بقلم: حسب الله يحيى
بات من المألوف ان نسمع ونقرأ ونشاهد كذلك، تصريحات عدد من السياسيين والقادة الاميركيين، وهم يتحدثون عن العراق لا بوصفه بلداً له استقلاله وحضور خارطته الجغرافية وانما بوصفه ضيعة ولاتها عدد من الغزاة وحملة الحراب الصدئة، فقد صرح رامسفيلد بأنه «لا يمكن تطبيق الديمقراطية في العراق» فيما قال المرشح للرئاسة الاميركية دونالد ترامب بـ : «ان القضاء على داعش لا يمكن الا بتدمير مصادر الثروة النفطية التي تسيطر عليها» وأضاف: «لا أظن بأن هناك عراقاً أو عراقيين». هذا ما نقلته جريدة الحياة اللندنية في 22/ 8 / 2015.
نعم.. لقد تعثرت المسيرة الديمقراطية في العراق لاسباب عدة في مقدمتها ان معظم الشخصيات السياسية التي تولت ادارة الحكم في العراق لا تؤمن اساسا بالديمقراطية، ولا تفهمها الا في كونها وصفة تصل اصحابها الى الحكم.. لا غير.
وهذا ليس عيبا في الديمقراطية، وانما الخلل يكمن في فهم الديمقراطية وتطبيقها بصورة سليمة بعيدا عن الهواجس الشخصية التي تأخذ من مفهومها ما يخصها ذاتيا وتتخلى عن ما تبقى من تحقيق ارادة الشعب بوصفه مصدر
السلطات.
الديمقراطية ممكنة التنفيذ في العراق اذا ما تبوأ دعاتها ادارة البلاد بصدق .. ومن خلال اشخاص يمتلكون الفكر النير والخبرة العالية والوطنية الصادقة والنزاهة بكامل نقائها.. ولعل من اولى اسباب الاخفاقات والازمات التي واجهت العراق منذ 2003 حتى الآن، ترشيح شخصيات حزبية قيادية لإشغال الحصص الوزارية من دون التأكد من امكانية نجاحها او اخفاقها!.
أما القضاء على «داعش» فيتحقق عندما يدرك كل عراقي ان العراق.. وجوده وجذره الاصيل وحياته المثلى في ارضه من دون فوارق اجتماعية تتجرد فيها العدالة.. لا ان تحرق الثروة الوطنية وبالتالي يُحرق الاخضر واليابس معا.. فاصطياد ثعلب لا يعطينا الحق في حرق غابات بأكملها .. أليس
كذلك؟.
واذا «لم يكن هنا عراق ولاعراقيون « كما يرى دونالد ترامب، فلماذا حشدت جيوش العالم لغزوه عام 2003 ؟ هل كان الغزو لوطن بلا شعب أم لشعب بلا
وطن؟
ألم تكن السياسة الاميركية منذ غزوها حتى الآن تعمل على تمزيق الوحدة الوطنية في العراق وصولا الى تمزيق الوطن برمته؟
ام انها كانت تدق طبول الحرب وتشعل نيرانها في العراق والعراقيين الذين لا وجود لهم أصلا في ذاكرة المعتدين!!؟.
ان هذه اللغة الفجة والعداء الذي يوجه الى العراق والعراقيين كل يوم، لا ينم الا عن حقد اسود وسياسة رعناء ومواقف معادية تطعن في الجسد العراقي.. وصولاً الى أهداف لا يراد منها الا نهب ثروات العراق والانتصار لاسرائيل، فيما العراقيون باتوا يدركون جيداً أن حياتهم لا تكون الا بوجودهم وتلاحم صفوفهم.