موسم الهجرة إلى أوروبا!
بقلم: ناصر عمران الموسوي
ذات لحظة ابداعية كتب الروائي الراحل الطيب صالح روايته (موسم الهجرة الى الشمال)، وقد اراد الروائي من خلال روايته هذه ان يختصر التحدي الشرقي للغرب بثنائية السحر الشرقي وفحولته، ففي الوقت الذي يشكل فيه الغرب محطة مهمة للشرقي اهمها الانعتاق والرؤية الانسانية للآخر اضافة الى المحافظة على رؤى حلمية يمتلكها كل انسان سواء اكانت بسيطة حد السذاجة ام ضخمة بعملقة الزعامة فان الشرقي يحاول ان لا يكون خالي الوفاض بمواجهته، فهو يحاول ان يكون ذاكرة او كينونة في المخيال الغربي.
لذلك كان بطل الرواية (كاريزما) السحر واحاسيس الجمال والسخونة الشرقية القادرة على أن تملأ احشاء برودة الغرب المادي.
ان جدلية العلاقة بين الشرق والغرب اصابها الكثير من التغيير، فالغرب لم يعد التحديد المكاني المرتهن الى جغرافية بعينها (اوروبا الغربية) بل انزاح ليشمل اميركا، والشرق بالمقابل تمدد بشرقنته التي اقتربت من المنظومة الغربية كاليابان مثالا، وحتى مفهوم الشرق الاوسط تمدد او اختصر بجغرافيا معينة تبعا للرؤى الجيوسياسية.
لا شك ان ظاهرة الهجرة باتجاه اوروبا غير المسبوقة من مناطق الشرق الغنية بالثروات تضعنا امام تساؤلات كبيرة، لا تستثني مشروع (اكاديمية التغيير) الاميركي – القطري المستمر والذي انتج ما سمي بالربيع العربي، وليس انتهاءً بظهور التنظيم الاكثر اجراما «داعش».
إن التغييرات الديموغرافية الممنهجة للمناطق الجغرافية تسير بوتيرة منتظمة وان بدت نتيجة حتمية لتغييرات طارئة اوجدت الكثير منها سيطرة الارهابيين المحملين بفكرة فناء الآخر الديني أو الطائفي او المذهبي او القومي، الامر الذي اطاح بالتنوع الاجتماعي ومنح الاصطفاف الديني او القومي او الطائفي او المذهبي خيارا حياتيا لا بد منه للحياة والمواجهة وهي نقطة مفصلية مهمة من اهداف المشروع التغييري، وما سوريا والعراق ببعيدين عن ذلك.
ان الصراعات الداخلية التي تترجم اجندات الخارج العابث تتضخم لتكون رهانات شخصية بفرض ارادات القوة، الامر الذي يجر الى حروب الاستنزاف التي من اهم نتائجها ان لا رابح فيها ، فكيف سيكون الحال لو كانت حروب محاور واقطاب دولية لها مصالحها وستراتيجياتها.
لا بد من القول بأن هذه النتائج شكلت حافزا للهجرة باتجاه اوروبا، واذا كانت هذه المعطيات نتيجة حتمية للحدث فان الاهداف المدروسة لهذه الهجرة ليست بعيدة عن لحاظ الرؤى الستراتيجية الاميركية التي تحاول ان تفرض مزيدا من السيطرة الاقتصادية على اوروبا التي تعاني من مشاكل اقتصادية لعل الازمة اليونانية اهمها، ولا شك ان اغراقها بالمهاجرين سيلقي على اقتصادياتها اعباء كبيرة، وبالمقابل فان الفراغ الذي خلفه المهاجرون المميزون بالدين والطائفة والقومية شكل ثنائية في تحقيق مفهوم الشرق الاوسط الذي ربما اعتقد الآخرون ان اميركا تخلت عنه.
ذات لحظة ابداعية كتب الروائي الراحل الطيب صالح روايته (موسم الهجرة الى الشمال)، وقد اراد الروائي من خلال روايته هذه ان يختصر التحدي الشرقي للغرب بثنائية السحر الشرقي وفحولته، ففي الوقت الذي يشكل فيه الغرب محطة مهمة للشرقي اهمها الانعتاق والرؤية الانسانية للآخر اضافة الى المحافظة على رؤى حلمية يمتلكها كل انسان سواء اكانت بسيطة حد السذاجة ام ضخمة بعملقة الزعامة فان الشرقي يحاول ان لا يكون خالي الوفاض بمواجهته، فهو يحاول ان يكون ذاكرة او كينونة في المخيال الغربي.
لذلك كان بطل الرواية (كاريزما) السحر واحاسيس الجمال والسخونة الشرقية القادرة على أن تملأ احشاء برودة الغرب المادي.
ان جدلية العلاقة بين الشرق والغرب اصابها الكثير من التغيير، فالغرب لم يعد التحديد المكاني المرتهن الى جغرافية بعينها (اوروبا الغربية) بل انزاح ليشمل اميركا، والشرق بالمقابل تمدد بشرقنته التي اقتربت من المنظومة الغربية كاليابان مثالا، وحتى مفهوم الشرق الاوسط تمدد او اختصر بجغرافيا معينة تبعا للرؤى الجيوسياسية.
لا شك ان ظاهرة الهجرة باتجاه اوروبا غير المسبوقة من مناطق الشرق الغنية بالثروات تضعنا امام تساؤلات كبيرة، لا تستثني مشروع (اكاديمية التغيير) الاميركي – القطري المستمر والذي انتج ما سمي بالربيع العربي، وليس انتهاءً بظهور التنظيم الاكثر اجراما «داعش».
إن التغييرات الديموغرافية الممنهجة للمناطق الجغرافية تسير بوتيرة منتظمة وان بدت نتيجة حتمية لتغييرات طارئة اوجدت الكثير منها سيطرة الارهابيين المحملين بفكرة فناء الآخر الديني أو الطائفي او المذهبي او القومي، الامر الذي اطاح بالتنوع الاجتماعي ومنح الاصطفاف الديني او القومي او الطائفي او المذهبي خيارا حياتيا لا بد منه للحياة والمواجهة وهي نقطة مفصلية مهمة من اهداف المشروع التغييري، وما سوريا والعراق ببعيدين عن ذلك.
ان الصراعات الداخلية التي تترجم اجندات الخارج العابث تتضخم لتكون رهانات شخصية بفرض ارادات القوة، الامر الذي يجر الى حروب الاستنزاف التي من اهم نتائجها ان لا رابح فيها ، فكيف سيكون الحال لو كانت حروب محاور واقطاب دولية لها مصالحها وستراتيجياتها.
لا بد من القول بأن هذه النتائج شكلت حافزا للهجرة باتجاه اوروبا، واذا كانت هذه المعطيات نتيجة حتمية للحدث فان الاهداف المدروسة لهذه الهجرة ليست بعيدة عن لحاظ الرؤى الستراتيجية الاميركية التي تحاول ان تفرض مزيدا من السيطرة الاقتصادية على اوروبا التي تعاني من مشاكل اقتصادية لعل الازمة اليونانية اهمها، ولا شك ان اغراقها بالمهاجرين سيلقي على اقتصادياتها اعباء كبيرة، وبالمقابل فان الفراغ الذي خلفه المهاجرون المميزون بالدين والطائفة والقومية شكل ثنائية في تحقيق مفهوم الشرق الاوسط الذي ربما اعتقد الآخرون ان اميركا تخلت عنه.