لبنان.. مفتاح التسوية
بقلم: رافد صادق
يحكى ان قياصرة روما كانوا اذا ما ارادوا اعلان نصر ما حققوه في مدن الشرق اختاروا لبنان محطة ومنطقة لاعلان الانتصار وكان الروم يعللون لجوءهم الى لبنان لاعلان الانتصار بستراتيجية ذلك الشريط الساحلي، فهم يقولون عنه: من لبنان تلج العالم. ومن رؤية الرومان هذه يتضح دور هذا البلد الصغير المشهور بشجر الارز والطبيعة الخلابة والركون الى بحر ازرق يسمى جزافا بالبحر الابيض المتوسط، ومن لبنان عرف العرب معنى الديمقراطية، فلبنان هو لا غيره أنجب برلمانا منتخبا وحكومة منتخبة ورئيسا توافقيا وان كان البعض يرى التجربة السياسية في لبنان بأنها نتاج سياسة توافقية بين المكونات والطوائف الحاكمة وليست انموذجا يحتذى به لكن بالمقارنة مع انظمة استبدادية حكمت البلدان العربية تحت شعار (لا اريكم الا ما ارى) تكون التجربة اللبنانية سابقة لكل تجارب الديمقراطية العربية.
لبنان المعروف بأزمته منذ اكثر من عام على الشغور الرئاسي المتمثل بغياب اهم مفصل في السلطة التنفيذية هناك المتمثل برئيس الجمهورية «المسيحي الماروني» بسبب غياب التوافق بين القوى السياسية والتيارات المتضادة فيما بينها (14 آذار و8 آذار) حيث لكل فريق مرشح مصحوب بزوبعة اعلامية ترويجية داخل المكون المسيحي ومدعوم من قبل دول او بمعنى اصح محاور المنطقة حيث يرى فريق 14 آذار ان المرشح الاوفر حظا هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع او على اهون الامور يكون قائد الجيش اللبناني نهاد قهوجي مرشح تسوية فيما فشلت كل الرهانات على فصل العلاقة المتجذرة بين حزب الله والعماد ميشيل عون مرشح الرئاسة عن التيار الوطني الحر.
بعد كل هذه المعطيات التي يعرفها ابسط متابع للشأن اللبناني يطرح السؤال التالي: ان كانت الديمقراطية في لبنان ديمقراطية توافقية بين المكونات فما الذي يمنع اللبنانيين بشيعتهم وسنتهم ودروزهم ومسيحييهم من التوافق على رئيس جمهورية اذا كان محسوما عندهم ان الرئيس ماروني مسيحي لا خلاف ولا جدال ولا منافسة عليه؟!، وهذا السؤال الى حد كبير سطحي وناتج عن عدم دراية بحركة الشطرنج في المنطقة وحدود رقعة القطع فيها فالمنطقة تدار بعقلية ان تتنازل هنا فتأخذ حقا هناك وان تأخذ حقا هناك فيما عليك ان تتنازل هنا، اما التصعيد الاخير الذي تشهده بيروت بنزول الجمهور الى الشارع فانه لم يكن تصعيدا عرضيا انما هو ترجمان رد محور الممانعة على تصعيد السعودية في حسم الملف السياسي السوري بعد سلسلة من الاجتماعات عقدتها مع الروس وتحديدا وزير الخارجية الروسي لافروف ونائبه بوغدانوف دون غض النظر عن اللقاءات المباشرة التي تمت سرا في اولها ومن ثم اعلن عنها بين السعودية والجنرال علي المملوك رئيس الامن الوطني السوري في جدة بالسعودية وكان نتاج هذا التصعيد الذي اصرت وصرحت به السعودية هو ان لا مستقبل للاسد في سوريا وان الحل السياسي يبدأ من الشروع بالحديث عن مرحلة سوريا سياسيا بعد الاسد من دون ان تقدم السعودية ايضاحا مطمئنا للمصالح الروسية والايرانية في كيفية زوال الاسد سياسيا ومواجهة التنظيمات الارهابية المتمثلة بداعش، علما ان السعودية تعي جيدا ان الاسد اذا ما مضت روسيا او ايران بمشروعهما الذي تتناغم معه القراءة الاميركية نوعا ما بوقف القتال ووضع داعش على لائحة الاولويات والذهاب لانتخابات مبكرة فان ذلك سيعني عودة الاسد منتخبا شرعيا بانتخابات مراقبة دولية، لذلك ردت بالتصعيد ورفع سقف المطالب في الوقت الذي يعد فيه فقدان السعودية لجزء من عدن لصالح القاعدة نتيجة ممكنة التطبيق في سوريا بزوال الاسد، وفقدان سوريا لصالح داعش يجعل رؤية السعودية للحل السوري اكثر بعدا عن الواقع واكثر تغييبا لمصالح الدول واكثر قربا من ادخال المنطقة في فوضى امنية تجعل المنطقة تترحم على فوضاها الحالية.
محور الممانعة وجد من لبنان مساحة مثلى للتصعيد فكان رد حزب الله صارما وواضحا بأن لا وصول لقصر بعبدا الا من خلال العماد ميشيل عون وان لا سماح لكسر العماد عون الحليف الذي وقف مع حزب الله في حرب تموز وان محاولات الالتفاف على الحق المسيحي بممارسة صلاحيات المكون الدستورية التي صادرها المكون «السني» بممارسة تمام سلام صلاحيات رئيس الجمهورية لا بد ان تنتهي، لذلك لم يخف حزب الله دعمه للعماد عون وان كان الدعم يتطلب النزول الى الشارع وفتح ملف النفايات واستهداف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق مرشح 14 آذار الاوفر حظا اذا ما تعثر الحريري في الوصول الى رأس كابينة الحكومة اللبنانية، وبالمحصلة سيكتشف المتابع لشأن المنطقة بالمجمل من دون تقطيع ان حسم الشغور الرئاسي في لبنان لن يتم الا من خلال رسم رؤية واضحة لحسم قضايا المنطقة سياسيا.
يحكى ان قياصرة روما كانوا اذا ما ارادوا اعلان نصر ما حققوه في مدن الشرق اختاروا لبنان محطة ومنطقة لاعلان الانتصار وكان الروم يعللون لجوءهم الى لبنان لاعلان الانتصار بستراتيجية ذلك الشريط الساحلي، فهم يقولون عنه: من لبنان تلج العالم. ومن رؤية الرومان هذه يتضح دور هذا البلد الصغير المشهور بشجر الارز والطبيعة الخلابة والركون الى بحر ازرق يسمى جزافا بالبحر الابيض المتوسط، ومن لبنان عرف العرب معنى الديمقراطية، فلبنان هو لا غيره أنجب برلمانا منتخبا وحكومة منتخبة ورئيسا توافقيا وان كان البعض يرى التجربة السياسية في لبنان بأنها نتاج سياسة توافقية بين المكونات والطوائف الحاكمة وليست انموذجا يحتذى به لكن بالمقارنة مع انظمة استبدادية حكمت البلدان العربية تحت شعار (لا اريكم الا ما ارى) تكون التجربة اللبنانية سابقة لكل تجارب الديمقراطية العربية.
لبنان المعروف بأزمته منذ اكثر من عام على الشغور الرئاسي المتمثل بغياب اهم مفصل في السلطة التنفيذية هناك المتمثل برئيس الجمهورية «المسيحي الماروني» بسبب غياب التوافق بين القوى السياسية والتيارات المتضادة فيما بينها (14 آذار و8 آذار) حيث لكل فريق مرشح مصحوب بزوبعة اعلامية ترويجية داخل المكون المسيحي ومدعوم من قبل دول او بمعنى اصح محاور المنطقة حيث يرى فريق 14 آذار ان المرشح الاوفر حظا هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع او على اهون الامور يكون قائد الجيش اللبناني نهاد قهوجي مرشح تسوية فيما فشلت كل الرهانات على فصل العلاقة المتجذرة بين حزب الله والعماد ميشيل عون مرشح الرئاسة عن التيار الوطني الحر.
بعد كل هذه المعطيات التي يعرفها ابسط متابع للشأن اللبناني يطرح السؤال التالي: ان كانت الديمقراطية في لبنان ديمقراطية توافقية بين المكونات فما الذي يمنع اللبنانيين بشيعتهم وسنتهم ودروزهم ومسيحييهم من التوافق على رئيس جمهورية اذا كان محسوما عندهم ان الرئيس ماروني مسيحي لا خلاف ولا جدال ولا منافسة عليه؟!، وهذا السؤال الى حد كبير سطحي وناتج عن عدم دراية بحركة الشطرنج في المنطقة وحدود رقعة القطع فيها فالمنطقة تدار بعقلية ان تتنازل هنا فتأخذ حقا هناك وان تأخذ حقا هناك فيما عليك ان تتنازل هنا، اما التصعيد الاخير الذي تشهده بيروت بنزول الجمهور الى الشارع فانه لم يكن تصعيدا عرضيا انما هو ترجمان رد محور الممانعة على تصعيد السعودية في حسم الملف السياسي السوري بعد سلسلة من الاجتماعات عقدتها مع الروس وتحديدا وزير الخارجية الروسي لافروف ونائبه بوغدانوف دون غض النظر عن اللقاءات المباشرة التي تمت سرا في اولها ومن ثم اعلن عنها بين السعودية والجنرال علي المملوك رئيس الامن الوطني السوري في جدة بالسعودية وكان نتاج هذا التصعيد الذي اصرت وصرحت به السعودية هو ان لا مستقبل للاسد في سوريا وان الحل السياسي يبدأ من الشروع بالحديث عن مرحلة سوريا سياسيا بعد الاسد من دون ان تقدم السعودية ايضاحا مطمئنا للمصالح الروسية والايرانية في كيفية زوال الاسد سياسيا ومواجهة التنظيمات الارهابية المتمثلة بداعش، علما ان السعودية تعي جيدا ان الاسد اذا ما مضت روسيا او ايران بمشروعهما الذي تتناغم معه القراءة الاميركية نوعا ما بوقف القتال ووضع داعش على لائحة الاولويات والذهاب لانتخابات مبكرة فان ذلك سيعني عودة الاسد منتخبا شرعيا بانتخابات مراقبة دولية، لذلك ردت بالتصعيد ورفع سقف المطالب في الوقت الذي يعد فيه فقدان السعودية لجزء من عدن لصالح القاعدة نتيجة ممكنة التطبيق في سوريا بزوال الاسد، وفقدان سوريا لصالح داعش يجعل رؤية السعودية للحل السوري اكثر بعدا عن الواقع واكثر تغييبا لمصالح الدول واكثر قربا من ادخال المنطقة في فوضى امنية تجعل المنطقة تترحم على فوضاها الحالية.
محور الممانعة وجد من لبنان مساحة مثلى للتصعيد فكان رد حزب الله صارما وواضحا بأن لا وصول لقصر بعبدا الا من خلال العماد ميشيل عون وان لا سماح لكسر العماد عون الحليف الذي وقف مع حزب الله في حرب تموز وان محاولات الالتفاف على الحق المسيحي بممارسة صلاحيات المكون الدستورية التي صادرها المكون «السني» بممارسة تمام سلام صلاحيات رئيس الجمهورية لا بد ان تنتهي، لذلك لم يخف حزب الله دعمه للعماد عون وان كان الدعم يتطلب النزول الى الشارع وفتح ملف النفايات واستهداف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق مرشح 14 آذار الاوفر حظا اذا ما تعثر الحريري في الوصول الى رأس كابينة الحكومة اللبنانية، وبالمحصلة سيكتشف المتابع لشأن المنطقة بالمجمل من دون تقطيع ان حسم الشغور الرئاسي في لبنان لن يتم الا من خلال رسم رؤية واضحة لحسم قضايا المنطقة سياسيا.