عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

معركتنا المصيرية بقلم: اياد مهدي عباس

المقالات 25 أغسطس 2015 0 194
معركتنا المصيرية  بقلم: اياد مهدي عباس
+ = -
معركتنا المصيرية

 

بقلم: اياد مهدي عباس
من خلال قراءة للمشهد المعقد في العراق نجد أن الإصلاح ليس بالامر اليسير بعد تجذر الفساد في مؤسسات الدولة وأصبح ثقافة خطيرة تهدد النظام السياسي والاقتصادي في العراق.
المرجعية الدينية تدرك هذه الحقيقة وطالبت بمنح فرصة منطقية للحكومة لتحقيق الإصلاحات كما طالبت بالصبر والأناة من المتظاهرين لا سيما وان العراق يخوض اليوم معركة مصيرية تهدد وجوده وتحدد مستقبله ومستقبل الشعب العراقي, ولا خيار لنا شعبا وحكومة الا الانتصار فيها وهذا يتطلب تضافر جهود كل المخلصين فبعد مرور سنوات طويلة تجذّر الفساد في مؤسسات الدولة على مستوى الأشخاص والمؤسسات والنظام العام للدولة واشتركت حتى القوى السياسية وبعض الشخصيات الحزبية في تقاسم المغانم في ما بينها، ما يتطلب إصلاحا كبيرا في مفاصل الدولة ومؤسساتها لا سيما القضائية التي لها علاقة كبيرة بنجاح مشروع
الإصلاح.
الفساد الإداري والمالي الذي يطالب المتظاهرون باجتثاثه ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة تراكمات لأخطاء التأسيس منذ العام 2003 وحتى الآن ونتيجة صراعات سياسية وتقاسم المنافع تحت مسميات التوافق والشراكة والاستحقاق
الانتخابي.
ولهذا نجد ان الفساد لا يقتصر على الموظفين الصغار، الامر الذي يجعل تحقيق الإصلاح امرا صعب التحقيق بين ليلة وضحاها في ظل عدم تعاون هذه القوى والشخصيات مع السيد حيدر العبادي وهذا يجعله وحيدا في مشروع الإصلاح في ظل غياب الجدية من قبل مجلس النواب في تشريع القوانين التي تجرم الفاسدين وتساند العبادي في
مشروعه.
ولا بد من الإشارة هنا الى ان غياب الخطوات الواضحة والملموسة في مشروع الاصلاح سوف يساهم في ادامة زخم التظاهرات في الوقت الذي يحتاج العراق فيه الى توجيه كل جهوده وطاقاته في الحرب ضد تنظيم داعش ومن يقف معه من وسائل اعلام معادية وأطراف إقليمية تعمل على تصعيد التظاهرات واستثمار الغضب الجماهيري باتجاه محاولة اثارة الفوضى وجعلها بديلا للنظام والقانون في الداخل العراقي لان أعداء العراق يتربصون بنا وهم يمتلكون الأدوات الاعلامية والسياسية التي تمكنهم من اثارة الفوضى عبر نشر
الاكاذيب.
ومن خلال تصعيد الحماسة الجماهيرية والدعوة لتصعيد المطالب لتبتعد عن المطالب الخدمية ومكافحة الفساد الى مطالب اسقاط النظام مع احداث شغب قد تؤدي الى انفلات امني وضرب الجبهة الداخلية بما يخدم داعش في معركته التي اصبح يخسر فيها كل يوم المزيد من قادته ومرتزقته والاراضي التي يسيطر
عليها.
في الختام نقول بأننا نتفق بأن الفساد اصبح خطرا يتفشى في مفاصل الدولة وينخرها من الداخل، ولكننا يجب ان نلتفت الى حقيقة مهمة للغاية وهي ضرورة ان لا تنسينا المعركة مع الفساد معركتنا المصيرية مع الارهاب ويبدو أن قدرنا ان نحارب اكثر من عدو في اكثر من جبهة وعلينا ان نحسن ادارة المعركة ولا نمنح العدو فرصة التلاعب

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار