مشكلة اميركا الآن، سواء في سوريا او العراق وحتى ليبيا، تكمن في كونها اعتمدت كليا على مبدأ (خصخصة الحروب) الذي ارادت منه تحقيق اهدافها الستراتيجية في المنطقة بواسطة قوى محلية متطرفة ولديها الرغبة في القتال، هيأتها ودربتها بالتعاون مع قوى اقليمية، كي تغيّر بها انظمة وتقلق دولا، وعلى الرغم من ان هذا المبدأ نجح في تحقيق بعض الاهداف في مناطق معينة، لكنه اخفق وبشكل مريع في مناطق اخرى، لان تقبّل الافغان لشعار الجهاد والجهاديين ضد السوفييت (الكفار)! مثلا، لن يكون كذلك لدى عموم السوريين، حين تم الدفع بعشرات الآلاف من هؤلاء لأجل اسقاط نظام، تراه بعض الجهات المعارضة او الذين يسمون انفسهم «الجهاديين!»، طائفيا، كون المشترك الثقافي الذي يجمع النظام في دمشق بغالبية الشعب السوري المتمثل بشعار العروبة والحياة المدنية التي تعيشها سوريا، لا يمكن استبداله بسهولة في عقول الناس ومزاجهم العام بأفكار الفصائل المتمرسة بقطع الرؤوس والايدي وقمع الحياة، حتى وان كان لدى الكثيرين من السوريين اعتراضات على اداء النظام.
روسيا كانت تدرك قبل غيرها، ان لعبة الفصائل التكفيرية هذه، التي استشرت في البلاد العربية مؤخرا، تقف وراءها جهات مخابراتية نافذة في قلب العالم العربي ومتمفصلة مع بعض الحلقات الدينية والرسمية وبعض المؤسسات الاخرى فيه، والتي لها تأثير في صنع هذه التنظيمات وتسويقها تحت مسميات معينة وفي اوقات معينة، وقد سوقت اميركا قرارها المتمثل بدعم تغيير النظام في سوريا بالامتثال الى رغبة السوريين ممن يتطلعون الى هامش حرية سياسية اوسع ومشاركة اشمل في القرار السياسي الذي يكاد يحتكره حزب واحد منذ عقود عدة، لكنها ومن اجل ان تحقق التغيير جاءت بتلك الفصائل الاجرامية واطلقت يدها لتعبث بحياة السوريين وتدمر بلدهم بعد ان استدرجت النظام الى مواجهات دموية عنيفة داخل المدن، ليتسبب هذا بتشريد الملايين وتخريب البلاد، وهنا بات المواطن السوري البسيط يتساءل عن جدوى اسقاط النظام اذا كان البديل هو هذه الفصائل الظلامية التي تعمل ضد الحياة؟ ولعل هذا احد اسباب صمود الجيش السوري (المدني) طيلة السنوات الماضية، على الرغم من بعض الانشقاقات التي حصلت فيه، لا سيما في الاشهر الاولى، والمفارقة ان الانشقاقات توقفت لاحقا بعد ان ادرك الجميع المنحدر الذي يدفع البلاد اليه هؤلاء (التكفيريون) ومن يقف وراءهم وبعد ان اتضحت تماما معالم الصورة.
المفارقة الاخرى، هي ان اميركا وضعت في اجندتها صورة لسوريا المستقبل تكون فيها على شكل كانتونات طائفية وعرقية، ولاحظنا كيف انها دفعت بالأكراد السوريين الى الواجهة وأمّلتهم بحكم ذاتي او (فيدرالية) على غرار كردستان العراق، وهو ما اغضب الاتراك الذين وقفوا ضد هذا المشروع من خلال دعمهم لبعض الفصائل الارهابية ومنها (داعش)، لتقف بوجه هذا التطلع الذي انتهى مؤخرا باتفاق الاميركان والاتراك على تجاوز هذه الفكرة ودخول تركيا في الحلف ضد الارهاب!.
المشروع الاميركي في سوريا بات امام مفترق طرق، فاما ان يدفع بسوريا والمنطقة الى حاضنة التطرف الذي يستحيل السيطرة عليه مستقبلا، وهو ما اخذ يقلق اسرائيل ايضا، واما بقاء النظام في سوريا، والذي يحظى بدعم روسي ايراني لحين ايجاد تسوية سياسية معقولة ترضي الجميع، وتنهي حفلة الخبل «الجهادي!» الذي دمر المنطقة، ومن هذه الرؤية الجديدة دخلت روسيا المنطقة لتعين الاميركان على الخروج من مأزقهم الكبير ولتأخذ استحقاقها كدولة كبرى، صارت تشق طريقها بقوة نحو الشرق الاوسط من جديد.
روسيا كانت تدرك قبل غيرها، ان لعبة الفصائل التكفيرية هذه، التي استشرت في البلاد العربية مؤخرا، تقف وراءها جهات مخابراتية نافذة في قلب العالم العربي ومتمفصلة مع بعض الحلقات الدينية والرسمية وبعض المؤسسات الاخرى فيه، والتي لها تأثير في صنع هذه التنظيمات وتسويقها تحت مسميات معينة وفي اوقات معينة، وقد سوقت اميركا قرارها المتمثل بدعم تغيير النظام في سوريا بالامتثال الى رغبة السوريين ممن يتطلعون الى هامش حرية سياسية اوسع ومشاركة اشمل في القرار السياسي الذي يكاد يحتكره حزب واحد منذ عقود عدة، لكنها ومن اجل ان تحقق التغيير جاءت بتلك الفصائل الاجرامية واطلقت يدها لتعبث بحياة السوريين وتدمر بلدهم بعد ان استدرجت النظام الى مواجهات دموية عنيفة داخل المدن، ليتسبب هذا بتشريد الملايين وتخريب البلاد، وهنا بات المواطن السوري البسيط يتساءل عن جدوى اسقاط النظام اذا كان البديل هو هذه الفصائل الظلامية التي تعمل ضد الحياة؟ ولعل هذا احد اسباب صمود الجيش السوري (المدني) طيلة السنوات الماضية، على الرغم من بعض الانشقاقات التي حصلت فيه، لا سيما في الاشهر الاولى، والمفارقة ان الانشقاقات توقفت لاحقا بعد ان ادرك الجميع المنحدر الذي يدفع البلاد اليه هؤلاء (التكفيريون) ومن يقف وراءهم وبعد ان اتضحت تماما معالم الصورة.
المفارقة الاخرى، هي ان اميركا وضعت في اجندتها صورة لسوريا المستقبل تكون فيها على شكل كانتونات طائفية وعرقية، ولاحظنا كيف انها دفعت بالأكراد السوريين الى الواجهة وأمّلتهم بحكم ذاتي او (فيدرالية) على غرار كردستان العراق، وهو ما اغضب الاتراك الذين وقفوا ضد هذا المشروع من خلال دعمهم لبعض الفصائل الارهابية ومنها (داعش)، لتقف بوجه هذا التطلع الذي انتهى مؤخرا باتفاق الاميركان والاتراك على تجاوز هذه الفكرة ودخول تركيا في الحلف ضد الارهاب!.
المشروع الاميركي في سوريا بات امام مفترق طرق، فاما ان يدفع بسوريا والمنطقة الى حاضنة التطرف الذي يستحيل السيطرة عليه مستقبلا، وهو ما اخذ يقلق اسرائيل ايضا، واما بقاء النظام في سوريا، والذي يحظى بدعم روسي ايراني لحين ايجاد تسوية سياسية معقولة ترضي الجميع، وتنهي حفلة الخبل «الجهادي!» الذي دمر المنطقة، ومن هذه الرؤية الجديدة دخلت روسيا المنطقة لتعين الاميركان على الخروج من مأزقهم الكبير ولتأخذ استحقاقها كدولة كبرى، صارت تشق طريقها بقوة نحو الشرق الاوسط من جديد.