الكلمات دثار
بقلم: ياسين النصير
ثلاث مرات أثارني دور الكلمة في الحياة اليومية للناس، المرة الأولى عندما كانت استهلالا لبداية الخلق “في البدء كان الكلمة”، وبالتأكيد كانت كلمة الرب، الذي كما تقول المثيولوجيا، خلق بها السموات والأرض، ولخصت مقولة “كنْ فيكون” كينونة الفعل الإلهي التي ارتبطت الأسماء بها “وعلّم آدم الأسماء كلها”.
المرة الثانية عندما جعلتها ثقافة اليونان مفردة لتنظيم المدينة والقضاء معا، وهذه المرة نزلت الكلمة من علياء الأولمبي إلى الحياة اليومية للناس لتنظم شؤونهم القضائية والمعاشية والدينية والقانونية، فالكلمة أصبحت وثيقة وعقدا، لغة وقانونا، لتصبح واحدة من المفاهيم التي ارتبطت بالعدل الإلهي، فصيغت بموجبها العقود والسندات والوثائق والاتفاقات، والحدود والتعريفات، والمفاهيم، وعد تداولها المنضبط قوانين متداولة بين الناس، وعندما اتسعت علاقات المدينة اليونانية الاقتصادية والاجتماعية اتسع دور الكلمة فيها، فأصبحت محددة للقول الفلسفي وللخطابة وللتراجيديا وللنحت وللبيع والشراء، فهي لم تضبط هذه العلاقات فقط، بل ضبطت إيقاع الحياة اليومية للناس، فكان تداولها إنتعاشا للسوق وللتبادل البضائعي والعدل وبناء الحكمة والفلسفة والحوار والتفكير في الأرض وبما هو خارج الأرض. فالكلمة اليونانية هي كلمة الحياة اليومية التي تنبع من علاقات الناس بالمدينة وصولا لتنظيم المجتمع كله.
المرة الثالثة وهي الأكثر أهمية عندي عندما شكلت مكوناتها دثارا اجتماعيا للناس، عندما استخدمها الأطباء السحرة في أفريقيا وآسيا ومن ثم العالم لشفاء المرضى، وقضاء حاجات المعوزين، وربط العلاقات بين العشاق والمغامرين، هذه الطريقة التي تقف الآن في المجتمعات المتخلفة واحدة من شواهد العقلية البدائية في مرحلة العلم والعقل، ما هي في حقيقة أمرها إلا أغطية قديمة لعقول حديثة، ونجد ذلك شائعا في تتبع الأبراج وقراءة الفنجان والخواطر العابرة واستثمار الحاسة السادسة، إلا ان دور الكلمة البدائية لم يقف عند هذا الشكل من العلاقات، فقد كانت تنظم السلطة في المجتمعات الأفريقية والآسيوية.
اليوم ما عادت لتلك الصنوف من الكلمات أي وجود، عملي، لكنها لم تغب عن حضورها الملفت والثقيل في حياتنا اليومية، خاصة في الأزمات والحروب والكوارث، حين اتخذ وجودها مسارات شعبية تربط بين الإنسان ومصائره، لتتحول إلى أشياء نؤثث بها ذاكرتنا وأجسادنا؛ إما كلمات نحفظها، أو تعاويذا نحملها، أو أدعية نرددها، أو لقى واحجارا نتبرك بها، هذه الأشياء الصغيرة المألوفة تشكل تكوينا لمؤثثات الجسد والنفس واللسان المجتمعي، وتصبح قوة غير مفهومة يتبادلها الناس في حالات المحن مادام ثمة من يصدق نتائجها.
ثلاث مرات أثارني دور الكلمة في الحياة اليومية للناس، المرة الأولى عندما كانت استهلالا لبداية الخلق “في البدء كان الكلمة”، وبالتأكيد كانت كلمة الرب، الذي كما تقول المثيولوجيا، خلق بها السموات والأرض، ولخصت مقولة “كنْ فيكون” كينونة الفعل الإلهي التي ارتبطت الأسماء بها “وعلّم آدم الأسماء كلها”.
المرة الثانية عندما جعلتها ثقافة اليونان مفردة لتنظيم المدينة والقضاء معا، وهذه المرة نزلت الكلمة من علياء الأولمبي إلى الحياة اليومية للناس لتنظم شؤونهم القضائية والمعاشية والدينية والقانونية، فالكلمة أصبحت وثيقة وعقدا، لغة وقانونا، لتصبح واحدة من المفاهيم التي ارتبطت بالعدل الإلهي، فصيغت بموجبها العقود والسندات والوثائق والاتفاقات، والحدود والتعريفات، والمفاهيم، وعد تداولها المنضبط قوانين متداولة بين الناس، وعندما اتسعت علاقات المدينة اليونانية الاقتصادية والاجتماعية اتسع دور الكلمة فيها، فأصبحت محددة للقول الفلسفي وللخطابة وللتراجيديا وللنحت وللبيع والشراء، فهي لم تضبط هذه العلاقات فقط، بل ضبطت إيقاع الحياة اليومية للناس، فكان تداولها إنتعاشا للسوق وللتبادل البضائعي والعدل وبناء الحكمة والفلسفة والحوار والتفكير في الأرض وبما هو خارج الأرض. فالكلمة اليونانية هي كلمة الحياة اليومية التي تنبع من علاقات الناس بالمدينة وصولا لتنظيم المجتمع كله.
المرة الثالثة وهي الأكثر أهمية عندي عندما شكلت مكوناتها دثارا اجتماعيا للناس، عندما استخدمها الأطباء السحرة في أفريقيا وآسيا ومن ثم العالم لشفاء المرضى، وقضاء حاجات المعوزين، وربط العلاقات بين العشاق والمغامرين، هذه الطريقة التي تقف الآن في المجتمعات المتخلفة واحدة من شواهد العقلية البدائية في مرحلة العلم والعقل، ما هي في حقيقة أمرها إلا أغطية قديمة لعقول حديثة، ونجد ذلك شائعا في تتبع الأبراج وقراءة الفنجان والخواطر العابرة واستثمار الحاسة السادسة، إلا ان دور الكلمة البدائية لم يقف عند هذا الشكل من العلاقات، فقد كانت تنظم السلطة في المجتمعات الأفريقية والآسيوية.
اليوم ما عادت لتلك الصنوف من الكلمات أي وجود، عملي، لكنها لم تغب عن حضورها الملفت والثقيل في حياتنا اليومية، خاصة في الأزمات والحروب والكوارث، حين اتخذ وجودها مسارات شعبية تربط بين الإنسان ومصائره، لتتحول إلى أشياء نؤثث بها ذاكرتنا وأجسادنا؛ إما كلمات نحفظها، أو تعاويذا نحملها، أو أدعية نرددها، أو لقى واحجارا نتبرك بها، هذه الأشياء الصغيرة المألوفة تشكل تكوينا لمؤثثات الجسد والنفس واللسان المجتمعي، وتصبح قوة غير مفهومة يتبادلها الناس في حالات المحن مادام ثمة من يصدق نتائجها.