بالرغم من إعلان رئيس الوزراء الدكتور العبادي، بأن خلية أو مركز التنسيق الاستخباري الذي تشكل مؤخراً بين العراق وروسيا وإيران وسوريا والذي بدأت فكرته منذ ثلاثة أشهر ولم يبدأ عمله بعد، انطلقت دعوات في داخل العراق (ومن خارجه) لتحويله إلى تحالف عسكري بين أطرافه، بينما ذهب آخرون لأبعد من ذلك بدعوة الحكومة العراقية إلى الطلب من الحكومة الروسية استقدام قوات عسكرية إلى العراق لمواجهة داعش مبررة ذلك بعدم قدرة قوات التحالف الدولي ـ
حسب رأيها ـ تحقيق انتصارات كبيرة ومهمة على داعش رغم مرور أكثر من عام على بدء عملياتها العسكرية!.
وفي مقابل ذلك انطلقت دعوات ومواقف عبرت عن قبولها وتأييدها لخلية التنسيق الاستخباري وأهمية تفعيل عملها باعتبار ذلك إضافة مهمة للجهود العراقية والدولية لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى لكنها عبرت، في الوقت نفسه، عن رفضها القاطع لتحويل هذا التنسيق الاستخباري إلى تحالف عسكري بين العراق وروسيا لتقوم القوات الروسية بتوجيه ضربات إلى داعش من الأراضي العراقية، وقد اتسع نطاق تلك الدعوات، بعد إعلان موسكو عن قيام طيرانها الحربي من قواعده في سوريا بتوجيه نيرانه وقنابله ضد المجموعات المسلحة ومن بينها داعش في مناطق مختارة من سوريا، إضافة إلى توجيه صواريخ بعيدة المدى يبلغ مداها 1500 كيلو متراً من بوارجها الحربية في بحر قزوين. وإذا كانت جميع القوى والتيارات السياسية قد عبرت، بشكل أو آخر، عن قبولها بتشكيل خلية التنسيق الاستخباري الرباعية، فان الخلاف يدور الآن حول مطالبة البعض الحكومة بإقامة تحالف عسكري مع موسكو ودعوتها لتوجيه ضرباتها العسكرية إلى داعش على غرار ما تقوم به في سوريا وذلك كتحالف عسكري موازٍ، إن لم نقل مقابل التحالف الدولي الذي يشكل مع القيادات العسكرية العراقية غرفة عمليات مشتركة!.
والواقع أن الذين يدعون لتشكيل تحالف عسكري رباعي بين دول خلية التنسيق الاستخباري، أو دعوة الحكومة إلى إقامة تحالف عسكري مع روسيا، كي تقوم الأخيرة بدور مشابه لدورها في سوريا، إنما يخطأون الحساب والقراءة الصائبة لتعقيدات الأوضاع في العراق وما حوله
وفي المنطقة. إن افتقاد الحكمة وبعد النظر لهذا الموقف، إنما يعود إلى تغافل أو عدم رؤية:
– إن التحالف الدولي المؤلف من 63 دولة وتقوده الولايات المتحدة ويشترك مع القوات المسلحة العراقية بمواجهة داعش منذ أكثر من عام لن يقبل بتحالف عسكري موازٍ أو مقابل لدوره في العراق، بما يترتب على ذلك من آثار سلبية في حال فرض عليه ذلك كأمر واقع.
– ارتباط العراق بـ (اتفاقية الإطار الستراتيجي) مع أميركا، وهي تتضمن التعاون والتنسيق في المجالات الأمنية والاستخبارية والاقتصادية والثقافية .. إلى غير ذلك من المجالات، الأمر الذي يتطلب من الحكومة العراقية أخذ كل ذلك بالاعتبار عندما تريد إقامة تحالف عسكري مع روسيا أو أية دولة أخرى.
– إن إقدام الحكومة العراقية (سواء لقراءة خاصة بها للأوضاع، أو لتأثيرات داخلية وخارجية عليها) بإقامة تحالف عسكري رباعي أو مع روسيا فقط، يعني تعميق الخلافات داخل الصف الوطني العراقي (المتخم) أساساً بالمشاكل والصراعات، الأمر الذي سيضعف كثيراً جبهة المواجهة ومحاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
– إن التسرع في تقدير تمكن القوة العسكرية الروسية من إلحاق هزيمة واسعة أو نهائية بداعش والإرهاب في سوريا، وأنها قادرة بالتالي على فعل ذلك في العراق، هو مجرد وهم وحساب خاطئ وحماس عاطفي لا مبرر له.
ومن هنا يبدو واضحاً، أن الموقف الوطني العراقي والخيار الصائب والعقلاني هو خيار تشجيع ومطالبة روسيا بالانضمام إلى التحالف الدولي، لتكون رقما كبيرا ومهما بين صفوفه، وهو خيار أو موقف يصب في مصلحة العراق والعراقيين بمختلف تياراتهم ومواقفهم، فضلاً عن كونه يجنبهم الآثار السلبية المحتملة للخيارات الأخرى، لا سيما وأن ذلك لن يقلل في الوقت نفسه من شأن روسيا وحجمها كدولة كبرى، كما لا يقلل من عزمها وأهدافها في الدفاع عن مصالحها الستراتيجية في سوريا، وسعيها للدفاع عن النظام الحاكم وتقوية أوراقه في المفاوضات من اجل حل سياسي للوضع المتأزم هناك بعد أن تضع الحرب أوزارها.
ثمة مقولة ذات مغزى تقول إن أي خطأ في الحسابات الرياضية المجردة يمكن تصحيحه بسهولة، أما الخطأ في حسابات مصائر الشعوب والحروب، فلا يمكن محوه أو تصحيحه إلا بوقوع الكوارث والمآسي وإسالة الدماء بغزارة مرعبة.
حسب رأيها ـ تحقيق انتصارات كبيرة ومهمة على داعش رغم مرور أكثر من عام على بدء عملياتها العسكرية!.
وفي مقابل ذلك انطلقت دعوات ومواقف عبرت عن قبولها وتأييدها لخلية التنسيق الاستخباري وأهمية تفعيل عملها باعتبار ذلك إضافة مهمة للجهود العراقية والدولية لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى لكنها عبرت، في الوقت نفسه، عن رفضها القاطع لتحويل هذا التنسيق الاستخباري إلى تحالف عسكري بين العراق وروسيا لتقوم القوات الروسية بتوجيه ضربات إلى داعش من الأراضي العراقية، وقد اتسع نطاق تلك الدعوات، بعد إعلان موسكو عن قيام طيرانها الحربي من قواعده في سوريا بتوجيه نيرانه وقنابله ضد المجموعات المسلحة ومن بينها داعش في مناطق مختارة من سوريا، إضافة إلى توجيه صواريخ بعيدة المدى يبلغ مداها 1500 كيلو متراً من بوارجها الحربية في بحر قزوين. وإذا كانت جميع القوى والتيارات السياسية قد عبرت، بشكل أو آخر، عن قبولها بتشكيل خلية التنسيق الاستخباري الرباعية، فان الخلاف يدور الآن حول مطالبة البعض الحكومة بإقامة تحالف عسكري مع موسكو ودعوتها لتوجيه ضرباتها العسكرية إلى داعش على غرار ما تقوم به في سوريا وذلك كتحالف عسكري موازٍ، إن لم نقل مقابل التحالف الدولي الذي يشكل مع القيادات العسكرية العراقية غرفة عمليات مشتركة!.
والواقع أن الذين يدعون لتشكيل تحالف عسكري رباعي بين دول خلية التنسيق الاستخباري، أو دعوة الحكومة إلى إقامة تحالف عسكري مع روسيا، كي تقوم الأخيرة بدور مشابه لدورها في سوريا، إنما يخطأون الحساب والقراءة الصائبة لتعقيدات الأوضاع في العراق وما حوله
وفي المنطقة. إن افتقاد الحكمة وبعد النظر لهذا الموقف، إنما يعود إلى تغافل أو عدم رؤية:
– إن التحالف الدولي المؤلف من 63 دولة وتقوده الولايات المتحدة ويشترك مع القوات المسلحة العراقية بمواجهة داعش منذ أكثر من عام لن يقبل بتحالف عسكري موازٍ أو مقابل لدوره في العراق، بما يترتب على ذلك من آثار سلبية في حال فرض عليه ذلك كأمر واقع.
– ارتباط العراق بـ (اتفاقية الإطار الستراتيجي) مع أميركا، وهي تتضمن التعاون والتنسيق في المجالات الأمنية والاستخبارية والاقتصادية والثقافية .. إلى غير ذلك من المجالات، الأمر الذي يتطلب من الحكومة العراقية أخذ كل ذلك بالاعتبار عندما تريد إقامة تحالف عسكري مع روسيا أو أية دولة أخرى.
– إن إقدام الحكومة العراقية (سواء لقراءة خاصة بها للأوضاع، أو لتأثيرات داخلية وخارجية عليها) بإقامة تحالف عسكري رباعي أو مع روسيا فقط، يعني تعميق الخلافات داخل الصف الوطني العراقي (المتخم) أساساً بالمشاكل والصراعات، الأمر الذي سيضعف كثيراً جبهة المواجهة ومحاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
– إن التسرع في تقدير تمكن القوة العسكرية الروسية من إلحاق هزيمة واسعة أو نهائية بداعش والإرهاب في سوريا، وأنها قادرة بالتالي على فعل ذلك في العراق، هو مجرد وهم وحساب خاطئ وحماس عاطفي لا مبرر له.
ومن هنا يبدو واضحاً، أن الموقف الوطني العراقي والخيار الصائب والعقلاني هو خيار تشجيع ومطالبة روسيا بالانضمام إلى التحالف الدولي، لتكون رقما كبيرا ومهما بين صفوفه، وهو خيار أو موقف يصب في مصلحة العراق والعراقيين بمختلف تياراتهم ومواقفهم، فضلاً عن كونه يجنبهم الآثار السلبية المحتملة للخيارات الأخرى، لا سيما وأن ذلك لن يقلل في الوقت نفسه من شأن روسيا وحجمها كدولة كبرى، كما لا يقلل من عزمها وأهدافها في الدفاع عن مصالحها الستراتيجية في سوريا، وسعيها للدفاع عن النظام الحاكم وتقوية أوراقه في المفاوضات من اجل حل سياسي للوضع المتأزم هناك بعد أن تضع الحرب أوزارها.
ثمة مقولة ذات مغزى تقول إن أي خطأ في الحسابات الرياضية المجردة يمكن تصحيحه بسهولة، أما الخطأ في حسابات مصائر الشعوب والحروب، فلا يمكن محوه أو تصحيحه إلا بوقوع الكوارث والمآسي وإسالة الدماء بغزارة مرعبة.