لا شك في أن أموراً عديدة قد تحسنت في العراق بعد إسقاط الطاغية ونظامه العام 2003، بالرغم من كوارث الاحتلال الأميركي البغيض على صعيد تدمير مؤسسات الدولة، ونهب البلد، وإثارة التناحر الديني والقومي والطائفي، وتمدد الفساد المالي والإداري إلى مختلف المؤسسات العامة، وغيرها من ذيول الحكم الدكتاتوري وعملية إسقاطه المدمّرة.
وأول هذه الإيجابيات حرية الرأي والتعبير في مختلف وسائل النشر والحياة العامة. وإذا كان هناك مَن ينكر ذلك أو يقلل من شأنه عليه أن يتذكر، أو يعرف، أن مجرد انتقاد سلوكيات الطاغية وأسرته وعصابته الحاكمة، أو حتى الإشارة إليها أحياناً، كان يكلف الواحد حياته، بينما يستطيع الآن أن يقول ما يشاء حتى بطريقة فجّة، و غير مهذبة، وضارّة في بعض الأحيان، من دون أن يذهب « تقرير عنه للجهات المسؤولة لتتولى أمره «، أو « تفتن « عليه زوجته، أو طفله، أو واحد من أصدقاء العمر! وهذا ليس بالمكسب التافه إلا بالنسبة للقطيع الذي لا يهمه شيئا أكثر من العلف الذي يعيش عليه، والسلامة الآنية للإسطبل الذي هو فيه!
وثاني إيجابيات العهد الجديد التحسن الكبير في الرواتب والأجور مقارنةً بالألف أو الثلاثة آلاف دينار البائسة التي كان يتقاضاها الموظف والعامل آنذاك، بحيث أن هذا التحسن الانفجاري فتح شهية البعض لاختلاس المزيد من « التحسن « وابتكار طرق لم تكن معروفة من قبل للرشوة والنصب والابتزاز وسرقة المال العام! وهو تطور مهم يبرهن على أن العقلية العراقية خلاقة .. سلباً وإيجاباً!
وهذا التطور في الشأن المالي بالذات مكسب إيجابي،على كل حال، ليس فقط لكونه قد أدى إلى تحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين، رغم نواح البعض، المعتاد في جميع الظروف والأحوال، و إنما لكونه أيضاً قد كشف عن هشاشة المجتمع الأخلاقية التي سمحت بهذا القدر الخرافي من الفساد، وبهذا المقدار المتصاعد من الجشع، وبهذه الدرجة الاستثنائية من الاستخفاف بمصلحة الوطن، و القوانين، و الأعراف الاجتماعية. ونحن نتعرف في كل يوم على اختلاسات، وسرقات، وصفقات قذرة بمليارات الدولارات، عدا تلك المسكوت عنها التي فر بها « نشامى « العهد الجديد خلال السنوات الماضية، وتلك التي يتنعم بها جلاوزة و أقارب الطاغية المقبور خارج العراق وداخله، وانعدمت الغيرة الوطنية لاستردادها كما هو
واضح!
وإذا قال قائل: وماذا عن الهيمنة الأميركية على البلد، واحتلال الإرهاب لأرجاء واسعة منه، و مآسي المهاجرين والنازحين، و انحطاط مستوى التعليم والصحة، و استعصاء الزبالة على الحل مقارنةً بثروة العراق من النفط، وزحف الريف على المدن والعاصمة، وسوء أحوال الزراعة حتى صارت تحنّ إلى زمن الاقطاع، والاستغناء عن الصناعة الوطنية المحترمة بنفايات الدول الأخرى، واللطم على تدمير داعش للآثار وعدم الاهتمام بالسياحة أصلاً، وتراجع المجتمع في تخلفه الفكري والسلوكي إلى ما قبل نصف قرن من الزمن، ونزيف الخبرات العلمية و الطاقات الشابة إلى خارج الوطن بحثاً عن حياةٍ أفضل أو موتٍ في البحر، وتزايد أرامل وعوانس نساء العراق العظيم وأيتامه وسوء أحوالهم الاجتماعية، وغرق مناطق عديدة في بغداد وغيرها لأي موجة مطر « مفاجئة «، والفرار المتكرر برواتب الموظفين والعمال وبأموال المشاريع العامة، واستمرار تغوّل البعض عشائرياً وطائفياً لتحقيق منافع شخصية، وخلق العثرات أمام أي إقدام للحكومة على عمل إيجابي … أين هذا كله من الإيجابيات التي تتحدث عنها؟! قلت له: كفى، أرجوك، لقد سدَّت تساؤلاتك
نفسي!.
وأول هذه الإيجابيات حرية الرأي والتعبير في مختلف وسائل النشر والحياة العامة. وإذا كان هناك مَن ينكر ذلك أو يقلل من شأنه عليه أن يتذكر، أو يعرف، أن مجرد انتقاد سلوكيات الطاغية وأسرته وعصابته الحاكمة، أو حتى الإشارة إليها أحياناً، كان يكلف الواحد حياته، بينما يستطيع الآن أن يقول ما يشاء حتى بطريقة فجّة، و غير مهذبة، وضارّة في بعض الأحيان، من دون أن يذهب « تقرير عنه للجهات المسؤولة لتتولى أمره «، أو « تفتن « عليه زوجته، أو طفله، أو واحد من أصدقاء العمر! وهذا ليس بالمكسب التافه إلا بالنسبة للقطيع الذي لا يهمه شيئا أكثر من العلف الذي يعيش عليه، والسلامة الآنية للإسطبل الذي هو فيه!
وثاني إيجابيات العهد الجديد التحسن الكبير في الرواتب والأجور مقارنةً بالألف أو الثلاثة آلاف دينار البائسة التي كان يتقاضاها الموظف والعامل آنذاك، بحيث أن هذا التحسن الانفجاري فتح شهية البعض لاختلاس المزيد من « التحسن « وابتكار طرق لم تكن معروفة من قبل للرشوة والنصب والابتزاز وسرقة المال العام! وهو تطور مهم يبرهن على أن العقلية العراقية خلاقة .. سلباً وإيجاباً!
وهذا التطور في الشأن المالي بالذات مكسب إيجابي،على كل حال، ليس فقط لكونه قد أدى إلى تحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين، رغم نواح البعض، المعتاد في جميع الظروف والأحوال، و إنما لكونه أيضاً قد كشف عن هشاشة المجتمع الأخلاقية التي سمحت بهذا القدر الخرافي من الفساد، وبهذا المقدار المتصاعد من الجشع، وبهذه الدرجة الاستثنائية من الاستخفاف بمصلحة الوطن، و القوانين، و الأعراف الاجتماعية. ونحن نتعرف في كل يوم على اختلاسات، وسرقات، وصفقات قذرة بمليارات الدولارات، عدا تلك المسكوت عنها التي فر بها « نشامى « العهد الجديد خلال السنوات الماضية، وتلك التي يتنعم بها جلاوزة و أقارب الطاغية المقبور خارج العراق وداخله، وانعدمت الغيرة الوطنية لاستردادها كما هو
واضح!
وإذا قال قائل: وماذا عن الهيمنة الأميركية على البلد، واحتلال الإرهاب لأرجاء واسعة منه، و مآسي المهاجرين والنازحين، و انحطاط مستوى التعليم والصحة، و استعصاء الزبالة على الحل مقارنةً بثروة العراق من النفط، وزحف الريف على المدن والعاصمة، وسوء أحوال الزراعة حتى صارت تحنّ إلى زمن الاقطاع، والاستغناء عن الصناعة الوطنية المحترمة بنفايات الدول الأخرى، واللطم على تدمير داعش للآثار وعدم الاهتمام بالسياحة أصلاً، وتراجع المجتمع في تخلفه الفكري والسلوكي إلى ما قبل نصف قرن من الزمن، ونزيف الخبرات العلمية و الطاقات الشابة إلى خارج الوطن بحثاً عن حياةٍ أفضل أو موتٍ في البحر، وتزايد أرامل وعوانس نساء العراق العظيم وأيتامه وسوء أحوالهم الاجتماعية، وغرق مناطق عديدة في بغداد وغيرها لأي موجة مطر « مفاجئة «، والفرار المتكرر برواتب الموظفين والعمال وبأموال المشاريع العامة، واستمرار تغوّل البعض عشائرياً وطائفياً لتحقيق منافع شخصية، وخلق العثرات أمام أي إقدام للحكومة على عمل إيجابي … أين هذا كله من الإيجابيات التي تتحدث عنها؟! قلت له: كفى، أرجوك، لقد سدَّت تساؤلاتك
نفسي!.