قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري إن العراق يرى في قرار قطر تعيين سفير لها في بغداد لأول مرة منذ 25 عاما “علامة طيبة”، لكنه يصر على رفض التدخل القطري في شؤونه الداخلية ويرى أنه لا يخدم العلاقات بين البلدين.
واستدعت الخارجية العراقية القائم بالأعمال العراقي في الدوحة للتشاور في وقت سابق هذا الشهر.
وقالت في بيان إن الدوحة استضافت مؤتمرا سياسيا معنيا بالشأن العراقي بدون علم الحكومة العراقية وشاركت فيه “بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي بتهم دعم الإرهاب”.
وقال الجعفري في مقابلة مع رويترز ان “المؤتمر الذي حصل ما كنا نتوقع أنه بهذا الشكل فالرسالة ليست إيجابية للشعب العراقي، في تقديرنا لا يخدم العلاقات، والعلاقات العربية عموما”.
وأضاف، ان “الدخول في هذا الملف السني الشيعي، ولا نعتقد أنه شيء صحيح” مشددا على أن “الحكومة والبرلمان العراقيين يمثلان كل مكونات الشعب العراقي “دون إقصاء لأي طرف من الأطراف”.
وعد الجعفري إرسال السفير القطري بانه “علامة طيبة أنه استؤنفت العلاقات العراقية القطرية، لكن لا يكفي”.
وأضاف “العراق مُصر ألا يتدخل بشؤون أحد وهو أكثر إصرارا ألا يتدخل بشؤونه أحد”.
واعتبر وزير الخارجية مؤتمر الدوحة تدخلا في الشأن العراقي وقال “بهذه الطريقة نعم، أن تدعو شريحة على حساب شرائح، وأن يكون الخطاب بهذه الطريقة،ونحن لا نعتقد أن هذا شيء صحيح”.
وأكد الجعفري إن “بغداد هي التي بادرت لتحسين العلاقات مع الدوحة ووجهت الدعوة للمسؤولين القطريين لزيارة العراق”.
وأضاف “كان الأجدر بالطرف القطري أن يقدر في العراق هذه المبادرة وحتى الآن الطريق مفتوح ولكن ليس على نحو التدخل في الشأن العراقي” لافتا “في بعض الأحيان التدخل السياسي لا تقل خطورته عن التدخل العسكري”.
ولم يعلق متحدث باسم الخارجية القطرية على ما إذا كانت الوزارة قد استضافت المؤتمر الذي تتحدث عنه بغداد أو على الغرض من تنظيمه”.
وعلى صعيد آخر ندد الجعفري بما وصفه “انتهاك” تركيا لسيادة العراق خلال حملتها ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
ودعا أنقرة للتنسيق مع بغداد بشأن الهجمات التي تشنها على المتمردين الأكراد بعد اتهامات بعبور القوات التركية للحدود الأسبوع الماضي.
وكانت وزارة الخارجية العراقية أصدرت بيانا الأسبوع الماضي نددت فيه “بتوغل عدد من القطعات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية لما يمثله هذا الفعل من انتهاك لسيادة العراق”.
وقال الجعفري “نحن مع أمن تركيا، وحق لتركيا الدفاع عن نفسها، ولكن لا بد أن يكون من خلال التنسيق الميداني مع القوات المسلحة والحكومة العراقية”.
وأشار إلى أنه استدعى السفير التركي لدى بغداد للاعتراض على ما وصفه بالانتهاكات التركية للسيادة العراقية.
وأضاف أنه يجب أن “يقتنع الطرف العراقي بأن هناك مبررات ميدانية لشن حملة معينة مع وضع خطوات وقائية وأمنية للابتعاد عن مناطق سكن المواطنين قائلا ” نحن مع أمن تركيا ولكننا نتمسك بسيادة العراق”.
وحث الجعفري الدول العربية على تبني مبادرة طرحتها بغداد لتجريم الفكر التكفيري في العالم العربي.
وقال قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة اليوم الأحد “أخطر ما في الإرهاب ثقافته، أنه بني على ثقافة إرهابية تستبيح الدم وتستبيح المال وتستبيح العرض، ونحن أمام حالة خطرة”.
وأضاف “هذا الفكر يجب أن نضع له فكر معالج وإلا يتسمم عقل الجيل الحاضر وينتقل لا سمح الله إلى الأجيال القادمة” مبينا “أعتقد أنه من غير الصحيح الانتظار أكثر”.
وأشار الجعفري إلى وجود تحفظات من دول عربية على المبادرة لكنه امتنع عن تسميتها لحين مناقشة الفكرة في اجتماع اليوم الأحد.
وقال “أنا استغرب أي واحد يتردد في رفض وإدانة فكر تكفيري، كان المفروض أن تطرز المبادرة العراقية بأسمى آيات الإعجاب والاحترام والتقدير”.
وأضاف “العراقي لا يتكلم من وحي الترف الفكري والترف السياسي، ويتكلم من موقع المعاناة, وهؤلاء يجب أن يصغوا بكل احترام”.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن قطر والجزائر تحفظتا على المبادرة خلال اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين الأسبوع الماضي.
وقال الجعفري إن مبررات الدول التي تحفظت على المبادرة “هواجس لا أساس لها” لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل.
وإلى جانب كونه وزيرا للخارجية يرأس الجعفري كتلة التحالف الوطني وينتمي له رئيس الوزراء العبادي، وبصفته السياسية قال الجعفري “إنه يؤيد مجموعة الإصلاحات التي نفذها العبادي بهدف مكافحة الفساد وسوء الادارة ووصفها بأنها “ثورة إصلاحية” لكنه يرى أنها تأخرت كثيرا”.
وأضاف الجعفري “أرى أن الإصلاحات عبرت عن خلل حقيقي موجود على الأرض، وعبرت بشكل ايجابي عن إرادة وطنية عراقية وكنت أتمنى ان تكون هذه [الإصلاحات] قبل هذا الوقت لقد تأخرت”.
وأضاف ان “القاعدة الشعبية مهمة أن تقف إلى جانب الحكومة في أي حركة إصلاحية، وهذه ثورة إصلاحية ليست خافية على أحد”