الحشد الشعبي يساند الجيش ويحقق الانتصارات
بعد تحريره لمناطق مهمة
بساتين وقرى العراق الجميلة دنسها الارهاب واتخذ منها بؤرا ومخابىء لتنفيذ عملياته الارهابية ضد الامنين والابرياء، وتلك المساحات الخضراء والمراعي البرية لم يكن باستطاعة احد دخولها او حتى الاقتراب منها ، بعد ان تحولت الى مصائد وكمائن لقتل وتعذيب العراقيين ، حتى انها استعصت على القوات الامنية النظامية لفترة طويلة، وبعد دعوة المرجعية للجهاد ضد العصابات الاجرامية التي تفتك بالمدن وتستبيح الاعراض، باغتت قوات الحشد الشعبي من خلال صولات متعاقبة اوكار (الدواعش) في المناطق والمدن التي كان يستوطنها الارهاب، فقد كانت تلك القوات تقاتل باساليب تختلف عن آلية عمل القوات المسلحة التي غيرت من اسلوبها القتالي بما يتناسب ومكافحة تلك العصابات .
متطوعون
احد مقاتلي الحشد الشعبي الذي رافق اغلب عمليات التحرير في المناطق المختلفة من العراق تحدث عن طبيعة تلك المعارك التي يخوضها المجاهدون، كريم النوري المستشار الاعلامي السابق في وزارة النقل والمساعد للمشرف العام على قوات الحشد الشعبي تحدث عن تفاصيل العمليات الجهادية قائلا: بعد دعوة المرجعية للجهاد الكفائي تهافت الاف الرجال للتطوع ضمن صفوف الحشد الشعبي لقتال عصابات (داعش)، وكلف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي السيد هادي العامري بالاشراف على قاطع عمليات ديالى، وبشكل سريع تم تشكيل مجموعات قتالية في “معسكر اشرف”، وبدأت تلك القوات بتطهير مناطق ديالى بالتنسيق مع كتائب الامام علي وكتائب حزب الله وسرايا السلام وعصائب اهل الحق، وكان العامري ينسق تحرك هذه المجموعات فيما بينها، وبعد تطهير مناطق ديالى التي كان يستوطن فيها الارهاب تحركت قوات الحشد الشعبي لتحرير المناطق الاخرى كسد حمرين وسد العظيم ثم استدعت الحاجة الى الانطلاق لتحرير آمرلي ، لكن كانت هناك مشكلة تواجه قوات الحشد الشعبي وهي سقوط منطقة (انجانه) الواقعة في طريق امرلي بيد (داعش)، الامر الذي استدعى ان نغير طريقنا من جهة العظيم .
قرى محتلة
36 قرية محيطة بآمرلي احتلها الارهاب، وكان على المقاتلين في قوات الحشد الشعبي ان ينظموا صفوفهم للبدء في هجمات منظمة على تلك القرى تباعا من اجل الوصول الى آمرلي ، واضاف (النوري) : لم يبق من ديالى سوى جيوب صغيرة في جلولاء والسعدية، لكننا كنا نواجه صعوبات في مسك الارض التي يتم تحريرها ، فجماعات (داعش) كانت ترجع الى المناطق المحررة عن طريق استغلال البسطاء وترويعهم، ولذلك نسق قادة الحشد الشعبي مع قوات الجيش في مسك الارض واصبحت هناك خطة محكمة لمسك المناطق المحررة ، واستطعنا فتح طريق بغداد- كركوك – اربيل ، بعد ان كان المسافرون يعانون من 12 ساعة سفر للوصول الى كركوك بسبب الالتفاف على مناطق ديالى – مندلي – كفري .
تمويل هائل
يقول مساعد المشرف العام على قوات الحشد الشعبي : (داعش) كان يعول على جرف الصخر لانها تمثل ستراتيجية مهمة بسبب تضاريسها وموقعها الجغرافي وبسبب ما تمثله هذه المنطقة من اهمية وخطورة على المناطق القريبة منها وخصوصا المراقد المقدسة ، فاجتمعت قيادات الحشد الشعبي وبالاشتراك مع القوات المسلحة، وبدأت بتنفيذ عمليات تطهير المنطقة التي استمرت 10 ايام ، ووجدنا لدى (داعش) تمويلاً من المواد الغذائية والسلاح يكفيه لعشرسنوات ، مما يؤكد ان التنظيم كان يتلقى مساعدات واموالا هائلة كان معداً لها مسبقا لتحويل مسار المعركة الى داخل المدن العراقية المهمة ، لكن القوات المشتركة من ابناء الجيش والحشد الشعبي استطاعت ان تزيح (الدواعش) من آمرلي و جرف الصخر وابتعدوا عن بغداد وكربلاء وبدؤوا بالبحث عن منافذ للهروب وحاليا هم محاصرون من خمس جهات .
حرب عصابات
المعركة مع (داعش) لم تكن حرباً تقليدية بل حرب عصابات، وفصائل المقاومة الاسلامية تجيد هذا النوع من القتال بعكس القوات النظامية، اذ بين ( النوري) ان (داعش) تفاجؤوا بدخول قوات الحشد الشعبي خلال يوم ونصف من جهة الفارسية والعويسات وجسر الفاضلية ، ولم يتمكن الدواعش من الصمود في اي منطقة بعد هذه المعارك، سد العظيم من المناطق المهمة في المعركة لما له من اهمية ، وبعد 4 ساعات من القتال المشرف لقواتنا وفي عملية نوعية وتحول ستراتيجي في سير
المعارك. فقد ((داعش)) اهم منطقة ارتباط حيوية بين ديالى وصلاح الدين وتم قطع الطريق على امدادات (داعش) من جهة حمرين وديالى ، يعد لدى (داعش) زمام المبادرة والحركة بعد تضييق الخناق عليه من جميع الجهات باستثناء بعض الجيوب الصغيرة .
تشويه للحقائق
واوضح ( النوري) : هناك بعض الصيحات تحاول تشويه سمعة فصائل الحشد الشعبي، بالرغم من ان المتطوعين هم من ابناء العراق ومن لبوا نداء المرجعية ودعوة الحكومة ويعملون باطار قانوني بالتنسيق مع القوات الامنية وبضوابط وقوانين لاتخرج عن سياق المعركة ، وقد توجد بعض التصرفات الشخصية ، لكن هذه الامور لايمكن ان نعول عليها او نشوه سمعة المقاتلين ممن يقدمون تضحيات كبيرة، من اوقف (داعش) هي فتوى المرجعية والمتطوعون من ابناء العراق الغيارى بالتعاون مع قواتنا المسلحة ، و(داعش) لايفرق بين عشيرة البونمر والعشيرة الموسوية ، ولايفرق بين حكومة المالكي والعبادي ، وعلى العراقيين ان يتحدوا بجميع فصائلهم وقومياتهم ومذاهبهم للتخلص من هذه العصابات الاجرامية ، نحن لانكابر، ونحتاج الى كل دعم عربي ودولي ضد (داعش) ، لكن عندما نكون عاجزين قد نستعين بقوات اميركية ، ونحن قادرون على ضرب (داعش) في اغلب المناطق، وحررنا امرلي وجرف الصخر من دون اي دعم اميركي ، لكننا نتوجس من ان يكون هناك خلط للاوراق ويبدأ التأهيل او التفاوض مع (داعش) الذي لديه الاستعداد لتقمص اي دور في سبيل التخلص من الهزيمة ، ونحن لانريد مثل هذه الافعال ، لسنا قاصرين عن تحرير جميع المدن والمناطق العراقية تباعا، لافتا الى ان تحرير الموصل سيكون من دون اية مقاومة وستدخل اليها القوات الامنية كما دخلها (داعش) ، وما نعمل عليه حاليا هو ابعاد المدنيين عن الخطر تحسبا لاي ظروف
طارئة .
بغداد – بشير خزعل