ثقافة الكراكيب
بقلم: حميد المختار
من الموضوعات المهمة جداً التي ترتبط بحياتنا ارتباطاً مباشراً من دون أن نعيرها أي اهتمام هي موضوعة الكراكيب أي ( الزعابيل) التي تملأ حيواتنا من غير التفكير بها وتأملها وربط وجودها القديم الجديد بحيواتنا وطرائق معيشتنا وبيوتنا وعوائلنا. وحين عثرت على كتاب ( عبودية الكراكيب) لمؤلفته ( كارين كينجستون) عرفت معنى أن أفكر بطريقة جدية بمفهوم ( الكراكيب)، يتناول الكتاب مشكلة الكراكيب بعمق وعرض وتحليل و يقدم فهماً مباشراً لهذه المفردة وشرح فاعلية التخلص منها، وكيف تؤثر فينا ثم يغوص الكتاب إلى أعماق الذوات البشرية لمعرفة الأسباب التي تجعلنا نحتفظ بكراكيبنا الخاصة، ثم ينتقل إلى تحديد الكراكيب الموجودة في حياة كل واحد منا، بعدها تقترح الكاتبة كيفية الخلاص من هذه الكراكيب والاكتشاف الأخير للقارئ انه سيعرف أن الكتاب لا يدعو فقط إلى تنظيم وترتيب هذه الكراكيب في حيواتنا إنما الهدف الكبير من ذلك هو الدعوة الى تنظيم ذواتنا من الداخل.
ومن هنا سننطلق إلى فهم معنى أن تكون هناك كراكيب للجسد البشري وكراكيب ذهنية وفكرية وثقافية وعاطفية مع ذكرياتنا القديمة، ثم هناك كراكيب الروح. الجميل في هذا الكتاب انه يبدأ بترتيب الأشياء الخارجية التي تحيط بنا بكل تفاصيلها الصغيرة التي تعبر عن حاضرنا وماضينا سواء النفسي أو المجتمعي ويستمر الكتاب في طرحه طرق تنظيم الخارج إلى الولوج في أعماق الذات ليصف لنا كراكيب الروح وتصفية الذهن من تلك الكراكيب والتوقف عن الخوف والقلق. الذي استفدته من هذا الكتاب هو انني عدت إلى تأمل غرفتي العليا التي تحتوي على المكتبة فاكتشفت أن مكتبتي بحاجة إلى ترتيب وإخراج كراكيب كثيرة أحاطت بها وشغلت مساحتها الجمالية واكتشفت أن بعض الكتب تحولت بفعل الزمن إلى كراكيب زائدة عن الحاجة.
اذن لا بد من إخراج كراكيب الغرفة العليا وتنظيم المكتبة.. والخطوة الثانية هي انني ينبغي أن أتخلص من كراكيب بعض الأفكار التي ظلت معششة في لا وعيي وكراكيب روحي وجسدي، وهناك كراكيب ثقافية كثيرة ينبغي التخلص منها ورميها بعيداً عن موضوع اهتمامي ومشاريعي الم يكن مثلاً أدب الحرب التعبوي نوعاً من أنواع الكراكيب السردية فلفظتها الذاكرة الإبداعية العراقية إلى الأبد.. ثم يبدأ أمر الكراكيب ينسحب على العلاقات الاجتماعية ، فاكتشفت أن بعض الصداقات هي عبارة عن كراكيب عرفية مجتمعية مضرتها أكثر من نفعها، وسبب بقائها هو الحرج الاجتماعي والعرفي السخيف، هناك علاقات كراكيبية إن جاز التعبير تعيق سيرورة حيواتنا وتنظيم شؤونها. ومن دواخل الذات عدت ثانية إلى الخارج لأكتشف أننا كمواطنين محاطون بكراكيب مرعبة في دوائر العمل وفي الشوارع والأسواق والساحات، بحيث أن هذه الكراكيب صارت سمات بارزة لا نستطيع الاستغناء عن قباحة وجودها في حيواتنا سواء في داخل البيوت أو في الخارج .. والآن جل ما أخشاه أنني سأرى البلد وقد تحول إلى كراكيب عملاقة سببها الإهمال المتعمد والفساد الإداري والمالي والسياسي والأخلاقي .. سيكون مرعباً أن تكتشف أن بلدك أصبح وجهاً آخر لهذه الكراكيب، فماذا ستفعل حينذاك وكيف نتخلص من هذه المشكلة؟
من الموضوعات المهمة جداً التي ترتبط بحياتنا ارتباطاً مباشراً من دون أن نعيرها أي اهتمام هي موضوعة الكراكيب أي ( الزعابيل) التي تملأ حيواتنا من غير التفكير بها وتأملها وربط وجودها القديم الجديد بحيواتنا وطرائق معيشتنا وبيوتنا وعوائلنا. وحين عثرت على كتاب ( عبودية الكراكيب) لمؤلفته ( كارين كينجستون) عرفت معنى أن أفكر بطريقة جدية بمفهوم ( الكراكيب)، يتناول الكتاب مشكلة الكراكيب بعمق وعرض وتحليل و يقدم فهماً مباشراً لهذه المفردة وشرح فاعلية التخلص منها، وكيف تؤثر فينا ثم يغوص الكتاب إلى أعماق الذوات البشرية لمعرفة الأسباب التي تجعلنا نحتفظ بكراكيبنا الخاصة، ثم ينتقل إلى تحديد الكراكيب الموجودة في حياة كل واحد منا، بعدها تقترح الكاتبة كيفية الخلاص من هذه الكراكيب والاكتشاف الأخير للقارئ انه سيعرف أن الكتاب لا يدعو فقط إلى تنظيم وترتيب هذه الكراكيب في حيواتنا إنما الهدف الكبير من ذلك هو الدعوة الى تنظيم ذواتنا من الداخل.
ومن هنا سننطلق إلى فهم معنى أن تكون هناك كراكيب للجسد البشري وكراكيب ذهنية وفكرية وثقافية وعاطفية مع ذكرياتنا القديمة، ثم هناك كراكيب الروح. الجميل في هذا الكتاب انه يبدأ بترتيب الأشياء الخارجية التي تحيط بنا بكل تفاصيلها الصغيرة التي تعبر عن حاضرنا وماضينا سواء النفسي أو المجتمعي ويستمر الكتاب في طرحه طرق تنظيم الخارج إلى الولوج في أعماق الذات ليصف لنا كراكيب الروح وتصفية الذهن من تلك الكراكيب والتوقف عن الخوف والقلق. الذي استفدته من هذا الكتاب هو انني عدت إلى تأمل غرفتي العليا التي تحتوي على المكتبة فاكتشفت أن مكتبتي بحاجة إلى ترتيب وإخراج كراكيب كثيرة أحاطت بها وشغلت مساحتها الجمالية واكتشفت أن بعض الكتب تحولت بفعل الزمن إلى كراكيب زائدة عن الحاجة.
اذن لا بد من إخراج كراكيب الغرفة العليا وتنظيم المكتبة.. والخطوة الثانية هي انني ينبغي أن أتخلص من كراكيب بعض الأفكار التي ظلت معششة في لا وعيي وكراكيب روحي وجسدي، وهناك كراكيب ثقافية كثيرة ينبغي التخلص منها ورميها بعيداً عن موضوع اهتمامي ومشاريعي الم يكن مثلاً أدب الحرب التعبوي نوعاً من أنواع الكراكيب السردية فلفظتها الذاكرة الإبداعية العراقية إلى الأبد.. ثم يبدأ أمر الكراكيب ينسحب على العلاقات الاجتماعية ، فاكتشفت أن بعض الصداقات هي عبارة عن كراكيب عرفية مجتمعية مضرتها أكثر من نفعها، وسبب بقائها هو الحرج الاجتماعي والعرفي السخيف، هناك علاقات كراكيبية إن جاز التعبير تعيق سيرورة حيواتنا وتنظيم شؤونها. ومن دواخل الذات عدت ثانية إلى الخارج لأكتشف أننا كمواطنين محاطون بكراكيب مرعبة في دوائر العمل وفي الشوارع والأسواق والساحات، بحيث أن هذه الكراكيب صارت سمات بارزة لا نستطيع الاستغناء عن قباحة وجودها في حيواتنا سواء في داخل البيوت أو في الخارج .. والآن جل ما أخشاه أنني سأرى البلد وقد تحول إلى كراكيب عملاقة سببها الإهمال المتعمد والفساد الإداري والمالي والسياسي والأخلاقي .. سيكون مرعباً أن تكتشف أن بلدك أصبح وجهاً آخر لهذه الكراكيب، فماذا ستفعل حينذاك وكيف نتخلص من هذه المشكلة؟