تذكرت مدرستي الابتدائية قبل ثلاثين عاماً وأنا أسمع وأرى التحضيرات للعام الدراسي الجديد، الذي بدأ للمتوسطة والاعدادية، وتأجل لأيامٍ معدودةٍ للإبتدائية، تذكرت أن أحلى ليلةٍ كانت ليلة 1/ 10 من كل عام، فهي بدايةٌ لحياةٍ جديدةٍ وموسمٌ للانفلات من البيت، والشعور بشيءٍ من الحرية خارج سطوة الأهل.
عموما كانت تحضيراتنا بسيطة جداً لا تتعدَى حقيبة عادية، وملابس بسيطة، ولكنها في كل الأحوال لحظات مبهجة للروح، دوَنت زمناً يكاد يخفق الآن لشدة بياضه، تذكرت معلمي استاذ «أسعد» كان في الخمسين من عمره، معلم الرابع الابتدائي، كان شديداً وحازماً وطيبِاً ــ في الوقت نفسه ــ وأتذكر أنَ حصصه معنا كانت في الدوام الثاني، أي بعد الظهر وحتى الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً.
أتذكر في ذلك الوقت حين تحين صلاة العصر، يتركنا لمدة 3 دقائق ويصلِي العصر في الصف، ونحن بلا حركة، أو إشارة خوفاً وهيبةً له، هو بالتاكيد يصلِي بلا تربة، ولا يسبل يديه، ولكننَا لا نعرف أن هذه الصلاة غريبةٌ علينا، كان الأمر طبيعياً، وبعد مرور اسبوع على هذه الحالة، جاء صديقي علاء ــ وكان يجلس معي في نفس الرحلة ــ وبعد أنْ أنهى المعلم صلاته، ذهب إليه وقال له أستاذ: «هذه تربة بعثتها جدتي لك» لأنَك تصلي بدونها، ضحك المعلم وأخذ التربة من علاء وقال له: سلِم على جدِتك واشكرها.
أسوق هذا الحديث ونحن مقبلون على شهر محرم، وفي هذا الشهر تصبح الأجواء الشيعيِة بكامل مؤسساتها منذورة لهذا الشهر، وهو قطعا شهرٌ يحظى بتعاطف كبير من قبل الجميع شيعة وغير شيعة، متدينين وغير متدينين، ولكنْ ما يُلاحظ على هذا الأمر وأنا أكتب هذه التفاصيل بدراية كاملة عمَا يجول في أروقة عددٍ من المدارس ذلك بأنَها تتحول إلى مواكب فقط، حتى إنَ بعض المعلمات يتحولن في هذا الشهر إلى «ملِايات» يقرأن قصائد ويلطمن داخل المدرسة، كما إنَ جدران المدارس تتحول إلى لافتة نعيٍ سوداء عريضة، وتجرُ هذه العملية أكثر من شهرين، بحيث نصل إلى امتحانات نصف السنة، ونحن على هذا الحال.
ما أريد أنْ أقوله: إنَ أطفالنا بحاجةٍ إلى أنْ يتعلمَوا القراءة والكتابة والسلوك والأخلاق، وإنَ كل لافتة وكل موكب أو مجلس في المدرسة هو بالنتيجة سيكون عالقا بذاكرة الصبي أو الصبية، علما ان الاطفال حين يعودون الى بيوتهم فانهم سيعيشون الاجواء نفسها سواء في البيت او في المواكب التي تمتد في المناطق والمحلات الشعبية، ولا أظن أن الإمام» الحسين» (ع) يرضى لنا ولأطفالنا اللطم على حساب العلم والمعرفة، وهو سليل المعرفة والعلم والمحبة.
عموما كانت تحضيراتنا بسيطة جداً لا تتعدَى حقيبة عادية، وملابس بسيطة، ولكنها في كل الأحوال لحظات مبهجة للروح، دوَنت زمناً يكاد يخفق الآن لشدة بياضه، تذكرت معلمي استاذ «أسعد» كان في الخمسين من عمره، معلم الرابع الابتدائي، كان شديداً وحازماً وطيبِاً ــ في الوقت نفسه ــ وأتذكر أنَ حصصه معنا كانت في الدوام الثاني، أي بعد الظهر وحتى الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً.
أتذكر في ذلك الوقت حين تحين صلاة العصر، يتركنا لمدة 3 دقائق ويصلِي العصر في الصف، ونحن بلا حركة، أو إشارة خوفاً وهيبةً له، هو بالتاكيد يصلِي بلا تربة، ولا يسبل يديه، ولكننَا لا نعرف أن هذه الصلاة غريبةٌ علينا، كان الأمر طبيعياً، وبعد مرور اسبوع على هذه الحالة، جاء صديقي علاء ــ وكان يجلس معي في نفس الرحلة ــ وبعد أنْ أنهى المعلم صلاته، ذهب إليه وقال له أستاذ: «هذه تربة بعثتها جدتي لك» لأنَك تصلي بدونها، ضحك المعلم وأخذ التربة من علاء وقال له: سلِم على جدِتك واشكرها.
أسوق هذا الحديث ونحن مقبلون على شهر محرم، وفي هذا الشهر تصبح الأجواء الشيعيِة بكامل مؤسساتها منذورة لهذا الشهر، وهو قطعا شهرٌ يحظى بتعاطف كبير من قبل الجميع شيعة وغير شيعة، متدينين وغير متدينين، ولكنْ ما يُلاحظ على هذا الأمر وأنا أكتب هذه التفاصيل بدراية كاملة عمَا يجول في أروقة عددٍ من المدارس ذلك بأنَها تتحول إلى مواكب فقط، حتى إنَ بعض المعلمات يتحولن في هذا الشهر إلى «ملِايات» يقرأن قصائد ويلطمن داخل المدرسة، كما إنَ جدران المدارس تتحول إلى لافتة نعيٍ سوداء عريضة، وتجرُ هذه العملية أكثر من شهرين، بحيث نصل إلى امتحانات نصف السنة، ونحن على هذا الحال.
ما أريد أنْ أقوله: إنَ أطفالنا بحاجةٍ إلى أنْ يتعلمَوا القراءة والكتابة والسلوك والأخلاق، وإنَ كل لافتة وكل موكب أو مجلس في المدرسة هو بالنتيجة سيكون عالقا بذاكرة الصبي أو الصبية، علما ان الاطفال حين يعودون الى بيوتهم فانهم سيعيشون الاجواء نفسها سواء في البيت او في المواكب التي تمتد في المناطق والمحلات الشعبية، ولا أظن أن الإمام» الحسين» (ع) يرضى لنا ولأطفالنا اللطم على حساب العلم والمعرفة، وهو سليل المعرفة والعلم والمحبة.