عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

مطلوب عقيدة أمنية يهابها العدو بقلم: عمار البغدادي

المقالات 10 أغسطس 2015 0 186
مطلوب عقيدة أمنية يهابها العدو بقلم: عمار البغدادي
+ = -
مطلوب عقيدة أمنية يهابها العدو

بقلم: عمار البغدادي
 تميزت العملية الارهابية التي نفذت في خان بني سعد باستعداد عالي المستوى لتدمير اكبر قدر ممكن من الناس والمنشآت والمنازل واحداث هزة عنيفة في خان بني سعد وصـولا الى هزة اعنــف في الشــأن الوطني العام!.المستهدف هو الناس لكن المستهدف الاكبر هو الانتصار العسكري الكبير الذي حققته القوات المسلحة وسرايا الحشد الشعبي على الدواعش في مختلف مناطق القتال.ان ما انجزته القوات المسلحة والمجاهدون العراقيون في خط الجبهة كبير ومهم ولايقاس الا بالاعمال التاريخية المهمة ومن هنا كانت ردة الفعل الداعشية هستيرية وتنم عن هزيمة منكرة وربما تتكرر تلك العملية في اكثر من مكان بسبب هذه الانتصارات غير المتوقعة التي تحققت في غضون فترة قصيرة من الزمن.كانت “داعش” تتصور ان هزيمة الموصل ستكون مدمرة للاطار السياسي العام في الدولة وروح الوطنية العراقية التي تدير البلاد وتعكف على تنسيق التعاون مع مختلف شرائح المجتمع العراقي المقاوم ولم تظن ان هذا التصور سيصطدم بصخرة منيعة من الارادات العراقية العميقة ومشروع للمقاومة كبير لا يلين ولا يصمت امام التحديات الخطيرة والمنحنيات التاريخية العسكرية والسياسية الصعبة.ان عملية الخان هي الاولى من نوعها بعد عمليات الاستهداف الارهابية التي جرت على دماء العراقيين فصولا بعد العام 2004 كما يقول المحللون والخبراء الامنيون والسياسيون وربما اراد الداعشيون باختيارهم ديالى ذات التنوع السني الشيعي الوطني العام احداث فتنة طائفية تستهدف الانجاز العسكري الوطني الذي تحقق وحالة الاستقرار المجتمعي والامني التي وفرها هذا الانتصار في ديالى.هنالك خلل في منظومة العمل والاداء الاستخباري لدى الاجهزة الامنية وهو ما اشار اليه وزير الداخلية محمد الغبان في اول اطلالة له بعد حادث التفجير الارهابي والعودة الى الحديث عن هذا الضعف الاستخباري هي عودة للحديث في الحقيقة عن الخلل الذي عانينا منه في غضون فترتين ماضيتين من العمل الامني الحكومي ولو كنا ضبطنا ايقاع العمليات الامنية وعالجنا الخلل الموجود في الاجهزة التابعة والاهم معالجة الخلل الواضح في عمل سيطرات الشرطة في مداخل ومخارج المدن لكنا قللنا من الخسائر، لان عصب الضعف والقوة في اية حالة امنية في مدينة كبيرة او صغيرة يكمن في السيطرات والعمل الاستخباري والقدرة على كشف العمليات المسلحة الانتحارية قبل وقوعها.ان افضل دليل على وضوح الخرق وضعف اداء الاجهزة الاستخبارية في المنطقة التي وقع فيها التفجير الارهابي هو ان السيارة المتفجرة تم تفخيخها في احدى القرى المجاورة، فكيف تم تجميع مايقرب من 3 اطنان من المتفجرات في سيارة والكيفية التي ركبت ووصلت المتفجرات فيها الى المكان الذي فخخت فيه..ان هذا الامر يدعو الى المراجعة التي كنا ومازلنا وسنبقى نطالب باجرائهــا في كل حين حتى يتم القضاء على مكامن الخطر الداعشي المحدق بنا وبابناء شعبنا في المناطق المحــررة وفي العــاصمة بغــداد.ان الاصلاحات الحقيقية التي نطالب بها في وزارة الداخلية والتي تم البدء بها في الفترة الماضية لابد من ان تتوفر على اختيار الكفاءات الامنية الوطنية والخطط الستراتيجية التي لاتحابي ولا تشعر بالتعب والمعاناة اليومية التي يكابدها رجل الامن في الشارع والاهم من ذلك ايجاد معالجات امنية باقل الافراد والعناصر الامنية الموجودة في الشارع.ان نظرة سريعة لنظام الامن العراقي في السابق تعطي انطباعا اوليا للقارئ، ان الامن كان يقف على مبادئ وايحاءات وشغل امني عميق، حتى وصل الامر ان المواطــن وحتى المعارض للنظام في ذلك الوقت يحسب الف حساب قبل ان يقوم بتــوزيع منشــور سيــاسي سري!.يجب ان نصل الى المستوى الامني الذي يهابنا فيه العدو ويحسب الف حساب لخططنا الامنية، قبل ان يفكر باختراقها او تدمير ما استطاع من منشآت وانسان واسواق وممتلكــات، للتــأثير في العمليــة السيـــاسية والمعركة ضد “داعش” واستهــــداف الـــدولة.اخشى ان تمر نظرية استهداف خان “بني سعد” على الاجهزة الامنية ببعدها الاقليمي الذي يمول عصابات ” داعش” باعتبارها منظمة تعمل بالاجرة وبندقية للايجار لصالح تنفيذ مجموعة من الاهداف التآمرية على العراق ووحدته الوطنية واذا عرفنا ان المنطقة ارضا خصبة منذ سنوات طويلة بالتنوع المذهبي السني الشيعي، امكننا القياس ان المستهدف هو التنوع وان المطلوب هو تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ!.
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار