بقلم: امجد ياسين
شائعة جدا، الشاهد فيها غائب، والدليل يحتاج الى تمحيص. يرصدها المتابع البسيط وان خانه التعبير والتسميات، اما الخبير فقد قال فيها قوله منذ قرون.. هي باختصار السرقات الفنية والادبية او ما يعرف بنسخ افكار الاخرين وسرقة ايقوناتهم «الثيمة». جرم العالم المتحضر هذا السلوك في قانون الملكية الفكرية عن طريق توفر دليل مادي لا قول شفاهي غير مسجل. واصحاب هذه السرقات فنانون وكتاب ايضا، بعضهم ماهر جدا الا ان خرجه فارغ من الابداع، فيسطو على جهد غيره في غفلة، بطلها زلة لسان في جلسة عادية ادامها جدل فكري او الحديث عن جديد، فالافكار من حولنا، تنتظر من يصطادها بشكبة من حرير. اما البعض الاخر فهو في طور اكتشاف ذاته وامكانياته، فيقلد آخرين بحثا عن تذكرة عبور الى الضفة الاخرى دون عناء او جهد، ليحصد نجاح غيره ويشاركه جمهوره ومريدوه، وفيهم من هو واع لما يفعل وحريص ان يغلف ما اقتنص باسلوبه الخاص فيحرص دائما على النزول بمنجزه الى السوق اولاً ليبطل حجة ضحيته. ولكن هؤلاء جميعا لا يعرفون ان نتاجهم يعيش في اجواء اللوحة الاصلية والفنان والكاتب الاصلي، ان استنساخ او سرقة جهد الاخرين يضعك في فلك تكرار نتاجهم، فالامساك بالفكرة وبلورتها ثم صياغتها في قالب معين يستغرق وقتا وجهدا طال ام قصر الا انه يصنع « كروموسوماته» جيناته الخاصة عند صاحب العمل الاصلي، وما السارق الا نسّاخ رخيص، يستطيع المتابع الحريص ان يرصد الحالة ويؤشرها، اما البسيط وغير المثقف فنيا فقد تتوه عنه اول الامر لكنها ستظهر جلية مع تكرار المشاهدات. وكم تحوي الساحة من فنانين تشبه اعمالهم فائق حسن وجواد سليم ونوري الراوي وفاخر محمد وشاكر حسن ال سعيد وضياء الخزاعي واخرين كثر. اما التجارب العالمية التي ينقلها اليوتيوب فالسرقات فيها تخطت كل حدود وخصوصا في مجال السينما والدراما والمسرح. اعرف صديقاً، اخبرني مرة، انه اذا حضر فلان وهو رسام معروف الى مشغله الفني فانه يخبئ اعماله التي لم تنجز بعد او التي لم يعرضها بقطعة قماش واحيانا يخفيها خلف لوحات معروضة، ولا يتحدث عنها امامه لانه معروف بسرعة انجازه للاعمال وسرعة اقتناص الافكار والنزول بها الى السوق قبل الجميع. اما في مجال الرواية والقصة فحدث ولا حرج فالمطابع منتشرة وجاهزة لمن يدفع اولا. وهذه الظاهرة عموما ليست بالجديدة وتشمل كل مجالات الحياة، حيث ادعى شاب انه قدم فكرة فيلم «افتار» الى مخرج الفيلم الذي اقتبس الفكرة منه ولكن لم يثبت عليه شيء. عموما، الجميع يستخدم ذات الحروف، ولم تبق كلمة الا وكتبت، ولون الا واستخدم .. الا ان الاسلوب والصياغة والتوظيف هو من يختلف، وهنا يكمن جوهر الابداع، وتبقى الدربة والخبرة في توظيف الافكار في اسلوب رصين مبني على اسس صحيحة هي سيدة الموقف امام السرقة. في وسطنا الصحفي تسرق الافكار ايضا، لذا احرص على عدم الخوض فيما تفكر به او تشتغل عليه وفضل الاستماع والتمتع بحرارة شمس الصمت على بروده البوح في تموز العراق اللاهب.
شائعة جدا، الشاهد فيها غائب، والدليل يحتاج الى تمحيص. يرصدها المتابع البسيط وان خانه التعبير والتسميات، اما الخبير فقد قال فيها قوله منذ قرون.. هي باختصار السرقات الفنية والادبية او ما يعرف بنسخ افكار الاخرين وسرقة ايقوناتهم «الثيمة». جرم العالم المتحضر هذا السلوك في قانون الملكية الفكرية عن طريق توفر دليل مادي لا قول شفاهي غير مسجل. واصحاب هذه السرقات فنانون وكتاب ايضا، بعضهم ماهر جدا الا ان خرجه فارغ من الابداع، فيسطو على جهد غيره في غفلة، بطلها زلة لسان في جلسة عادية ادامها جدل فكري او الحديث عن جديد، فالافكار من حولنا، تنتظر من يصطادها بشكبة من حرير. اما البعض الاخر فهو في طور اكتشاف ذاته وامكانياته، فيقلد آخرين بحثا عن تذكرة عبور الى الضفة الاخرى دون عناء او جهد، ليحصد نجاح غيره ويشاركه جمهوره ومريدوه، وفيهم من هو واع لما يفعل وحريص ان يغلف ما اقتنص باسلوبه الخاص فيحرص دائما على النزول بمنجزه الى السوق اولاً ليبطل حجة ضحيته. ولكن هؤلاء جميعا لا يعرفون ان نتاجهم يعيش في اجواء اللوحة الاصلية والفنان والكاتب الاصلي، ان استنساخ او سرقة جهد الاخرين يضعك في فلك تكرار نتاجهم، فالامساك بالفكرة وبلورتها ثم صياغتها في قالب معين يستغرق وقتا وجهدا طال ام قصر الا انه يصنع « كروموسوماته» جيناته الخاصة عند صاحب العمل الاصلي، وما السارق الا نسّاخ رخيص، يستطيع المتابع الحريص ان يرصد الحالة ويؤشرها، اما البسيط وغير المثقف فنيا فقد تتوه عنه اول الامر لكنها ستظهر جلية مع تكرار المشاهدات. وكم تحوي الساحة من فنانين تشبه اعمالهم فائق حسن وجواد سليم ونوري الراوي وفاخر محمد وشاكر حسن ال سعيد وضياء الخزاعي واخرين كثر. اما التجارب العالمية التي ينقلها اليوتيوب فالسرقات فيها تخطت كل حدود وخصوصا في مجال السينما والدراما والمسرح. اعرف صديقاً، اخبرني مرة، انه اذا حضر فلان وهو رسام معروف الى مشغله الفني فانه يخبئ اعماله التي لم تنجز بعد او التي لم يعرضها بقطعة قماش واحيانا يخفيها خلف لوحات معروضة، ولا يتحدث عنها امامه لانه معروف بسرعة انجازه للاعمال وسرعة اقتناص الافكار والنزول بها الى السوق قبل الجميع. اما في مجال الرواية والقصة فحدث ولا حرج فالمطابع منتشرة وجاهزة لمن يدفع اولا. وهذه الظاهرة عموما ليست بالجديدة وتشمل كل مجالات الحياة، حيث ادعى شاب انه قدم فكرة فيلم «افتار» الى مخرج الفيلم الذي اقتبس الفكرة منه ولكن لم يثبت عليه شيء. عموما، الجميع يستخدم ذات الحروف، ولم تبق كلمة الا وكتبت، ولون الا واستخدم .. الا ان الاسلوب والصياغة والتوظيف هو من يختلف، وهنا يكمن جوهر الابداع، وتبقى الدربة والخبرة في توظيف الافكار في اسلوب رصين مبني على اسس صحيحة هي سيدة الموقف امام السرقة. في وسطنا الصحفي تسرق الافكار ايضا، لذا احرص على عدم الخوض فيما تفكر به او تشتغل عليه وفضل الاستماع والتمتع بحرارة شمس الصمت على بروده البوح في تموز العراق اللاهب.