عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

داعش» كيان باطش ومسار طائش بقلم: حسين الصدر

المقالات 11 أكتوبر 2015 0 134
داعش» كيان باطش ومسار طائش بقلم: حسين الصدر
+ = -
«
 لم يعرف العالم من «داعش» حتى الان الاّ الغلوّ في القسوة، وايقاع العقوبات الصارمة بالأبرياء، بعيداً عما رسمه الاسلام من العناية الفائقة بالانسان، وضمان كرامته وسلامته وحقوقه وحرياته، ذلك أنّ الانسان هو المحور، وقد جعله الله تعالى خليفة له في الارض، وأسجد له الملائكة، وخلق له ما في الارض والسماء، وهو الكائن المتميز عن سائر المخلوقات. لقد ابتدعت «داعش» عقوبات ما أنزلَ الله بها من سلطان، كان (الحرق) في طليعتها، والمصيبة الكبرى انّها تمارس جرائمها باسم الاسلام والاسلام منها براء..!!وخولّت «داعش» نَفْسَها أنْ تُحرّم وتُحلّل – كما شاء لها الهوى والجهل – وأبرز الأمثلة على ذلك:(جهاد النكاح) وهو السفاح بعينه ..!!والجلد عقابا للمدخنين!!، الى غير ذلك من جرائم الاعتداء على الاشخاص والأموال. وكانت الطامة الكبرى ان يتصدى أحد الصعاليك ليعلن نفسه (خليفة) واجب الطاعة على كلّ المسلمين بل كل الناس!!. والويل كل الويل لمن رفض بيعته وخالف اوامره ونواهيه. لَمْ يشهد تاريخ الاسلام عقاب النبي (ص) لمن خالف أوامره وناهيه بمثل العقاب الذي يعاقب به خليفة الصعاليك من «داعش» وجلاوزتُه الغلاظ الجفاة القساة. انّ هذا المنحى الرهيب لـ»داعش» يفتح الباب لخروج الناس من ربقة الدين ويجعلهم ازاءه من الحاقدين المعادين.وهذه نكسة نوعية ومفارقة كبرى.
لا محل للصمت والاغضاء عن جرائم «داعش» وهي تعيث فساداً في البلاد والعباد، ولا بُدّ من فضحها وتعريتها وتسليط الأضواء على جرائمها وخرافاتها ومسالكها الوعرة جملة وتفصيلاً. لقد ساقني لكتابة هذه السطور ما قرأته توا عن شاب عراقي رآه بعض الجلاوزة الداعشيين جالساً على الرصيف دون ان يُثير انتباهه (عقب سجائر) كان قريباً منه. ان الشاب من (الشرقاط) ولم يكن من المدخنين، ولكن الجلواز القاسي، أخذه ليجلده (65) جلدةً واعتبره من المدخنين بعيداً عن مجرد السؤال!!. انه ظلم فاحش وسلوك طائش.
ويقول هذا الشاب أيضاً:إنّ «داعش» اغتصبت دارهم لتكون احدى مقراتِهم، وهكذا شُتّتت العائلة الكبيرة التي خرجت لا تلوي على شيء. ثم انّ هذه الدار تحوّلت الى ترابٍ بعد أنْ استهدفها طيران التحالف.ويقول أيضا – والغرائب والمصائب لا تنتهي ما دام الحديث عن داعش-انّ «داعش» تجوب البيوت للقيام بحملة تفتيشية تستطلع فيها ما تضمّه البيوت من أثاث، وصولاً الى فرض ضريبة مقدارها (5000) دينار عن كل مفردة من مفردات أثاث المنزل (كالطباخ والثلاجة والغسالة) انّ هذه الممارسات دعت هذا الشاب للهجرة والهرب، وبالفعل غادر الوطن ووصل الى (تركيا) في رحلة مضينة شاقة فقد فيها اثنين من نساء العائلة.
ان نتائج البطش والطيش الداعشي لم تقتصر أضرارها وأوضارها على العراقيين فحسب، بل انها اليوم أصبحت مشكلةً تنوء بها (اوروبا) كلها.
انّها أدّت الى نزوح مكثّف، قوامُهُ مئات الآلاف ممن يلقون ألوان العناء ويغامرون بحياتهم في البراري والقفار والبحار بحثا عن ملاذ آمن.وليست المسألة محصورةً بالعذابات الانسانية وحدها، انّ الارهاب (الداعشي) يطال مختلف العواصم الاوروبية والعربية ومشاريعه المحمومة وخططه المسمومة لا تنقطع أبداً.انّ «داعش» تشكل خطراً حقيقياً جاداً على الأمن والسلم الدوليين، وان التصدي للارهابيين التكفيريين المسعورين مهمة دولية لا يسوغ أنْ تتخلف عنها اية دولة.وللاسف الشديد:
فان (الأقوال) قد ملأت الأسماع، ولكنّ العراق لم يشهد حتى الآن من (الأفعال) ما يتناغم مع حجم احتياجاته في معركته الساخنة مع تلك القوى الداكنة.
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار