رغم أن الجنرال راي أوديرنو يعتبر القائد الأعلى رتبة في تسلسل قيادة القوات الأميركية حتى إحالته على التقاعد قبل أسبوع، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والإدارة الأميركية تبرأتا سريعاً من تصريحاته المثيرة للجدل والتي أعلن فيها أن «تقسيم العراق يعتبر الحل الأفضل للأزمة الحالية» معتبرة أن تلك التصريحات تعبّر عن وجهة نظر شخصية للجنرال الذي يوصف بأنه «مهندس عملية القبض على الطاغية صدام». فما هي خلفية هذا الجنرال الأميركي ومسيرته العسكرية التي بنى على أساسها آراءه وأفكاره.
ولد رايموند توماس أوديرنو بمدينة روكاواي بولاية نيوجيرسي سنة 1954، والتحق بالأكاديمية العسكرية في «ويست بوينت» حيث حصل عام 1976 على شهادة البكالوريوس في العلوم، ثم التحق بجامعة «نورث كارولينا» وحصل على درجة الماجستير في علوم الهندسة النووية، وعلى درجة الماجستير في الفنون الأمنية والاستراتيجية من كلية الحرب البحرية. وفي ديسمبر 2010 حصل على دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية من جامعة ولاية كارولينا، فضلا عن تلقيه شهادة دكتوراه فخرية من معهد «السياسة العالمية» في واشنطن.
تدرج أوديرنو في المناصب العسكرية من ضابط في كتيبة المدفعية في السعودية خلال حرب «عاصفة الصحراء» عام 1991، إلى مساعد قائد قوة تدخل في ألبانيا خلال تدخل القوات الأطلسية في يوغسلافيا السابقة عام 1999، ومن قائد الفرقة الرابعة لمشاة البحرية 2001-2004 التي تولت مناطق صلاح الدين ومحيطها إلى قائد القوات الأميركية في العراق (2006-2008). ثم تولى قيادة قوات التحالف في العراق في أيلول 2008، وخلال تولي كونداليزا رايس منصب وزيرة الخارجية الأميركية كان أوديرنو – الذي يتميز برأسه الأصلع وطوله الذي يتجاوز 193 سم – مستشارها العسكري الأول؛ وبعد مغادرته العراق في 2009، تولى قيادة القوات الأميركية المشتركة في نورفولك فيرجينيا، ثم أصبح رئيساً لأركان جيش الولايات المتحدة منذ 2011 وحتى إحالته على التقاعد مؤخراً. خلال الفترة الأولى التي أمضاها في العراق من (2003-2005) تعرّض أوديرنو لانتقادات من قبل بعض المحللين والضباط العسكريين بسبب أساليبه الصارمة في المنطقة المسؤول عنها التي شملت تكريت. وكان يجيب إن «المنطقة كانت معقلا للمسلحين الأمر الذي تطلب إجراءات عنيفة». وصفه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأنه «أحد أكثر قادة الجيش فعالية في جيله».