الوضع العراقي المأزوم سياسيا واقتصاديا لا يحتاج الى هذا النمط من الاصلاحات التي تعتمد معايير الدبلوماسية السياسية التي ومهما حاولت ان تكون صارمة في تحقيق العدالة الاجتماعية إلا انها بالامكان ان تتخلى عن مطالب وشروط تحقيق العدالة بفعل الضغوطات السياسية لاطراف لا تتواءم مبادئ الاصلاحات مع توجهاتهم ومصالحهم السياسية, وهذا هو شأن السياسة في كل الاحوال والامصار.
لذلك فان خطوات الاصلاح لا بد ان تنهض مع شخصية راديكالية من طراز الشخصيات السياسية التاريخية المعروفة بإصلاحاتها الكبرى التي عملت على تغيير المجريات التاريخية والمسارات الواقعية وهي شخصيات كثيرة تبدأ بإمام العدالة الاجتماعية علي (ع) مرورا بالامام الحسين (ع) والى فتراتنا التاريخية المعاصرة التي تعرفت على المصلحين الكبار امثال (غاندي وماركس وجيفارا وعبد الكريم قاسم..) لكن نجد ان الانموذج الاقرب لما نرمي لقوله هو جيفارا المعروف باشتراكيته المتناهية والتي دفعته الى تكريس شعار (الارض لمن يعمل بها) وهو شعار دشنه في سياق حملته الاصلاحية في القضاء على الاقطاعية وتجريدهم من الاراضي التي استولوا عليها وتمليكها الى المزارعين الكادحين فيها.
ان الشعار وتطبيقاته الفعلية كان محط انتقاد ليس الطبقات الاقطاعية والبرجوازية التي جردها جيفارا من امتيازات الهيمنة على رقاب المزارعين فقط، وانما حتى من اقرب الناس اليه الذين نظروا الى هذه الخطوات بوصفها صناعة لبرجوازية جديدة ابطالها هذه المرة المزارعون، ولذلك فان مقترحاتهم كانت تصب في سياق الزام المزارعين بدفع اجور الاراضي المراد تمليكها لهم, لكن جيفارا رفض هذه المقترحات لاسباب منها عدم قدرة المزارعين على شراء هذه الاراضي لأنهم كانوا يكدحون بلا مقابل وفوائد كدحهم يعود ريعها للاقطاعيين وحسب, واما عن صناعة جيفارا لطبقة اقطاع جديدة فقد بين عدم تضاده مع صعود برجوازية عاملة ومنتجة وان هدفه الاساس هو القضاء على الاقطاعية العاطلة الطفيلية التي تعتاش على جهود الآخرين.
حكاية جيفارا هذه تصلح لان تكون مفتتحا لسرد مأساة المؤسسات البيروقراطية العراقية واقطاعييها من المسؤولين الكبار الذين يعتاشون على جهود الموظفين الصغار (او الدرجات الدنيا كما اصطلح عليهم في القاموس الوظيفي) والكادحين والمنجزين لكل صغيرة وكبيرة في الدائرة وفوائد كدحهم تذهب الى المسؤولين الكبار او اصحاب الدرجات الخاصة والذين قامت قيامتهم لمجرد التفكير بتجريدهم من بعض الامتيازات المالية التي لا تسبب ضررا يذكر في حياتهم الشخصية واضافتها الى موظفي الدرجات الدنيا الذين تكاد رواتبهم تلامس العدم ان لم تكن هي العدم ذاته، وبالتالي فان ضغط المسؤلين واصحاب الدرجات الخاصة دفع الى اتخاذ خطوات في تعديل سلم الرواتب تعديلا غير ملموس ولا يؤثر في حياة الموظفين حتى وان لم يطبق فعليا وان كان في طريقه الى التطبيق الذي لم يحظ بترحيب الموظفين المشمولين به لأنه بالاساس لا يلبي مطامحهم او تطلعاتهم لتحسين وضعهم المعيشي.
اذن ألا يحق لهؤلاء المحرومين ان يتطلعوا الى جيفارا يمنحهم حق ما يكدحون به ويرفع شعارا جديدا هو (الامتيازات لمن يكدح بها ولا امتياز لمن لا يكدح).
لذلك فان خطوات الاصلاح لا بد ان تنهض مع شخصية راديكالية من طراز الشخصيات السياسية التاريخية المعروفة بإصلاحاتها الكبرى التي عملت على تغيير المجريات التاريخية والمسارات الواقعية وهي شخصيات كثيرة تبدأ بإمام العدالة الاجتماعية علي (ع) مرورا بالامام الحسين (ع) والى فتراتنا التاريخية المعاصرة التي تعرفت على المصلحين الكبار امثال (غاندي وماركس وجيفارا وعبد الكريم قاسم..) لكن نجد ان الانموذج الاقرب لما نرمي لقوله هو جيفارا المعروف باشتراكيته المتناهية والتي دفعته الى تكريس شعار (الارض لمن يعمل بها) وهو شعار دشنه في سياق حملته الاصلاحية في القضاء على الاقطاعية وتجريدهم من الاراضي التي استولوا عليها وتمليكها الى المزارعين الكادحين فيها.
ان الشعار وتطبيقاته الفعلية كان محط انتقاد ليس الطبقات الاقطاعية والبرجوازية التي جردها جيفارا من امتيازات الهيمنة على رقاب المزارعين فقط، وانما حتى من اقرب الناس اليه الذين نظروا الى هذه الخطوات بوصفها صناعة لبرجوازية جديدة ابطالها هذه المرة المزارعون، ولذلك فان مقترحاتهم كانت تصب في سياق الزام المزارعين بدفع اجور الاراضي المراد تمليكها لهم, لكن جيفارا رفض هذه المقترحات لاسباب منها عدم قدرة المزارعين على شراء هذه الاراضي لأنهم كانوا يكدحون بلا مقابل وفوائد كدحهم يعود ريعها للاقطاعيين وحسب, واما عن صناعة جيفارا لطبقة اقطاع جديدة فقد بين عدم تضاده مع صعود برجوازية عاملة ومنتجة وان هدفه الاساس هو القضاء على الاقطاعية العاطلة الطفيلية التي تعتاش على جهود الآخرين.
حكاية جيفارا هذه تصلح لان تكون مفتتحا لسرد مأساة المؤسسات البيروقراطية العراقية واقطاعييها من المسؤولين الكبار الذين يعتاشون على جهود الموظفين الصغار (او الدرجات الدنيا كما اصطلح عليهم في القاموس الوظيفي) والكادحين والمنجزين لكل صغيرة وكبيرة في الدائرة وفوائد كدحهم تذهب الى المسؤولين الكبار او اصحاب الدرجات الخاصة والذين قامت قيامتهم لمجرد التفكير بتجريدهم من بعض الامتيازات المالية التي لا تسبب ضررا يذكر في حياتهم الشخصية واضافتها الى موظفي الدرجات الدنيا الذين تكاد رواتبهم تلامس العدم ان لم تكن هي العدم ذاته، وبالتالي فان ضغط المسؤلين واصحاب الدرجات الخاصة دفع الى اتخاذ خطوات في تعديل سلم الرواتب تعديلا غير ملموس ولا يؤثر في حياة الموظفين حتى وان لم يطبق فعليا وان كان في طريقه الى التطبيق الذي لم يحظ بترحيب الموظفين المشمولين به لأنه بالاساس لا يلبي مطامحهم او تطلعاتهم لتحسين وضعهم المعيشي.
اذن ألا يحق لهؤلاء المحرومين ان يتطلعوا الى جيفارا يمنحهم حق ما يكدحون به ويرفع شعارا جديدا هو (الامتيازات لمن يكدح بها ولا امتياز لمن لا يكدح).