عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

طابور .. جمهوري بقلم: رياض الفرطوسي

المقالات 20 نوفمبر 2015 0 181
طابور .. جمهوري  بقلم: رياض الفرطوسي
+ = -

حسب منطق وتطور الاحداث فقد وصلنا الى مرحلة ومنزلق خطير من كثرة انتشار المافيات الصغيرة ونشوء عصابات ( سرية ) عتيدة تستهدف ضرب جيوب الفقراء والأبرياء المدبوغين بالخطايا – وهي تلاحقهم خطأ- والحروب والفاقة والفيضانات والاوبئة والارهاب والذنوب والمطر والازمات الامنية والارهاب والنقد والكبت والقيح والقرف .. مناخ صعب وملتبس وضبابي .لو كانت تلكَ العوارض الطبيعية في بلاد تخلو من لعنة الارهاب لسَهُلَ تمشيطها ولكن يداً آثمةً تعبث وتضيف الى الطين بَلَةً ،
هناك يد تدفع بالمجتمع الى هذا الركن العريض من الاحتيال والنصب والانحطاط العام بكل المفاهيم ! حتى وصلنا الى مرحلة تقديس الاخطاء من اجل التكسب والتملق وهذه واحدة من علامات الكارثة .. لأن الحالة العراقية مليئة بالمفارقات صدمات و تركيع و ترويع . مملكة النائمين حتى بعد ظهور الشمس.
العالم مشغول بفكرة الثورة الالكترونية العظمى وكيف تنجز معاملتك برمشة عين ونحن نعيش بفكرة ( تعال باجر) .فقدان المعنى الحقيقي لكل المفاهيم بعد ان تشابهت الاشياء مع بعضها.. والالتباس حتى لم نعد قادرين على وضع تعريفات للاشياء بما في ذلك الواجبات والحقوق والطوابير الواقفة والقاعدة على العذاب والذل، هؤلاء السماسرة او المعقبون كلهم مشتركون بجرم اللاوطنية، لم يأتوا الى الدوائر والمؤسسات من الفراغ بل من رحم ومناخ الذهنية والبيئة المتواطئة والمنتجة لهذا النوع من السلوكيات، التي اصبحت تقاليد اوصلتنا إلى طوابير من المسلوبين والمشردين والمسروقين وقد ننذهل لعدد المتسولين في الطرق الى العاصمة ناهيك عن الهدر واللامبالاة في معالجة المياه الاسنة ( بقايا المطر ) واقصد بالهدرِ هنا ماشاهدته من طوابير السيارات التي ستصاب بأنفلونزا الصدأ.
التخريب طال البنية النفسية للمجتمع وليس البنية التحتية فقط.
العراقي نتاج تجربة الامس ..وهي تجربة سلطة لا شريك لها في الدكتاتورية والجرم والفساد والفوضى والحروب والاقصاء من خلال المشاهدات والشهادات والوقائع .. تاريخ التخريب بدأ من هناك وظلت الاشياء مفتوحة على كل الاحتمالات والمقاربات وقابلة للاضافة والنمو ..
كيف نحمي هؤلاء الناس ونعوضهم عن المهانة والاستجداء والذل في واقع يغرق بالخراب والمديونية، كلنا يملك الامل والرغبة في التغيير لكننا نفتقد للقدرة على تحقيق ذلك.
مقتل القضية اننا وسط سماسرة ومزورين اغرقوا الحياة في هذا البحر الميت .ونجد قلة ممن يكتبون بضمير عن هذه المواضيع بعد ان اصبح الضمير على وشك الانقراض فمن لديه مسؤولية يجب ان يقوم بها على اكمل وجه.
وهنا تكمن البطولة فمن يقوم بها يستحق صفة الثائر الشجاع وسنضع تاج البطولة على رأسه بامتنان.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار