بقلم: ” زین العابدین الحیدری “ – 01-08-2015 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع
فی الحرب الروسیة الیابانیة الماضیة اُخذ بعضُ الضباط أسری و وضعوا في مکان و أخذ منهم کلمة ان لا یهربوا ، و لم یوضع علیهم حُراس ؛ اکتفاءاً بوعودهم و کلمتهم ، ما الذي منعهم أن یفروا أو یهربوا ؟ کلمة شَرف .. و من حکایات العرب المشهورة ان حصن بن زرارة لما ضاقت المعیشه به و بقومه رحل إلی کسری ، فشکا إلیه ما اصابهم من الجهد فی الموالهم و فی نفوسهم، و طلب إلیه أن یأذن له و لقومه ان ینزلوا فی البلاد المتاخمة لفارس ؛ لخِصَبها، فقال کسری : إن المسلمین فیهم غدر، فإذا أذنت لهم عاثوا فی الأرض و أغاروا ، فنفی ابن زراره و فقال بکل حزم : أنا ضامن لهم ، قال کسری : فمن لی ان تفي انت ؟ قال : ارهنک قوسي ، فلما جاء بها ضحک مَن حول الملک ؛ لتفاهة القوس و حقارتها ، و لکن کسری کان عارفاً بالرجل و بعادات المسلمین و قبل منه القوس رهناً ، فما الذيحمله علی قبول قوسه الحقیر؟ لأانه انضم إلی رهن القوس ذمة الرجل و وعده و کلمته ، و قد بَرَّ بوعده ، و هذا هو الشرف ؛ فالشرف فی ابسط أشکاله أن یحافظ المرء علی کلمة تصدر منه کأنها (( عِقد )) سواء في ذلک اللسان ، أو التوقیع بالقلم ، و الفرق بینهما أن التوقیع علی العقد یُلزِمُ به القانون ، و النطق بالکلمة یلزم به الشرف .
یقال ان احد جنرالات الحرس الثوری فی احدی زیاراته للقائد العام للقوات المسلحة ” ایة الله علی خامنئی ” عَرضَ علیه و بکل اعتزاز، تقریراً عن احدی اعقد العملیات العسکریة فی جنوب شرق البلاد و تحدیداً فی منطقة سیستان و بلوشستان و نصب کمین و فخ لاحد قیادات الجماعات المسلحة المعارضة هناک عبر توجیه دعوة لهذا الزعیم من اجل التحاور ، فغضب الخامنئی خلافا للتوقع و أمر باطلاق سراحه فوراً ، و قال: ( لیس الغدر من شیم الرجال ) فنحن نمثل حکم الإسلام ، و ما کان الشخص ذاهب إلیکم لولا ثقته بنا و بقولنا و خرج غضباناً
و قد اطلق سراحه فوراً ، و قد کلفت عملیة اعتقاله خلال احدی المواجهات الاموال و الارواح بینما کان ذلک الزعیم فی قبضة رجالات الأمن ، فما الذی حصل سوی کلمة شرف اراد الخامنئی من موقعه کقائد ان یحافظ علیها مهما کلفه الثمن ..
حاوِل أن تُطبق هذه الروحیة علی مجری المباحثات النوویة !
قائد الثورة الإسلامیة یُفتي بتحریم امتلاک ، انتاج ، استخدام و تخزین أسلحة الدمار الشامل و خاصة “القنبلة الذرية ” ..
یتفاعل العالم مع هذه الفتوی و یحترمها و یعلم بأن الرجل ملتزم بما یقول و لکن لماذا لم یُحسم الأمر حینها ؟ و لماذا إستمرت الأزمة النوویة لـ12 عشر عاماً !!!
لأن کلمة الشرف التی نعترفُ بها نحن کمسلمون و نحترمها، لم تعد تحضی بإعتراف و احترام الطرف الاخر؛ ان لم نقل بأنه عدیم الشرف.
للتواصل :
Tel – Whatsapp & Telegram & Viber : 00989120202123
z_haidary2000@yahoo.com