عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

شروط فعل الإصلاح بقلم: د.سعد العبيدي

المقالات 14 سبتمبر 2015 0 113
شروط فعل الإصلاح بقلم: د.سعد العبيدي
+ = -

 

تبني الأمم والشعوب نفسها بنفسها، وان احتاجت الاطلاع على تجارب الغير في البناء وبقدر كبير، وتسير في الطريق الصحيح للبناء والإصلاح، وتعدل مسارها في هذا الطريق الصحيح حتى ترسي دعائم البناء وتعيش بمقدار من الأمن
والاستقرار.
تنتخب الملائم والأصلح من بين أبنائها ليحافظوا على مسيرتها الصحيحة واستقامة الطريق، وعلى أمنها
والاستقرار.
تقف الشعوب مع الآراء الصائبة لمسؤوليها، والأفكار السليمة لقادتها، والإجراءات الصحيحة لحكوماتها، بل وتدعمها لتعزيز هذا الصائب والصحيح، وتحتج في المقابل على التصورات والاعمال والمسالك غير الصحيحة، وتنتفض على التجاوز والاستغلال. هكذا هي المسيرة التي بنت مجتمعات ودولا متقدمة تنعم شعوبها في وقتنا الراهن بحياة ملؤها الازدهار.
في هذه الدول والمجتمعات لا يتخلف أحد عن دفع الضريبة، واذا ما تخلف واحد هنا وآخر هناك، فانه يوسم مخالفاً أو مرتكباً لجريمة مخلة بالشرف، ويَسوّد سجله بوقعها الى آخر المشوار، ولا يتخلف أحد عن سداد ديونه للحكومة أو الشركات المعنية بتقديم الخدمات والضروريات مثل الماء والكهرباء والانترنت، ومن يتخلف يوجه له انذار أولي ومن بعده تقطع عنه الخدمات، ويحال الى المحاكم بتهمة المديونية، ويغرم المبلغ وأتعاب المحاماة وعند وجود تعمد في ارتكاب التقصير تضاعف الغرامة، وهكذا في جوانب الحياة الأخرى التي تنظمها القوانين والضوابط بشكل يؤدي الى انسيابيتها دون
عناء.
أما في مجتمعنا العراقي فاننا نرى العكس من هذا تماما، فالكثير من البيوت في الوقت الراهن لم تسدد قوائم الماء والكهرباء، وان أنذرهم الموظف المختص ولو بشكل نادر فهم لم يستجيبوا له، والمفارقة أنهم يدفعون للقطاع الخاص «مولدات الشارع» مثلا أضعاف الأجور التي يدفعونها الى شركة الكهرباء الحكومية، وعندما تسأل أحدهم لماذا؟، يجيب بعدائية، أين هي
الكهرباء؟.
وهنا نتساءل: كيف يمكن أن تنظم الكهرباء وتتحسن اذا لم تكن هناك جباية لأجور الخدمات التي تقدمها؟، كيف تتحسن اذا لم تحترم وتصان شبكتها وينهى التجاوز عليها؟.
انها معادلة صعبة في وقتنا الراهن الذي بات يطالب فيه الشارع بتقديم الخدمات ومن بينها الكهرباء، وهو محق في مطالبه، لكنه من جانب آخر لا يسدد بعضه الالتزامات التي عليه، ولم نجد ثقافة ولا جهدا للضغط من قبل العقلاء والشباب على الناس الذي يقصرون في عملية التسديد، من هذا يمكن القول ان الإصلاحات التي يريدها الشارع ويتمناها سيكون تحقيقها مناصفة أو مشاركة بين أهل الشارع والحكومة، كل منهما له حقوق وعليه واجبات اذا ما أُديت بشكل صحيح فسيتم الإصلاح بسهولة وسيحيا أهل البلد بقدر من
الاستقرار.  

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار