مع بداية العام الدراسي الجديد, اقدم عناصر داعش على احراق الكتب الدراسية الرسمية في مخازن تربية محافظة نينوى واستبدالها بمناهج اخرى كانوا قد انتهوا من كتابتها وتوزيعها حديثا بين مراكز التربية والمدارس, تحث على القتل والسلب والخطف واستخدام العنف لغسل عقول الاطفال وضمهم ضمن الجماعات الارهابية لتصنع منهم قتلة وقطاعي طرق.
وفي خطوة جريئة من اهالي المدينة, رفض معلمو المحافظة الحضور الى المدارس والبدء بعام دراسي جديد, كما اجبروا الطلاب على عدم الحضور بعد ان قاموا باغلاق نحو 1340 مدرسة ابتدائية.غير ان عناصر العصابات الارهابية لم يرقهم الامر, ما دعاهم الى ارسال تهديدات الى المدرسين ومدراء المدارس والعاملين في تربية المحافظة, يتوعدونهم بالقتل والنحر علانية وعلى مرأى الجميع وسط سوق باب الطوب في حال عدم امتثالهم للاوامر وفتح المدارس وحث الطلاب على العودة الى الصفوف وتسلم الكتب الجديدة والبدء بعام دراسي جديد بمنهج واشراف داعشي.وخيم الحزن على الالاف من طلبة المراحل الابتدائية وذويهم, بعد ان اغلقت المدارس وغادر المدرسون الصفوف, مطالبين الحكومة بالاسراع في عملية التحرير لتخليصهم من شر داعش الذي استفحل وتخطى كل الحدود.
واجبر المدرسون وتربية نينوى الاطفال على عدم الحضور الى المدارس وتسلمهم هذه المناهج الاجرامية التي تعمل على غسل عقول الاطفال لتكوين جيل جديد طاغ وقاتل, داعين اهاليهم الى الحفاظ على اولادهم من هذه الافكار الاجرامية التي ينوي داعش زراعتها فيهم.
ويقول التدريسي (ع، ق): ان «داعش هدد مدير المدرسة التي يعمل بها في منطقة القدس, شرقي الموصل, بالقتل خلال 48 ساعة, ما لم يقدم على فتح ابواب المدرسة والبدء بتدريس المناهج التي تم تسليمها للمدارس من قبل عناصر داعش في تربية نينوى».ويقول والد الطالب علي كنعان, وهو اب لثلاثة طلبة في المراحل الابتدائية: ان اولاده يبكون يوميا لحرمانه اياهم من الدوام في المدرسة في منطقة الدندان جنوبي الموصل, معللا الامر بان «مناهج داعش انتقامية للغالية وهي تحرض على العنف والقتل», مطالبا مع اطفاله الطلبة الحكومة العراقية بـ»الاسراع بتقديم عملية التحرير والخلاص من داعش ومناهجه التي اغلقت الالاف من مدارس الموصل ومشارفها.
من جهته, يؤكد المشرف التربوي هلال قاسم, ان «العام الدراسي الحالي اصبح في طور السبات بالنسبة لطلبة المراحل الابتدائية في مدينة الموصل بعد ان سيطرت عصابات داعش الارهابية على المفصل التربوي في المدينة وتدخلها في المناهج التعليمية التي انتهت من كتابتها وطبعها وتوزيعها بين الطلاب في محافظة نينوى للسيطرة على عقول الاطفال وغسل ادمغتهم».
واضاف قاسم ان «كافة المشرفين في نينوى اتفقوا على عدم تداول هذه الكتب وعدم استلامها من داعش وتوزيعها بين الطلبة مهما بلغت تهديداتهم خشية تغيير افكار الطلبة بمحافظة نينوى وانجرافهم الى العنف الذي يريده داعش من خلال مناهجه الاجرامية وبالتالي تخريب جيل باكمله», مطالبا الطلبة بالبقاء في منازلهم والتدريسيين ايضا لحين خروج الارهابيين وتحرير الموصل من ظلم داعش