الضغط الذي يمارسه الروس والفرنسيون على داعش هذه الأيام جعل الحرب ضد الارهاب تأخذ طابعا آخر أشر لبدايات انهيار حقيقي في صفوف هذا التنظيم الإرهابي الذي حافظ على قوة كبيرة على الأرض السورية والعراقية خلال الأشهر السابقة التي سبقت تدخل الروس الجوي الذي اكتسح وبزخم كبير مقرات التنظيم وأفراده في مختلف المدن السورية وجعل الحرب تأخذ بعدا آخر سمح للسوريين بشن هجمات مضادة ناجحة هناك.
الفرنسيون بدورهم الذين يثأرون بقوة هذه الأيام ردا على هجمات باريس الأخيرة التي وصفها الرئيس هولاند بأنها 11 أيلول أخرى بنسخة فرنسية، يواصلون شن غارات جوية متواصلة على الرقة معقل التنظيم ويقومون بتدمير قواعده الرئيسة، ومن غير المستبعد ان الفرنسيين ينسقون غاراتهم مع الروس الذين يشاطرونهم المواساة عندما نكبوا باحدى طائراتهم في سيناء المصرية.
الحرب تشتد هذه الأيام على المسرح السوري والروس والأميركيون يتسابقون لتحقيق المكاسب على الميدان فالقوات السورية وحلفاؤها من حزب الله ونخبة من قوات الحرس الثوري الإيراني يتقدمون بثبات شرق وجنوب حلب المدينة الستراتيجية في الشمال, وهدفهم النهائي هو الوصول إلى الحدود التركية وقطع خط الإمدادات الرئيس الذي يغذي الجماعات المسلحة المتطرفة, حيث الحدود المفتوحة التي تديرها الاستخبارات التركية وتشرف منها على تسليح تلك المجموعات وتنظيم العلاقات معها, فضلا عن حمايتها فالطائرات التركية تمنع اقتراب أية طائرة سورية من تلك المناطق, بل وتعمل على إسقاطها وهو ما جعل السوريين يحجمون عن قصف تلك المناطق بينما شكل الأميركيون تنظيما مسلحا حليفا جمع الكرد مع الآشوريين والجيش الحر ومقاتلي العشائر العربية وأوكلت اليه مهمة السيطرة على المناطق الواقعة غرب سوريا والمتاخمة للحدود العراقية وصولا الى الرقة, حيث عاصمة التنظيم ضمن خطة تهدف إلى قطع خط الإمداد الذي يربط الموصل بالرقة وإغلاق الحدود العراقية السورية بشكل كامل.
المثير للانتباه إن زحف القوات الموالية لواشنطن يتواصل من دون مقاومة جدية من داعش بعكس شراستها في المعارك الأخرى مما يثير علامات الاستفهام, خصوصا وان تلك القوات ستصبح على أبواب الرقة عند سيطرتها على مدينة الشدادي.
القوى الكبرى أصبحت أكثر اقتناعا بأن الحرب في سوريا يجب ان تتوقف وهناك تقدم جدي وخارطة طريق وضعت لبداية تسوية سياسية جرى التفاهم عليها في فيينا تسمح بتشكيل حكومة انتقالية خلال فترة عام ونصف على أن تليها انتخابات رئاسية وبرلمانية, لكن العقبة الأصعب تتمثل في المواقف السعودية والقطرية والتركية التي تصر على
ضرورة رحيل الأسد عن الحكم وهو ما رفضه الروس والإيرانيون الذين وجدوا في هذا المقترح محاولة لإسقاط سوريا بالكامل ومحاولة لتحقيق ما عجزوا عنه خلال سنوات الحرب.
الميدان العراقي يظل الأصعب وسط رفض الأميركيين مشاركة الروس في شن غارات على مواقع داعش في العراق ورفض الحشد الشعبي، القوة الأبرز في مواجهة داعش، الاملاءات الأميركية, خصوصا وان واشنطن لم تبذل جهدا كافيا ومقنعا في مساعدة العراقيين لتحرير المناطق المحتلة, فعملية بحجم تحرير الرمادي التي اخذ الأميركيون على عاتقهم تحريرها لا تزال تراوح في مكانها رغم التقدم النسبي لقوات الأمن العراقية والعشائر بينما تمكن الحشد الشعبي من انجاز مهمة تحرير بيجي في مدة قياسية ومن دون غطاء جوي اميركي وكذلك في منطقة غرب سامراء.
تعدد الجبهات ارهق على ما يبدو عصابات داعش ومنعها من استعادة زمام المبادرة, فضلا عن خسائرها البشرية المرتفعة ولجوء الطيران الروسي والفرنسي الى تدمير حقول النفط السرية التي تديرها داعش وتحصل منها على اموال طائلة تصل الى قرابة نصف مليار دولار شهريا وهي امور اضعفت من قوة عصابات داعش وارهقتها, لكن الامر بحاجة الى وقت وجهد اكبر وهناك عمل دبلوماسي وسياسي دولي يتواصل وربما من خلف الكواليس لتنظيم حلول سياسية للازمات في المنطقة وخصوصا سوريا ومساعدة العراق في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية التي باتت تجد في وجود هذه العصابات خطرا وقناعة حتى بعض الدول الداعمة لداعش سرا بأن هذه العصابات مجرد وحوش يصعب ترويضها والسيطرة عليها لفترة طويلة وهي قناعة تعززها تجاربها السيئة في الماضي بتبنيها لجماعات مسلحة اثناء الغزو السوفياتي لافغانستان وخروجها عن رعاية المخابرات الغربية لاحقا وتحولها الى اخطر تنظيم ارهابي في العالم لا يزال ينتج لنا العديد من التنظيمات بعناوين ومسميات متعددة لكنها تتشابه في سلوكها الدموي الوحشي البشع.
المعركة مع الإرهاب ستتواصل وبعنف تحت ظل هذه المعطيات الستراتيجية والحسابات والقناعات بعد انتقال الإرهابيين بعملياتهم الى داخل العمق الاوروبي بعد هجمات باريس الدامية التي صدمت الحكومات الاوروبية نفسها وأعطت لها انطباعا بأن السير وراء واشنطن في سياساتها الداعشية التي تقوم على تقليم اظافر التنظيم دون القضاء عليه هو امر محفوف بالمخاطر ويجعلها مكشوفة امام مد من الارهاب لم تواجه مثله منذ الحرب العالمية الثانية.
الفرنسيون بدورهم الذين يثأرون بقوة هذه الأيام ردا على هجمات باريس الأخيرة التي وصفها الرئيس هولاند بأنها 11 أيلول أخرى بنسخة فرنسية، يواصلون شن غارات جوية متواصلة على الرقة معقل التنظيم ويقومون بتدمير قواعده الرئيسة، ومن غير المستبعد ان الفرنسيين ينسقون غاراتهم مع الروس الذين يشاطرونهم المواساة عندما نكبوا باحدى طائراتهم في سيناء المصرية.
الحرب تشتد هذه الأيام على المسرح السوري والروس والأميركيون يتسابقون لتحقيق المكاسب على الميدان فالقوات السورية وحلفاؤها من حزب الله ونخبة من قوات الحرس الثوري الإيراني يتقدمون بثبات شرق وجنوب حلب المدينة الستراتيجية في الشمال, وهدفهم النهائي هو الوصول إلى الحدود التركية وقطع خط الإمدادات الرئيس الذي يغذي الجماعات المسلحة المتطرفة, حيث الحدود المفتوحة التي تديرها الاستخبارات التركية وتشرف منها على تسليح تلك المجموعات وتنظيم العلاقات معها, فضلا عن حمايتها فالطائرات التركية تمنع اقتراب أية طائرة سورية من تلك المناطق, بل وتعمل على إسقاطها وهو ما جعل السوريين يحجمون عن قصف تلك المناطق بينما شكل الأميركيون تنظيما مسلحا حليفا جمع الكرد مع الآشوريين والجيش الحر ومقاتلي العشائر العربية وأوكلت اليه مهمة السيطرة على المناطق الواقعة غرب سوريا والمتاخمة للحدود العراقية وصولا الى الرقة, حيث عاصمة التنظيم ضمن خطة تهدف إلى قطع خط الإمداد الذي يربط الموصل بالرقة وإغلاق الحدود العراقية السورية بشكل كامل.
المثير للانتباه إن زحف القوات الموالية لواشنطن يتواصل من دون مقاومة جدية من داعش بعكس شراستها في المعارك الأخرى مما يثير علامات الاستفهام, خصوصا وان تلك القوات ستصبح على أبواب الرقة عند سيطرتها على مدينة الشدادي.
القوى الكبرى أصبحت أكثر اقتناعا بأن الحرب في سوريا يجب ان تتوقف وهناك تقدم جدي وخارطة طريق وضعت لبداية تسوية سياسية جرى التفاهم عليها في فيينا تسمح بتشكيل حكومة انتقالية خلال فترة عام ونصف على أن تليها انتخابات رئاسية وبرلمانية, لكن العقبة الأصعب تتمثل في المواقف السعودية والقطرية والتركية التي تصر على
ضرورة رحيل الأسد عن الحكم وهو ما رفضه الروس والإيرانيون الذين وجدوا في هذا المقترح محاولة لإسقاط سوريا بالكامل ومحاولة لتحقيق ما عجزوا عنه خلال سنوات الحرب.
الميدان العراقي يظل الأصعب وسط رفض الأميركيين مشاركة الروس في شن غارات على مواقع داعش في العراق ورفض الحشد الشعبي، القوة الأبرز في مواجهة داعش، الاملاءات الأميركية, خصوصا وان واشنطن لم تبذل جهدا كافيا ومقنعا في مساعدة العراقيين لتحرير المناطق المحتلة, فعملية بحجم تحرير الرمادي التي اخذ الأميركيون على عاتقهم تحريرها لا تزال تراوح في مكانها رغم التقدم النسبي لقوات الأمن العراقية والعشائر بينما تمكن الحشد الشعبي من انجاز مهمة تحرير بيجي في مدة قياسية ومن دون غطاء جوي اميركي وكذلك في منطقة غرب سامراء.
تعدد الجبهات ارهق على ما يبدو عصابات داعش ومنعها من استعادة زمام المبادرة, فضلا عن خسائرها البشرية المرتفعة ولجوء الطيران الروسي والفرنسي الى تدمير حقول النفط السرية التي تديرها داعش وتحصل منها على اموال طائلة تصل الى قرابة نصف مليار دولار شهريا وهي امور اضعفت من قوة عصابات داعش وارهقتها, لكن الامر بحاجة الى وقت وجهد اكبر وهناك عمل دبلوماسي وسياسي دولي يتواصل وربما من خلف الكواليس لتنظيم حلول سياسية للازمات في المنطقة وخصوصا سوريا ومساعدة العراق في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية التي باتت تجد في وجود هذه العصابات خطرا وقناعة حتى بعض الدول الداعمة لداعش سرا بأن هذه العصابات مجرد وحوش يصعب ترويضها والسيطرة عليها لفترة طويلة وهي قناعة تعززها تجاربها السيئة في الماضي بتبنيها لجماعات مسلحة اثناء الغزو السوفياتي لافغانستان وخروجها عن رعاية المخابرات الغربية لاحقا وتحولها الى اخطر تنظيم ارهابي في العالم لا يزال ينتج لنا العديد من التنظيمات بعناوين ومسميات متعددة لكنها تتشابه في سلوكها الدموي الوحشي البشع.
المعركة مع الإرهاب ستتواصل وبعنف تحت ظل هذه المعطيات الستراتيجية والحسابات والقناعات بعد انتقال الإرهابيين بعملياتهم الى داخل العمق الاوروبي بعد هجمات باريس الدامية التي صدمت الحكومات الاوروبية نفسها وأعطت لها انطباعا بأن السير وراء واشنطن في سياساتها الداعشية التي تقوم على تقليم اظافر التنظيم دون القضاء عليه هو امر محفوف بالمخاطر ويجعلها مكشوفة امام مد من الارهاب لم تواجه مثله منذ الحرب العالمية الثانية.