عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

دعوة شيخ الأزهر لتحريم القتل الطائفي ! بقلم: حسن علي كرم

المقالات 16 أغسطس 2015 0 191
دعوة شيخ الأزهر لتحريم القتل الطائفي ! بقلم: حسن علي كرم
+ = -
دعوة شيخ الأزهر لتحريم القتل الطائفي !

بقلم: حسن علي كرم
 عرّف الفقه الإسلامي الشهادة في أسباب، ولكن يبدو أن تلك التعريفات التليدة لم تعد تتناسب مع أسباب الشهادة في وقتنا الراهن، الذي اصبح قتل إنسان مسلم لإنسان مسلم أسهل من ذبح دجاجة او قتل فأرٍ ، فهذا “داعش” يقطع الرقاب و يجز الرؤوس و يحرق الاجساد و يصعق الابدان و يغتصب الحرائر و ينتهك المحارم في بيوت آمنة كل ذلك يحدث باسم الإسلام و الشرع الحنيف . في سوريا حرب تآمرية افتعلوها منذ خمس سنوات و ما زالت آلة القتل الجهنمية تحصد الأرواح و تسحق الابدان و قد تستمر لسنوات أخر، والقتلى من كلا الجانبين من النظام و من المعارضة سوريون مسلمون ، و كل يدعي لقتلاه الشهادة ، و في اليمن اذا قُتِل حوثيون على يد قوات التحالف قيل عنه عدو ، و أذا ُقتل من جانب قوات التحالف جندٌي قيل عنه شهيد مع أن الجيشين جنودهما مسلمون و يمينيون أو عرب خليجيون ، و مثل هذا يحدث في ليبيا قتال طوائف و قبائل عودةٌ الى عصر الظلمات و الصراع على المراعي و الماء . فهل قتلى جنود النظام السوري شهداء ذاهبون إلى الجنة و قتلى المعارضة في النار، أو هل الحوثيون القتلى في النار و قتلى التحالف في الجنة أو العكس ؟. و هل و هل ، أسئلة لعلها محيرة ، مٓن القتيل و مٓن القاتل و مٓن الشهيد الذاهب إلى الفردوس الأعلى و من الذاهب الى السقر و في النار الأبدية ؟؟! لعلي أكبر روح فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب حرصه على دعوة علماء السنة و الشيعة للالتقاء في الأزهر الشريف على مائدة واحدة و اصدار فتاوى مشتركة تُحرم قتل السني للشيعي و قتل الشيعي للسني . هذه الدعوة الكريمة لئن أتت من استشعار فضيلته جراء الوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة المسلمة ، ألا أنها من المؤكد ليست الدعوة الاولى و لا باللقاء الأول ان تم ، فالدعوات تكررت منذ أن نكبت هذه الأمة بالنكبات و الخلافات و الاختلافات ، حيناً خلافات مذهبية و حيناً خلافات سلطوية . فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من اللقاءات التي تمت بين علماء المسلمين من مختلف الطوائف و لكنهم كانوا يجلسون و لكن لا يتفقون ، فكلما ازدادت اللقاءات العلمائية ، ازداد القتال و الشقاق بين طوائف الأمة ، لعل العلة ليست في الدين و لا في الاختلاف المذهبي ، و لكن العلة في النفوس المريضة و العقول المتحجرة المحمولة على الجهل و الأساطير البالية ، و علماء دين سوقوا الدين لصالح السلطات الحاكمة . فتحريم قتل سني لشيعي او شيعي لسني ليس هنا المشكلة، ففي القرآن تحريم صريح للقتل و لكن المعضلة هي التكفير و اخراج المسلم الذي ينطق بالشهادتين و بالصلاة و الصوم و الحج و الزكاة من الملة و هو ما ينبغي تحريمه…
ان فكر “داعش” و القاعدة و النصرة و غيرهم من التنظيمات الاصولية التكفيرية ليس في معزل عن فكر علماء سلطويين يبثون ثقافة الكراهية وعزل أو تكفير الأخر.ان المسلمين سيبقون يتقاتلون و يكفرون بعضهم بعضا و يفجرون مساجدهم و دور عباداتهم ماداموا يصرون في البقاء في الماضي ، و ما داموا يستمرون في الجدال السقيم من أحق بالخلافة بعد الرسول و ماداموا يتحدثون عن خلاف علي و معاوية و قتل يزيد للحسين ، فليتهم يتحدثون و يتناقشون على أساس حضاري و على أساس تاريخ ، و لكنهم يتحدثون كما لو أن تلك الأحداث وليدة الساعة ، و هنا الطامة و هنا الكارثة القاتلة على كل المسلمين …
من هنا ينبغي القول صراحة ، لن يلقي المسلمون السلاح عن بعضهم البعض الا بترك الماضي في عهدة الماضي ، و تالياً فهم جديد للإسلام و أخيرا فصل الدين عن الدولة و تبني الأنظمة الليبرالية ، ما كان للمسيحيين الأوروبيين ليستقروا و يتقدموا صناعياً و حضارياً لو لا فصلهم الدين عن السلطة السياسية ، نحن نحتاج الى فهم جديدٍ للاسلام ، نحن نحتاج للاسلام المدني لا الاسلام الصحراوي الوهابي ، نحتاج الى الاسلام الحضاري لا اسلام التحجر، اسلام القتل و التكفير و التوحش و الاقصاء ، نحتاج الى الاسلام التنويري لا اسلام الجهل و الظلامية و العبودية السلطوية …
ليس بالفتاوى وحدها تُحفظ الأرواح و يُحّرم القتل ، انما بتجديد الفكر و بالخروج من قوقعة الماضي ، و تصحيح المغالطات و التخلص من الخزعبلات والكتب الصفراء….
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار