كشف وزير الموارد المائية محسن الشمري عن الاتفاق مع تركيا على زيادة معدل الاطلاقات المائية ضمن حوض الفرات بين (500 ـ 600) متر مكعب بالثانية، مؤكدا عزم وزارته على تطبيق منظومة الأمن المائي.وفيما افصح عن مشاركة 350 معدة ثقيلة تابعة للوزارة في الحرب ضد ارهابيي “داعش”، نوه بان حملة التنظيف التي اطلقتها الوزارة في النجف الاشرف ستشمل محافظات اخرى.
وقال الشمري في تصريح مسهب ادلى به لـ”الصباح”: ان زيارته الأخيرة الى تركيا كانت لتعزيز الاطلاقات المائية في حوض نهر الفرات الذي يعاني عجزا مائيا يصل الى 80 بالمئة، بسبب عدم التزام الدول المتشاطئة بالاتفاقيات الدولية المتفق عليها مسبقا في ما يخص الاطلاقات المائية، اضافة الى انخفاض معدلات هطول الامطار مع تراجع الخزين في البحيرات والسدود والخزانات.
واردف انه تم الاتفاق خلال الزيارة على زيادة الاطلاقات المائية بمعدل (500 ـ 600) متر مكعب بالثانية بما يسهم في تعزيز منسوب النهر تزامنا مع خطط الاستزراع الصيفي، موضحا ان الزيارات المتكررة الى تركيا تأتي لوضع ستراتيجية طويلة الامد بمجال المياه، فضلا عن ايصال حصة البلاد كاملة الى جميع مناطقه بما يسهم في تأمين اطلاقات عادلة كما ونوعا.
واضاف وزير الموارد المائية ان الوزارة تسعى الى اعداد ستراتيجية ومنظومة متكاملة للامن المائي، اذ ستشمل مهام عدة في سبيل توفير كامل الحصص المائية للاستخدام المنزلي والزراعي والصناعي والتجاري مع العمل على توسيع استخدام المسطحات المائية في عملية نقل البضائع والسلع، لافتا الى ان تلك الستراتيجية تمثل منظومة تشريعية وقانونية وتقنية متكاملة تشمل انظمة الانذار المبكر والإدارة اضافة الى ادوات قياس المياه والسرعة والجريان، حيث ستسهم في تأمين المنشأة المائية من المخاطر، الا انها بحاجة الى تخصيصات مالية تتطلب اعداد تشريعات.
وعن حملة التنظيف التي اطلقتها الوزارة في محافظة النجف الاشرف، اكد ان الاليات المختلفة التابعة للوزارة البالغ عددها 100، نفذت في مدينة النجف الاشرف حملة واسعة للتنظيف شملت الشوارع الرئيسة والفرعية لمدن وأحياء المحافظة بهدف رفع النفايات والانقاض المتراكمة، كاشفا عن رفع اكثر من 35 ألف طن من الانقاض ضمنها، مبينا ان تلك الحملة لم تكن في النجف الاشرف فقط، بل بدأت في بابل ومن ثم امتدت الى كربلاء المقدسة، ومن المؤمل ان تشمل محافظات اخرى في حال اقتضت الضرورة.
واوضح الشمري ان الوزارة تدخلت في قضية التنظيف في محافظة النجف الاشرف بسبب الاوضاع المزرية التي تتسم بها شوارع واحياء المحافظة وبسبب غياب التخصيصات المالية لقطاع النظافة فيها، ما تسبب بإحداث فراغ كبير على خلفية غياب خدمات التنظيف عن المحافظة.
وفي ما يتعلق بتقديم الدعم الى مجاهدي الحشد الشعبي، اشار الى ان ما يقرب من 350 آلية متنوعة تابعة للوزارة من سيارات النقل والحمل والاليات التخصصية والتناكر، تشارك في مختلف قواطع العمليات العسكرية ضد عصابات “داعش” الارهابية، فضلا عن وجود ملاكات تابعة للوزارة تشارك في مع القوات الامنية في ساحات الوغى.
وبشأن قضية الاجراء اليوميين، افصح وزير الموارد المائية عن جدية وزارته بتعاملها مع ملفهم وتوفير مستحقاتهم، بيد ان الملف بحاجة الى بعض الوقت كونه مرتبطا بوزارة المالية والتخصيصات المرصودة للوزارة من الموازنة العامة، مبينا انه تمت مخاطبة وزارة المالية لتوفير الرواتب مرات عدة كون تخصيصاتهم محسوبة على الموازنة الاستثمارية التي قلصت بسبب سياسة ضغط النفقات.
وبخصوص اطلاق حملات لترشيد استهلاك الثروة المائية في البلاد، بين ان الوزارة تعمل على شيوع ثقافتها بين المواطنين بجميع شرائحهم، كون الأمن المائي يتطلب ثقافة سياسية واجتماعية وقانونية تتلخص بكيفية الاستخدام الأمثل للثروة المائية.
وطالب الشمري الوزارات والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بالاسهام في شيوع تلك الثقافة، وبالذات القطاعات التعليمة ممثلة بطلبة المدارس والجامعات والمعاهد، اضافة الى ضرورة ان تأخذ وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة دورها في المحافظة على ثروة البلاد من المياه وتجريم التجاوزات على المسطحات المائية.
كما كشف الوزير عن فتح باب الاستثمار في قطاع المياه لتطويره وجعله مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي.
