؤدي انحطاط التجارة الخارجية وشحة الانتاج الى ازمة اقتصادية عالمية. الا ان الشرط الاساسي الذي اقترحه مارشال لتقديم المساعدة الامريكية، كان وجوب الاتفاق بين الدول الاوربية على مدى الحاجة المالية لكل منها، ثم تقديم ذلك بقائمة واحدة كمقترح اوربي مشترك للادارة الامريكية. اي ان المبادرة كان يجب ان تكون اوربية.

 

 

المانيا (وكذلك برلين) قسّمها الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية الى 4 قطاعات:

 

السوفيتي (احمر)، البريطاني (اخضر)، الامريكي (اصفر)، الفرنسي (ازرق)

 

مساعدات مالية ومادية: لا لألمانيا الغربية حصراً

 

شملت خطة مارشال، التي سميت رسمياً  بـ “برنامج الانتعاش الاوربي”، بدءاً من خريف 1948 وحتى نهاية عام 1952، مساعدات مالية ومادية تلقتها 17 دولة اوربية بمجمل 14 مليار دولار تقريباً (اي ما يعادل اليوم حوالي 100 مليار دولار). احتوت تلك المساعدات على بضائع ومواد غذائية ودعم تقني، وكذلك منحْ وقروض. وقد يكون مُدهِشاً للبعض، التاكيد هنا، بأن حصة المانيا الغربية كانت تعادل فقط عُشر ذلك المبلغ. اذاً من هي الدول الاوربية الاخرى التي استفادت بصورة اكبر من المانيا من خطة مارشال؟

 

حصة الاسد من هذه المساعدات كانت بلا شك من نصيب بريطانيا بمقدار 3,5 مليار دولار، تليها فرنسا بما يقارب 2,8 مليار دولار. اما ايطاليا فكانت حصتها 1,5 مليار دولار تتبعها المانيا الغربية في المرتبة الرابعة بـ  1,4 مليار دولار. مع العلم بأن المانيا تلقتها بشكل قروض، سددت منها 1,0 مليار دولار حتى عام 1966، وأعفيت عن تسديد الباقي. اما الدول الاوربية الاخرى التي تلقت مساعدات عبر خطة مارشال فكانت (هنا بدون تسلسل معين) كل من: النمسا، بلجيكا، لوكسمبورگ ، الدانمارك، اليونان، اسلندا، ايرلندا، هولندا، النرويج، السويد، البرتغال، يوغسلافيا، تركيا.

 

اما عملية الاعمار فجرت في اوربا في عدة مراحل: في المرحلة الاولى تم التركيز على اعادة اعمار صناعات الحاجيات والسلع الاساسية والضرورية، بعد ذلك تم في المرحلة الثانية تطوير نظم الطاقة والنقل والمواصلات، واخيراً تركزت الجهود على دعم الصناعات “التصديرية” ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة.

 

ولكن كيف استفادت المانيا واوربا اقتصادياً من هذا البرنامج؟ وهل كانت الفائدة اقتصادية بحتة؟ ام هناك جوانب سياسية او نفسية؟ اسئلة مهمّة بلا شك. الا ان السؤال المهم برأينا هو: هل هناك اسباب اخرى لهذه المساعدة “السخية”؟

 

أسباب أخرى للمساعدة الامريكية

 

نعم، هناك برأينا اضافةً لما تقدم، حوافز مهمة اخرى للمساعدات الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية لالمانيا واوربا، منها:

 

1 ـ خلق ثقلاً موازناً للنفوذ السوفيتي في اوربا. حيث كان التخوف كبيراً لدى الولايات المتحدة من انتصار الاحزاب الشيوعية في اوربا الغربية في الانتخابات المقبلة، خاصةً في فرنسا وايطاليا نظراً لشعبيتهما الكبيرة هناك.

 

2 ـ ايصال رسالة للعالم، تؤكد فيها الولايات المتحدة عن عزمها على خوض الصراع انطلاقاً من مركزالقوة في المواجهة التي بدأت تلوح في الافق بشكل “الحرب الباردة”. وبالفعل، فأن غالبية الالمان الغربيين، كانوا ولمدة طويلة، ذو ثقة عالية بقوة ومصداقية الولايات المتحدة الامريكية. وخطة مارشال لعبت بالتأكيد دورها الايجابي في هذه القناعة.

 

3 ـ المساعدة بولادة دول اوربية تتبع النظام الديمقراطي والاقتصادي الغربي، كحلفاء وكأسواق جديدة لتصريف البضائع الامريكية.

 

الموقف السوفيتي

 

رفض الاتحاد السوفيتي في مؤتمر لندن لوزراء خارجية الحلفاء، المنعقد في تشرين الثاني / كانون الاول عام 1947، عرض الولايات المتحدة عليه وعلى دول وسط وشرق اوربا، امكانية الاشتراك في “برنامج الانتعاش الاوربي”، معتبراً اياه تدخلاً سافراً في سيادة الدول الاوربية، مانعاً بذلك دول اوربا الشرقية من الاشتراك فيه، حيث كانت قد اعلنت بالفعل كل من بلغاريا وجيكوسلوفاكيا وبولندا وهنغاريا رغبتها بالاشتراك في هذا البرنامج.

 

من جانبه، كان الاتحاد السوفيتي قد أعلن مسبقاً في تموز 1947 ما سمّي بـ “خطة مولوتوف”، التي اصبحت فيما بعد نواتاً  لـ “مجلس التعاون الاقتصادي” لدول المعسكر الاشتراكي. فالمانيا الديمقراطية (الاشتراكية) مثلاً، وصفت خطة مارشال بانها “تزيد من التبعية الاقتصادية والسياسية للدول الراسمالية الاوربية من الامبريالية الامريكية”.

 

كلمة اخيرة

 

لا زال مقدار الزخم الفعلي لخطة مارشال مثيراً للجدل لحد الآن. الا ان المساعدات التي تدفقت بعد عام 1948 الى المانيا، سارعت بلا شك الى حد كبير في الازدهار الاقتصادي في الخمسينات من القرن الماضي، ولها حصتها في تحقيق “المعجزة الاقتصادية الالمانية”. من جهة اخرى، لايعني هذا اهمية تلك المساعدات في المجال الاقتصادي فحسب، بل كذلك أهميتها السايكولوجية الايجابية على المجتمع الالماني بعد الحرب التي دمرت بلاده ايضاً.

 

فخاصةً في المانيا الاتحادية، كانت وما زالت خطة مارشال، “اسطورة” ذات تاثير نفسي شديد على عامة الناس، كونهم يربطوها بعملية اعادة اعتبارهم والاعتراف بهم كـ “شعب متحضّر”، بعد كل ما سببوه من دمار وقاموا به من جرائم اثناء الحرب. كما تُعتبَر المشاركة في برنامج المساعدات كخطوة اولى لالمانيا الاتحادية نحو اندماجها في العالم الغربي، حيث كان اتفاق الدول الاوربية على خطة اقتصادية مشتركة، شرطاً اساسياً لتلقي تلك المساعدات. فشُكّلت لاجل ذلك “منظمة التعاون الاقتصادي الاوربي” (OEEC)، التي تحولت بعدئذ الى “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” (OECD).

 

___________________________________________________

 

(*) لم تكن فرنسا في البداية احد الحلفاء ضد المانيا النازية. فلم تشارك في مؤتمرات الحلفاء التي عقدت خلال الحرب. بل لم تشارك حتى في كونفرنس پوتسدام، الذي عقد بعد الانتصار على المانيا من 17 ايلول حتى  2 آب 1945. الا ان الحلفاء الثلاثة قرروا، ولاسباب عدة، لا يسع المجال هنا لذكرها، اشراك فرنسا كحليف فعلي رابع. وتم على اثر ذلك اقتطاع الجزء الجنوبي الغربي من القطاع الامريكي ووضعه تحت السيطرة الفرنسية (انظر خارطة المانيا المقسمة الى 4 قطاعات).

 

المصادر:

 

ـ فولفگانگ بنز: المانيا 1945 ـ 1949 /  بالالمانية

 

ـ موقع “كونفرنس پوتسدام” /  بالالمانية

 

ـ موقع “مؤسسة البيت التاريخي لجمهورية المانيا الاتحادية” / بالالمانية

 

ـ موقع “المركز الاتحادي للتربية السياسية” / بالالمانية

 

مواضيع اخرى ذات صلة:

 

جدار برلين والكذبة التاريخية

 

http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=716578

 

المانيا: سر النجاح والتقدم

 

http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=739390.0

 

المانيا: التجربة الديمقراطية

 

http://www.alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=26323

 

المانيا: اقتصاد السوق الاجتماعي

 

http://www.alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=27953

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار