تسلم مستشفى الشرقاط امس عشرات الجثث لقتلى عصابات داعش قضوا على ايدي القوات الامنية والحشد الشعبي في معارك بيجي، فيما افاد قادة ميدانيون بان فلول هذه العصابات اصيبت بالانكسار وقتل اغلب قياداتها بضربات نوعية دقيقة ولجأ الاخرون الى الهروب بينهم ارهابيون عرب واجانب ابرزهم ما يسمى مفتي الجزيرة الذي قتل مع اعداد كبيرة من اتباعه في قضاء تلعفر غرب الموصل.
وشهد مستشفى الشرقاط العام صباح امس استقبال 50 جثة من قتلى عصابات داعش بينهم اجانب قضوا على ايدي القوات المشتركة في معارك بيجي ليضافوا الى الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي لحقت بتلك العصابات خلال العمليات العسكرية التي تشنها القوات ضدهم لتطهير القضاء من دنسهم يرافقها قصف طيران الجيش لمجموعة كبيرة من معاقل الدواعش في بيجي.
من جانبها اكدت قيادة عمليات سامراء ان طيران الجيش بالتنسيق مع استخبارات القيادة قتل 6 دواعش ودمر وكرين تابعين لهم بضربة جوية غرب جزيرة سامراء. وفي المكان نفسه قتلت القوات الامنية والحشد الشعبي بالتنسيق مع الاستخبارات المسؤول العسكري لداعش الارهابي (رعد عبد الله صالح) وذلك خلال كمين نصب له. كما دمرت قطعات القيادة عجلة للارهابيين محملة بمدفع مقاوم للطائرات وقتلت من فيها.
وبينما تخوض القوات المشتركة وابناء العشائر معارك متعددة في محافظة الأنبار خاصة في الرمادي حيث حققت انتصارات سريعة ووصلت الى مسافة مئات الامتار عن المجمع الحكومي، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة: ان عصابات داعش الارهابية تعاني الانكسار في مدينة الرمادي المحاصرة من جميع جهاتها وان اغلب قياداتها الأجنبية والعربية هربت والأخرى قتلت بضربات نوعية دقيقة. وأضاف رسول ان القوات التي تتولى تطويق مدينة الرمادي وتسير حاليا وفق الخطط المرسومة لها بعد ان امتلكت المبادرة وزمام الأمور من خلال القيام حاليا بعمليات تعرضية في اغلب القواطع. واكد رسول ايضا عودة قائد عمليات الانبار اللواء الركن قاسم المحمدي الى مزاولة مهامه الامنية بعد ان تعرض الى اصابة طفيفة امس الاول في قاطع الرمادي الذي شهد مقتل 17 داعشيا في احباط محاولة للارهابيين للتقرب من محور البو عيثة شمالي الرمادي.
وفي ما يخص قاطع نينوى اعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان عاجل ان صقور الجو وبالتنسيق مع الاستخبارات الاتحادية وجهت ضربة جوية نوعية اسفرت عن مقتل ما يسمى مفتي الجزيرة لداعش واعداد كبيرة من اتباعه الإرهابيين في قضاء تلعفر غرب الموصل خلال حضورهم اجتماعا باحد الاوكار الذي تم تدميره بالكامل.
وافاد مصدر محلي في محافظة نينوى بان قوة امنية مشتركة حررت قريتين وقتلت عدداً كبيراً من عناصر»داعش» شرقي المحافظة، فيما اشار الى ان العصابات قامت بحرق احد ابار النفط في المنطقة.
وعلى اثر ذلك تسلمت دائرة الطب العدلي بالموصل 31 جثة لعناصر داعش بينهم ولاول مرة جثث تعود لما يسمى اشبال الخلافة وهم اطفال تقل اعمارهم عن الـ15 عاما عمد داعش الى استخدامهم وزجهم في عملياته الارهابية في اقضية ونواحي الموصل، بحسب تصريح العميد محمد الجبوري من شرطة نينوى لمراسلة الصباح الذي بين ان القتلى سقطوا جراء الضربات التي طالت ايضا محاور قضاء سنجار شمال غرب الموصل خلال محاولة لداعش لبدء هجوم على القضاء الى جانب تدمير ثلاث عجلات للعدو.
ونقلت مراسلة «الصباح» في الموصل عن سكان محليين قولهم: ان عناصر داعش اضطرت الى نقل جميع معسكراتها ومخازن الاسلحة والاعتدة التابعة لها الى مناطق شمال وغرب مركز مدينة الموصل على خلفية تصعيد استهدافها خلال الايام القليلة الماضية، موضحين ان المعسكرات والمخازن كانت موجودة في مناطق الشورة والقيارة وحمام العليل جنوب الموصل.
كما ابلغ مصدر امني في شرطة نينوى مراسلة «الصباح» ان عناصر داعش فرضوا حظرا للتجوال على سكان مدينة الموصل منذ الصباح وابلغوا المواطنين بان الحظر سيستمر الى اشعار اخر مانحين الدوائر الحكومية والمحال التجارية عطلة لن تحدد مدتها ومنعت عجلات ما يسمى الشرطة الاسلامية التابعة لداعش الاهالي من الخروج من منازلهم بحجة وجود تحسبات امنية. بينما كشف المصدر عن ان الحظر جاء على خلفية دخول مئات العناصر التابعة لتلك العصابات بينهم اجانب وعرب من جنسيات مختلفة جاؤوا الى مدينة الموصل عبر الحدود مع سوريا وانتشروا بارجاء مركز المدينة باسلحتهم الخفيفة التي بحوزتهم، مشيرا الى ان عصابات داعش اعلنت ان هؤلاء الارهابيين القادمين هم عناصر مساندة لها في ما يسمى بـ(ولاية نينوى).
مسؤول الاعلام في وزارة البيشمركة العقيد دلشاد مولود اكد في تصريح لمراسلة الصباح تدمير ثمانية مقرات واوكار لمسلحي داعش غرب الموصل خلال هجوم جوي لطائرات التحالف الدولي في منطقة الكسك، مبينا ان الهجوم اسفر عن تدمير جميع المقرات بالكامل وقتل 19 داعشيا كانوا داخل هذه المقرات فضلا عن تدمير عشرات العجلات التي كانت متواجدة بالقرب منها.
وقال شهود عيان من مدينة الموصل: ان عصابات داعش اقدمت على اسقاط تسعة مدنيين من على سطح بناية شاهقة تابعة لشركة التأمين الواقعة في منطقة الدواسة مقابل بناية محافظة نينوى وسط المدينة، واشاروا الى ان مسلحين تابعين لداعش نفذوا العملية بعد ان جمعوا عددا من ابناء المدينة واجبروهم على مشاهدة تنفيذ الحكم الصادر من ما يسمى بـ(القاضي الشرعي) لافتين الى ان المسلحين الصقوا تهمة اللواط بالمغدورين.
مناطق جنوب كركوك شهدت ايضا غارات لطائرات التحالف الدولي على تجمعات ارهابيي داعش امس الاثنين وكبدتهم خسائر بين قتيل وجريح. وقال مصدر امني من المحافظة في تصريح نقلته وكالات الانباء: ان قصف الطيران الدولي على مواقع داعش في قرية الدبج التابعة لقضاء داقوق(٣٥ كم جنوبي كركوك) اسفر عن سقوط العشرات من عناصر داعش بين قتيل وجريح فضلا عن تدمير ثلاث وحدات تكتيكية تابعة لهم في ذات القرية. واضاف المصدر ان عملية القصف جرت بعد تسجيل تحركات لعناصر التنظيم في تلك القرية، لافتاً الى ان معلومات استخبارية دقيقة توفرت قبل تنفيذ هذه الضربات.
ولم تستثن نشاطات القوات الامنية مناطق جنوب العاصمة، اذ نفذت قيادة عمليات بغداد عملية نوعية مهمة في منطقة عرب الجبور والسيافية. وذكر بيان للقيادة ان العملية تهدف الى تأمين عودة العائلات النازحة الى مناطق سكناها الاصلية من خلال رفع العبوات الناسفة التي خلفها الإرهابيون والقضاء على الجيوب المتبقية لها. واشار البيان الى مشاركة الجهد الهندسي لقيادة فرقة المشاة السابعة عشرة في هذه العملية بالتعاون مع ابناء العشائر والحشد الشعبي، كما اسهم طيران الجيش بشكل فاعل في تأمين واسناد القطعات العسكرية المشاركة في العملية.