عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

مناكدة الاصدقاء بقلم: عارف الساعدي

المقالات 11 نوفمبر 2015 0 170
مناكدة الاصدقاء  بقلم: عارف الساعدي
+ = -

 

 ليس هناك بديل عن الأصدقاء إلا بالأصدقاء، وليس هناك شيء ألذُ من مناكداتهم، ولا أحلى من مزاحهم، وهنا أتذكر حديث الصديق د.علاء جعفر أحد أساتذة قسم الفلسفة، إذ كلما اجتمعنا كان يقول لي ساخرا وجادا ــ في الوقت نفسه ــ بأنَ مشكلة العراق سببُها أنتم ــ معشر الشعراء ــ فأضحك وأذكرُه بنكتة الرجل العجوز الذي يلف )سيكارته( وهو جالسٌ على الرصيف، فيمرُ به في هذه اللحظة شابٌ على درّاجة نارية يلتفت للعجوز فيقول له (العالم صعد للقمر وانت كاعد تلف جكارتك) فيرد عليه الرجل العجوز دون أنْ يرفع رأسه ويقول له (ما صعدت وياهم منو اللي عطلك ) فنضحك جميعا.
ولكني أبدأ أبحث عن الوجه الجاد الآخر، الذي يخفيه علاء، لم هذه النظرة على الشعراء؟ فيقول إنَكم أسهمتم كثيرا ببداوة العراق، لم تهتموا بمدنيته، وأعليتم من شأن القيم القروية، وقصرتم مفهوم الثقافة على الشعر فقط، ولكني أدخل معه بجدال آخر وهو الطرف الخفي من نكتة العجوز، والذي يدور حول سؤال ما الذي منع المفكرين في العراق ــ إنْ وجدوا ــ من الظهور؟ ومن إشاعة خطاب ثقافي مغاير للخطاب الشعري؟
ثم يتشعب الحديث فأقول له إن عمكم )هايدكر( أحد كبار الفلاسفة الألمان كان يقول بأن )الشاعر راعي الوجود وحامي بيته( لكنه يعود بي إلى )افلاطون( ويذكرني بطرد أجدادنا الشعراء من جمهوريته، وفي أفضل الأحوال يضع افلاطون إكليلا من الشوك على رأس الشاعر ويطوفون به في المدينة ومن ثم ينفونه( فأعود وأذكره بالفيلسوف المعاصر )هانس غيورغ غادامر) والذي يقول: (إنه ليبدو لي أمرًا لا جدال فيه أن اللغة الشعرية تتمتع بصلة خاصة فريدة بالحقيقة).
يسخر من حديثي ويضحك وأضحك معه، ويذكرُنا صديقنا ستار عواد بما يردده الدكتور علي المرهج أستاذ الفلسفة، ماذا يمكن أنْ نعطي لطلبتنا في زمن (الفايبر والواتساب والانستكرام والفيس ووو)؟ ومن ثم نعطيهم (أرسطو وافلاطون والغزالي) نصمت جميعا أمام هذا السؤال الإشكالي، ولكن ينز الجواب بأنَ نتاج هذه الحضارة المعاصرة يستند إلى فلسفة حقيقية أنتجتها فيما بعد، بعدها أمسك بيد صديقي علاء، وأذكرُه بمقولة (موت الشعر) التي تزامنت مع مقولة (نهاية عصر الفلسفة)، فإما أنْ نموت معا، وإما أنْ نعيش، نضحك، وبعدها نفترق، أنا لكتابة قصيدة، وهو للبحث عن عيوب الشعر الحضارية.

 

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار