لم يكن احد يتوقع ان تفوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام، فمنافسو هذه اللجنة التي كانت تعمل في عزلة لانشغال العالم بحرب داعش كان البابا, وميركل, والنشطاء المناهضين للحرب النووية..لكن لجنة الحوار خطفت الجائزة وكأنها تخطف كأس العالم من الارجنتين او المانيا.
علينا ان نعيد حساباتنا ونتابع ما الذي فعلته تلك اللجنة لكي تلفت انظار نوبل اليها.
لقد تشكلت اللجنة الرباعية عام 2013 من الاتحاد التونسي العام للشغل, والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة, والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان, ونقابة المحامين. هذه هي الاطراف التي عملت في ظل ظروف صعبة جاء بها الربيع العربي, وفتح لها كل الابواب، فدخلنا في دوامة الصراعات الحزبية والداعشية منذ سنوات. لكن التونسيين بنوبلهم للسلام اعادوا لأنفسهم في هذه المرحلة جزءا مسلوبا سيفيدهم في تجربتهم السياسية، وأهم درس حصلوا عليه هو انهم اكبر من الدكتاتور الذي اسقطوه في عام 2011.
لا انكر بأنني متأثر برأي عباس العقاد بأن جائزة نوبل تعطى في احيان كثيرة لأشخاص لا يستحقونها. يحصل هذا في حقل الادب وحقل العمل السياسي. ويضرب العقاد امثلة على ذلك. ليس مهمتي الآن تعداد اسماء اولئك الاشخاص، وما اريد الاشارة اليه هو ان نوبل هذا العام تحمل رمزية معنوية من ذهب. كيف..؟.
سيصيب قرار حصول تونس على نوبل الطبقة السياسية هنا وهناك بخيبة امل وشعور بإحراج كبير. تلك اللجنة التونسية فتحت عيون العالم على نكران الذات الذي لا تعترف السياسة به.
نوبل التونسية ستزعج كل السياسيين الذين انشغلوا بالمحاصصة, والخلافات, والمكاسب الزائفة، وسيفكرون لعدة ثوانٍ كيف فعل التوانسة هذا الانجاز غير السهل.
كل سياسيي المنطقة التي دخلت الربيع العربي سيشعرون بخجل طفل في الابتدائية, وهم يرون قادة الحوار الرباعي يتسلمون جائزتهم لأنهم بحسب قرار اللجنة النرويجية «هيأوا- اي القادة التونسيون- عملية سياسية سلمية بديلة في وقت كانت البلاد فيه على شفا حرب اهلية. وتهدف الجائزة قبل اي شيء الى تشجيع الشعب التونسي الذي ورغم التحديات الكبيرة ارسى قواعد الاخاء الوطني الذي تأمل اللجنة ان يكون مثالا تحتذي به دول اخرى»
في هذا التقييم الغربي لدور اللجنة الرباعية تتضح رسالة نوبل هذه المرة, ومن هنا سيبدأ الحسد السياسي الذي لا يقدم ولا يؤخر. وستقارن شعوب الربيع قادتها بقادة تونس.
من منا لم يكن يتمنى ان تكون المصالحة الوطنية جاءت بثمار تلفت انتباه العالم اليها؟. ربما سيفكر البعض من السياسيين بأن العالم يراقبهم جيدا, ويضع في ميزان النجاح كل غلاتهم.
كنت اتمنى ان يوجه هذا الكلام الى قادة تجربتنا السياسية فنحتفل معهم بهذا النصر على الذات قبل كل شيء.
قد يفهم البعض ان الانتصار يعني ان تقهر وتنتصر على خصمك. هذا في الظاهر، لكن في الباطن يعني الانتصار تغلب السياسي على ذاته, وشهوته, ورغبته..ثم يتجه للحوار مع الآخرين، وهذا اصعب ما في السياسة.
علينا ان نعيد حساباتنا ونتابع ما الذي فعلته تلك اللجنة لكي تلفت انظار نوبل اليها.
لقد تشكلت اللجنة الرباعية عام 2013 من الاتحاد التونسي العام للشغل, والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة, والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان, ونقابة المحامين. هذه هي الاطراف التي عملت في ظل ظروف صعبة جاء بها الربيع العربي, وفتح لها كل الابواب، فدخلنا في دوامة الصراعات الحزبية والداعشية منذ سنوات. لكن التونسيين بنوبلهم للسلام اعادوا لأنفسهم في هذه المرحلة جزءا مسلوبا سيفيدهم في تجربتهم السياسية، وأهم درس حصلوا عليه هو انهم اكبر من الدكتاتور الذي اسقطوه في عام 2011.
لا انكر بأنني متأثر برأي عباس العقاد بأن جائزة نوبل تعطى في احيان كثيرة لأشخاص لا يستحقونها. يحصل هذا في حقل الادب وحقل العمل السياسي. ويضرب العقاد امثلة على ذلك. ليس مهمتي الآن تعداد اسماء اولئك الاشخاص، وما اريد الاشارة اليه هو ان نوبل هذا العام تحمل رمزية معنوية من ذهب. كيف..؟.
سيصيب قرار حصول تونس على نوبل الطبقة السياسية هنا وهناك بخيبة امل وشعور بإحراج كبير. تلك اللجنة التونسية فتحت عيون العالم على نكران الذات الذي لا تعترف السياسة به.
نوبل التونسية ستزعج كل السياسيين الذين انشغلوا بالمحاصصة, والخلافات, والمكاسب الزائفة، وسيفكرون لعدة ثوانٍ كيف فعل التوانسة هذا الانجاز غير السهل.
كل سياسيي المنطقة التي دخلت الربيع العربي سيشعرون بخجل طفل في الابتدائية, وهم يرون قادة الحوار الرباعي يتسلمون جائزتهم لأنهم بحسب قرار اللجنة النرويجية «هيأوا- اي القادة التونسيون- عملية سياسية سلمية بديلة في وقت كانت البلاد فيه على شفا حرب اهلية. وتهدف الجائزة قبل اي شيء الى تشجيع الشعب التونسي الذي ورغم التحديات الكبيرة ارسى قواعد الاخاء الوطني الذي تأمل اللجنة ان يكون مثالا تحتذي به دول اخرى»
في هذا التقييم الغربي لدور اللجنة الرباعية تتضح رسالة نوبل هذه المرة, ومن هنا سيبدأ الحسد السياسي الذي لا يقدم ولا يؤخر. وستقارن شعوب الربيع قادتها بقادة تونس.
من منا لم يكن يتمنى ان تكون المصالحة الوطنية جاءت بثمار تلفت انتباه العالم اليها؟. ربما سيفكر البعض من السياسيين بأن العالم يراقبهم جيدا, ويضع في ميزان النجاح كل غلاتهم.
كنت اتمنى ان يوجه هذا الكلام الى قادة تجربتنا السياسية فنحتفل معهم بهذا النصر على الذات قبل كل شيء.
قد يفهم البعض ان الانتصار يعني ان تقهر وتنتصر على خصمك. هذا في الظاهر، لكن في الباطن يعني الانتصار تغلب السياسي على ذاته, وشهوته, ورغبته..ثم يتجه للحوار مع الآخرين، وهذا اصعب ما في السياسة.