ستيف مامان.. رجل اعمال من مدينة مونتريال الكندية، رأيت صورته مع زوجته واطفاله الستة، وقررت ان اخصص “همسات” اليوم له او الاصح لمبادرته التي تستحق الشكر والتقدير والاحترام متمنيا ان يحذو رجال الاعمال عندنا اولا والسياسيين ثانيا حذو ستيف مامان.بالتأكيد.. بعضكم سيسأل وما الذي فعله هذا الـ”ستيف” لتكتب عنه متجاهلا معاناة العراقيين وهم يهاجرون الى عالم المجهول ومتناسيا ايضا احوال النازحين وما يعانون في خيمهم التي لا تقيهم لا حر الصيف ولا برد الشتاء الذي سيطرق ابوابه قريبا.قلت.. ومن قال ان بكتابتي عن “ستيف” اكون قد تناسيت معاناة النازحين؟ بل انا الآن اكتب عن صلب معاناتهم، وخاصة معاناة الايزيديين!نعم.. اعلم انكم ستقولون وما علاقة ستيف مامان هذا بمعاناة النازحين وآلامهم واحزانهم؟اقول.. صحيح اني اطلت بمقدمتي دون ان اتحدث عن حكاية ستيف مامان الذي اكن له كل الاحترام والتقدير، وبالتأكيد ستحترمون انتم ايها القراء ستيف هذا بعد ان تتعرفوا على حكايته التي ستقرأونها في سطوري ادناه..ستيف مامان تعود حكايته الى يوم اجتاح ” داعش ” جبل سنجار الذي يسكنه آلاف الايزيديين فاختطف “داعش” مئات النساء مع اطفالهن ليدفعوا بهن الى العبودية الجنسية وباع بعضهن في سوق النخاسة.ستيف مامان.. اطلق حملة لانقاذ النساء الايزيديات وتخليصهن من قبضة داعش، وذلك من خلال حملة جمع خلال يومين فقط 200 ألف دولار دفعها لعناصر داعش من خلال مفاوضين وتم اطلاق 128 امرأة ايزيدية، ولم يتوقف ستيف مامان عند هذا الحد بل استمر بحملته ليجمع نصف مليون دولار وطموحه كما يقول جمع خمسة ملايين دولار لاطلاق سراح جميع النساء الايزيديات المعتقلات في سجون داعش لتخليصهن من الرق والعبودية الجنسية.يقول ستيف مامان.. ان تعاليمنا تقول ان من ينقذ حياة شخص واحد كأنما انقذ الناس جميعا، لذا فانا ومعي كل الخيرين من المتبرعين سنجمع المزيد من الاموال لاطلاق سراح المزيد من النساء الايزيديات، خاصة ان معلوماتنا تفيد بأن داعش اختطف نحو 2700 امرأة ايزيدية.اكتب عن حكاية ستيف مامان وحملته لاطلاق سراح النساء الايزيديات متسائلا ألا يوجد بين سياسيينا ونوابنا ووزرائنا ورجال اعمالنا واحد فعل مثلما فعل ستيف مامان هذا؟اسمع بعضكم يبتسم وهو يقول.. لا نريد من سياسيينا فعل شيء مماثل لما فعله ستيف مامان هذا، بل ندعو ونتمنى الا “يسرق” سياسيونا اموال النازحين كما فعل البعض، حيث نسمع كل يوم النازحين وهم يتساءلون.. اين منحتنا التي خصصتها لنا الحكومة؟ اين الكرفانات التي قيل أن الحكومة خصصتها لنا؟ بل اين الوعود الوردية التي اطلقها المسؤولون من اننا سنعود الى ديارنا بعد تحريرها من قبضة داعش؟ فبيوتنا احرقت بعد سرقة كل اثاثنا!ختاما.. أهمس قائلاً: تباً لكل من سرق أموال النازحين، وشكراً ستيف مامان على مبادرتك في تخفيف معاناة الايزيديات، عسى ولعل يقرأ سياسيونا كلماتي أعلاه ويفعلون ما فعلت… ولو إني أشك بذلك!!