وصل وفد إقليم كردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني إلى بغداد، في زيارة غايتها المعلنة تقديم التعزية بوفاة رئيس المؤتمر الوطني العراقي الراحل أحمد الجلبي، وهدفها الأساس التفاوض مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية بشأن الخلافات والملفات العالقة بين بغداد وأربيل.
لقاءات مع مسؤولين
ففي الوقت الذي أعلن فيه السكرتير الصحفي لرئيس مجلس وزراء إقليم كردستان سامي اركوشي ان “زيارة الوفد الكردي برئاسة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني الى بغداد مقتصرة على المشاركة بعزاء رئيس المؤتمر الوطني العراقي النائب أحمد عبد الهادي الجلبي”، كشف النائب عن التحالف الكردستاني عرفات كرم عن هدف الزيارة بتأكيده أن “بارزاني سيعقد عدة لقاءات مع المسؤولين في مقدمتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي للتمهيد لاتفاق نفطي “جديد” وحل المشاكل العالقة بين بغداد واربيل”.
وأوضح كرم، في تصريح صحفي، “نحن اليوم بأمس الحاجة الى ايجاد اتفاق شفاف وصريح وواضح بين الطرفين حتى لا يتذرع اي طرف باي حجج وللخروج من الازمة التي يتعرض لها البلد وهي الهجوم الداعشي والازمة المالية وازمة النازحين وغيرها”، مؤكداً “وجود ثلاثة محاور امـام الوفد وهي تفعيل الاتفاق السابق او ان يكون للاقليم اقتصاد مستقل وهذا امر مـسـتبـعد او ايجـاد اتـفـاق بيـن الطـرفيـن يـلتـزم الجانبان ببنوده”.
وأكد كرم “أهمية حل جميع المشاكل قبل ان يعقد اي اتفاق بين الطرفين”، منبهاً على أن “الزيارة سوف لن تنجز اي اتفاق لكن ستمهد للمباحثات التي من المؤمل اجراؤها للاتفاقات المقبلة”.
وأضاف كرم أن وفد الاقليم سيبحث أيضاً “دعم البيشمركة ورواتبهم”، مشيرا الى ان “جميع المباحثات مرتبطة بنجاح هذا الاتفاق فاذا نجح ستكون الملفات الاخرى أسهل واذا لم ينجح ستكون الملفات الاخرى عالقة”.
وشدد كرم على ان “الوفد الكردي لابد ان يحضر الى بغداد، لان موازنة العراق تعتمد ايضا على نفط كردستان ولا يمكن ان تكون ناجحة وفعالة دون الاتفاق بين الطرفين”.
الحفاظ على الاتفاقات
بدوره قال القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان: ان زيارة وفد الإقليم الى بغداد تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين الاقليم والحكومة الاتحادية والحفاط على الاتفاق والتفاهمات السياسية والاقتصادية على خلفية الانباء التي تحدثت عن وقف بغداد تصدير النفط او تعطيل الصادرات النفطية عبر انبوب جيهان الى تركيا، موضحاً أن الوفد الكردي سيعقد عدة لقاءات مع المسؤولين في بغداد وفي مقدمتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي تمهيدا للتوصل الى اتفاق نفطي اخر جديد وحل المشاكل العالقة بين الطرفين وحسمها قبل اقرار قانون الموازنة الاتحادية لعام 2016 في مجلس النواب.
عثمان أكد، في حديث لـ”الصباح”، أن “المسؤولين الاتراك قدموا دعوة رسمية الى رئيس الاقليم لزيارة تركيا للتباحث حول التعاون النفطي والاقتصادي والتفاهمات مع الحكومة الاتحادية”، مبيناً أن “أنقرة أبدت حرصها على التعاون الاقتصادي مع الاقليم وفي ذات الوقت مراعاة بغداد في التوصل الى تسوية ترضي الطرفين”.
وختم عثمان بالقول ان “انخفاض اسعار النفط ولد مشكلة لدى حكومتي بغداد واربيل ونقص في الواردات والطرفان اليوم لديهما معاناة وبالتالي لابد من حل وتسوية مرضية للطرفين”، مضيفاً أن “موازنة 2016 تضمنت فقرة الابقاء على حصة الاقليم البالغة 17 بالمئة على ان يصدر الاقليم الكمية المقررة وهو امر يفتح المجال امام الجانبين للتوصل الى اتفاق قابل للتطبيق”.
حل الخلافات
المراقب للشأن السياسي رحيم الشمري، من جهته، يرى في وصول وفد الإقليم إلى بغداد “فرصة” تمهيدية قد تتبعها خطوات تفضي إلى حل نهائي يترقبه الجميع، مؤكداً أن الحوار والتفاهم هما السبيل لحل الخلافات بين الجانبين.
وقال الشمري، في حديث لـ “الصباح”: ان “الشرق الاوسط يعاني مشكلات اقتصادية وأمنية وسياسية معقدة تؤثر في الوضع في العراق”، مؤكداً “الحاجة لوحدة الصف في التصدي للازمات التي تمر بها البلاد”.
ولفت الشمري إلى أنه “ينبغي الالتفات إلى ضرورة توقف الإقليم والحكومة الاتحادية عن اي تصعيد وتصريح يمكن أن يؤثر في الاستقرار”، داعياً إلى “الاحتكام للدستور في القضايا الخلافية والمضي نحو الاستغلال الأمثل للموارد وتعظيم ايرادات وموارد الدولة والمرونة في المواقف”.
يذكر ان رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين كشف، في (28 تشرين الأول 2015)، عن قرب زيارة وفد من اقليم كردستان إلى العاصمة بغداد لبحث الخلافات بين حكومتي المركز والاقليم.