عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

حنظل الإدارة والإصلاح بقلم: نوزاد حسن

المقالات 28 سبتمبر 2015 0 119
حنظل الإدارة والإصلاح  بقلم: نوزاد حسن
+ = -
حنظل الإدارة والإصلاح

 

 

بقلم: نوزاد حسن
 بعد شهرين من التظاهرات اختلفت ردود الفعل على اصلاحات السيد العبادي. بالنسبة للسياسيين كان كل ما فعله هو اجراءات تقشفية, وليست اصلاحات حقيقية تلبي مطالب العراقيين. اما بالنسبة للمتظاهرين فلم يفعل السيد رئيس الوزراء شيئا يشفي صدورهم خاصة وانه حصل على امتياز شعبي وديني، وهذا شيء لم يحدث في تاريخ السياسة, لأن العراقيين بطبيعتهم لا يحبون حكامهم, ولا يثقون بهم. وعند كل عائلة عراقية توجد هناك لائحة اخلاقية يحاول الاب تعليمها لابنائه, وأول نصيحة يقدمها له قوله ان يبتعد عن السياسة. كان ابي رحمه الله يوصيني دائما ان السياسة شر لا بد من الابتعاد عنه. وكان في ذاكرته حزن غريب على مصير العائلة المالكة.
لكنه غادر الحياة, ولم يبق من ملحمة السياسة القديمة شيء. غادرها وهو لا يعلم اني بدأت اشارك في قول كلمة مع الجماهير من اجل الاصلاح.
لم يعش ابي في زمننا هذا حيث رئيس الوزراء يحظى بدعم شعبي كبير, وتؤيده اكبر سلطة دينية. واليوم انا في حقيقة الامر افكر بما قاله وشاهده طيلة عمره, وقد بدأ حياته جنديا حتى تقاعده.
ابي الذي كان قارئا مزاجيا تمتع بعشق كونكريتي للحياة البعيدة عن السياسة. كان يقول لي ان السلطة جبل على اكتاف الانسان، فمن يقدر ان يحمل جبلا؟.
ومع انه تحدث بحكمة الشيوخ الحذرة الا اني لم افهم ما قال. وبمرور الوقت تعلمت الدرس السياسي, وكان معلم حياتنا البارع هو الواقع. فبعد اعوام من التغيير, عرفنا ان الدول الغنية ليست الدول التي تملك ثروات. الثروات شيء مهم جدا، لكن ادارة الثروات, واستخدام المال بنزاهة نورانية هو العامل الذي لا يقل اثرا عن وجود الثروة. واذا لم يتم استخدام الاموال بصورة صحيحة, فان الثروة ستتبخر اسرع من الماء.
الثروات مغرية جدا وادارتها تتطلب وعيا وضميرا نظيفا. وقد يكون ما نعانيه من مشاكل كثيرة سببه عدم الادارة الصحيحة، وبالتالي يشعر المواطن انه فقير في دولة غنية. لذا فإن وجود بئر النفط نعمة, ولكن هنالك نعمة اخرى تجعل من النفط معملا ومصنعا. هذا ما تقوم به الادارة.
وفي هذه الايام عرفنا ايضا ان الاصلاح لا يأتي بسهولة لأنه كالحنظل. وقلت في بداية كلامي ان رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي تقدم بحزمة اصلاحات وجدها بعض السياسيين تقشفية ومالية. وعبر عنها المتظاهرون بأنها لا تتناسب مع حجم التفويض المعطى لرئيس الوزراء. ولذلك فان حالة من الارباك والانفعال تسود الشارع العراقي, وساحات الاعتصام ايضا الى درجة ان متظاهرين من بعض المحافظات قدموا الى بغداد للوصول الى المنطقة الخضراء. وهذا ما يعني ان حزمة اصلاحات العبادي ليست مقنعة، وقد عبر الكثيرون وفي اكثر من مكان عن عدم الرضا ازاء ما قام به السيد رئيس الوزراء.
إذن كلمة الادارة وكلمة الاصلاح اثقل كلمتين ولا يمكن الاتفاق عليهما في ظل مثل هذا الوضع السياسي المرتبك, لأن لميزان السياسة وزنه الذي لا نعرفه.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار