في أحد أيام العام 2007 توجهت انا وأحد أصدقائي من مقهى في الباب المعظم نحو قاعة حوار في منطقة الوزيرية. ذهبنا لمشاهدة معرض تشكيلي، وللقاء بعض الأصدقاء الذين أخبرونا إنهم سيكونون هناك.
وعلى رصيف الشارع مقابل مطعم « هو وهي» أخذنا نراقب السيارات كي نجد فرصة للعبور، وأثناء عبورنا عبر رجل من الجهة الأخرى وحيانا تحية سريعة ونحن في منتصف الشارع.
كان الرجل في قمة الأبهة والأناقة، فقد ارتدى بذلة لماعة وربطة عنق زاهية الألوان، ووضع هاتفه المحمول في حقيبة صغيرة على حزامه، وارتدى نظارات سوداء لا تقل أناقة وجاذبية عن ملابسه، وعلاوة على ذلك كان حذاؤه لامعا بشكل لافت، ويحمل حقيبة سوداء فاخرة وثمينة.
دفعني فضولي لأسأل صديقي عن هذا الرجل، فقد خلت انه فنان معروف، أو أديب مرموق، أو إعلامي مشهور، لكن صديقي قال لي باقتضاب:
– ليست له علاقة
وعندما لاحظ عدم فهمي لجوابه، أوضح قائلا:
– ليست له علاقة بأي شيء.
منذ تلك اللحظة، بدأت الصور، جديدها وقديمها كذلك، تتضح في ذهني أكثر، واكتشفت ان الكثير ممن ليست لهم علاقة كانوا حاضرين في أغلب محطات حياتي، بل ان بعضهم كان حضوره يغطي على الآخرين الذين هم أكثر منه علما وفهما وتواضعا وكياسة ولياقة.
لم أشأ ان اسأل أسئلة أخرى، فصديقي، ومنذ عرفته، يعشق الايجاز بشكل لا يصدق مثلما يعشق التورية ويجيد حسن الختام والتخلص.
بعد مدة من الزمن، لاحظت الكثيرين ممن ( ليست لهم علاقة) في الكثير من المواقف والمشاهد، وفي الكثير من الجلسات والمحاضرات والندوات والاجتماعات والمؤتمرات، بل ان بعض
هؤلاء يمتلكون حاسة شم قوية تمنحهم
سرعة الحضور في أي تجمع يحاول مناقشة شأن ما، كأدب الأطفال، وواقع الاقتصاد العراقي، وجرائم عصابات «داعش الإرهابية، وحقوق المرأة، وقصيدة النثر، وتجاوزات باعة الأرصفة وغير ذلك الكثير.
يفرض الكثير من هؤلاء وجودهم من خلال ملابسهم اللافتة للنظر، ومن خلال ما يحملونه من ديكورات توهم الآخرين باهميتهم كالحقائب والكتب وكذلك الكاميرات ، أو أجهزة الاتصال الحديثة، ومن خلال محاولاتهم المحمومة والمكشوفة لتسيد المشهد، أي مشهد، ومن خلال تهافتهم على المشاركة بالتعليق والتعقيب على أي رأي أو مقترح، والكل يدرك ان ما يطرحونه معاد ومكرر وليس فيه أي جديد ولا تليد، لكنهم يصرون على ان يكون لهم حضور مهما كانت درجته وقيمته.
وعلى الرغم من ان هؤلاء يتمتعون بعلاقات اجتماعية واضحة تربطهم بالكثير من المبدعين في شتى المجالات، وعلى الرغم من شهرة بعضهم في أكثر من مكان ومجال، إلا ان المشكلة باقية، وهي: ليست لهم علاقة!
وعلى رصيف الشارع مقابل مطعم « هو وهي» أخذنا نراقب السيارات كي نجد فرصة للعبور، وأثناء عبورنا عبر رجل من الجهة الأخرى وحيانا تحية سريعة ونحن في منتصف الشارع.
كان الرجل في قمة الأبهة والأناقة، فقد ارتدى بذلة لماعة وربطة عنق زاهية الألوان، ووضع هاتفه المحمول في حقيبة صغيرة على حزامه، وارتدى نظارات سوداء لا تقل أناقة وجاذبية عن ملابسه، وعلاوة على ذلك كان حذاؤه لامعا بشكل لافت، ويحمل حقيبة سوداء فاخرة وثمينة.
دفعني فضولي لأسأل صديقي عن هذا الرجل، فقد خلت انه فنان معروف، أو أديب مرموق، أو إعلامي مشهور، لكن صديقي قال لي باقتضاب:
– ليست له علاقة
وعندما لاحظ عدم فهمي لجوابه، أوضح قائلا:
– ليست له علاقة بأي شيء.
منذ تلك اللحظة، بدأت الصور، جديدها وقديمها كذلك، تتضح في ذهني أكثر، واكتشفت ان الكثير ممن ليست لهم علاقة كانوا حاضرين في أغلب محطات حياتي، بل ان بعضهم كان حضوره يغطي على الآخرين الذين هم أكثر منه علما وفهما وتواضعا وكياسة ولياقة.
لم أشأ ان اسأل أسئلة أخرى، فصديقي، ومنذ عرفته، يعشق الايجاز بشكل لا يصدق مثلما يعشق التورية ويجيد حسن الختام والتخلص.
بعد مدة من الزمن، لاحظت الكثيرين ممن ( ليست لهم علاقة) في الكثير من المواقف والمشاهد، وفي الكثير من الجلسات والمحاضرات والندوات والاجتماعات والمؤتمرات، بل ان بعض
هؤلاء يمتلكون حاسة شم قوية تمنحهم
سرعة الحضور في أي تجمع يحاول مناقشة شأن ما، كأدب الأطفال، وواقع الاقتصاد العراقي، وجرائم عصابات «داعش الإرهابية، وحقوق المرأة، وقصيدة النثر، وتجاوزات باعة الأرصفة وغير ذلك الكثير.
يفرض الكثير من هؤلاء وجودهم من خلال ملابسهم اللافتة للنظر، ومن خلال ما يحملونه من ديكورات توهم الآخرين باهميتهم كالحقائب والكتب وكذلك الكاميرات ، أو أجهزة الاتصال الحديثة، ومن خلال محاولاتهم المحمومة والمكشوفة لتسيد المشهد، أي مشهد، ومن خلال تهافتهم على المشاركة بالتعليق والتعقيب على أي رأي أو مقترح، والكل يدرك ان ما يطرحونه معاد ومكرر وليس فيه أي جديد ولا تليد، لكنهم يصرون على ان يكون لهم حضور مهما كانت درجته وقيمته.
وعلى الرغم من ان هؤلاء يتمتعون بعلاقات اجتماعية واضحة تربطهم بالكثير من المبدعين في شتى المجالات، وعلى الرغم من شهرة بعضهم في أكثر من مكان ومجال، إلا ان المشكلة باقية، وهي: ليست لهم علاقة!