عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الحقيقية والمرايا بقلم: د. عبد الرضا موات البهادلي

المقالات 20 أغسطس 2015 0 140
الحقيقية والمرايا بقلم: د. عبد الرضا موات البهادلي
+ = -
الحقيقية والمرايا

بقلم: د. عبد الرضا موات البهادلي
 كثيرة هي تلك الهموم التي باتت تؤرق المواطن العراقي من غياب الافق الى فقدان الثقة مع التقلبات الاقتصادية والاجتماعية السريعة والفوضوية كلها صارت عبئا جديدا على الكثير ممن انهكتهم الحقبة الماضية وشغلهم التغيير والمرحلة الانتقالية التي ظن الكثير بأنها لفظتهم ولم تسأل عنهم وهو ظن لايخلو من حقيقة لكنها ليست كل الحقيقة ان ما يحلو ذكره في هذا المقام هو ان ايجابيات كثيرة حصلت بعد (9/4) بيد ان هناك عقبات تراكمت واصبحت من المعضلات البعيدة الحل والتي طغت على تلك المحاسن التي رافقت التغيير.
ان تدمير النسيج المجتمعي والاجتماعي لأي جماعة بشرية او أمة يخفي وراءه نمطا جديدا في تركيب تلك الجماعة أو الامة وأول تلك الاهداف هي محو الذاكرة لمنظومة القيم والتاريخ المحفز الذي هو تراث كل امة لاسيما ان غالبية الشعوب يحركها تاريخها المجيد على المستوى البعيد على الاقل.
وان صناعة مجتمعات ممسوحة وذيلية صناعة قديمة حديثة رافقت قوة الدول وارادتها بتمرير مصالحها من خلال هذه الانماط التي تؤسس للتبعية وهي صورة واضحة منذ قيام الدولة المدنية المستبدة قد دونت عبر التأريخ .ولعل عشوائية العنف هي السمة الغالبة من اجل تسلط تلك الدول القوية والتي كان ديدنها سحق هوية المجتمعات واذابتها في المجتمعات المنتصرة وتلك الحقيقة الحاضرة الغائبة تعقدت جلياً بعد ظهور النزعة القومية للمجتمعات والتي مثلت تحولاً وتطوراً جلياً في اسس مفهوم الدولة الحديثة والقومية العقدية وهذا يتناقض مع مفاهيم عصرية قننت عبر منظمة حقوق الانسان وعبر منافذ دولية عن طريق الامم المتحدة الوريث الشرعي لعصبة الامم.
ان الحقيقة ليست المرايا التي تعكس اليمين شمالا بل الحقيقة قناعات بشرية على اسس قيمية متفق عليها منذ فجر التاريخ فهي مصطلح لايقبل التأويل ولا التزويق لانه لايحمل سوى ما هو عليه غير ان المرايا وجه للحقيقة وليس الحقيقة لانها صورة ليس لها بعد زمكاني كالحقيقة التي تتعرض عند كل جهة الى تدوير واعادة فرمته لتخرج الى الشعوب من خلال رعاتها لكنها تبقى ويذهب الذين هذبوا وهندموا الحقائق (جمع حقيقة).
ان بناء الدول لا يتم عبر الامنيات والاحلام الفارغة والشخصيات المهزوزة والمهزومة من الداخل لان ذلك لايصلح اصلاً لواقع بناء الدول والمجتمعات المنظمة او الدول التي تحاول ان تحبو في ركب هذا العالم المتلاطم والذي يبدو ظاهراً انه متناغم في يافطات باتت تسوق لكل المجتمعات الشرقية ولو بالقوة والقسوة .
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار