
اثار قرار السعودية المفاجئ بتشكيل تحالف اسلامي مكون من 34 دولة لمحاربة الارهاب, ردود افعال محلية ودولية, فبينما اكدت الحكومة العراقية ان «لا صورة واضحة لبغداد بشأن دور التحالف», نوه البيت الابيض الى ان «التحالف السعودي ليس بديلا عن الدولي».
الناطق الحكومي سعد الحديثي, قال في تصريح صحفي: ان «الحكومة ليس لديها اي موقف لغاية الان حول تشكيل التحالف الاسلامي العسكري», مبينا بأنه «لم تتضح لدى بغداد الصورة الكاملة عن تشكيل هذا التحالف».
بدوره, اوضح المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست, ان التحالف السعودي سيركز على التهديدات الإرهابية التي تهدد أعضاءه، والذي من المؤكد أنه أوسع من داعش, لافتا الى ان السعودية اشارت وفي اكثر من مرة الى ان تحالفها ليس بديلا عن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ذات الشأن, قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي, إن «نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة, لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل», مشيرة الى ان إندونيسيا لن تقدم دعماً عسكرياً للتحالف المناهض للإرهاب, وفقاً لصحيفة كومباس.
وكانت للصحافة العالمية كلمة بهذا الشأن, حيث وصفت صحيفة الاندبندنت، التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلن عنه مؤخراً بأنه «خطوة رمزية وليست حقيقية»، موضحة أن أميركا طالما اشتكت من غياب وجود أي جيش سني لمحاربة «داعش».
وقالت الصحيفة البريطانية، أن «بعض المحللين يعتقدون أن هذا التحالف العسكري سيأخذ زمام المبادرة لوضع يده على أكثر الجرائم الإرهابية تطرفاً في المنطقة»، متسائلة عن دور هذه الدول في هذا التحالف، اذ لم يفصح عن أي مؤتمر لتوضيح دوره.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول «في ظل عدم وجود خطة او إستراتيجية، فإن الإرهابيين لن يخافوا من هذا التحالف العسكري السعودي».
اما المواقف النيابية من هذا التحالف, فقد رأى عضو لجنة الامن الدفاع النيابية ماجد الغراوي, ان تحالف السعودية هو تخندق طائفي بعد ما دخلت روسيا على الخط لمحاربة داعش في سوريا والعراق, لافتا الى سعي السعودية لاعادة رسم خارطة جديدة بعد ضغوطات كثيرة من التحالف الدولي. اما النائب عن التحالف الوطني حمدان الشبلي, فقد طالب الحكومة السعودية بوقف «دعمها للارهاب وايقاف تدفق الارهابيين الى العراق وسوريا قبل اعلانها عن نية تشكيل تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب».
من جهته, اعتبر نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الاعرجي، التحالف الإسلامي, بأنه «قرار أميركي» يهدف لتعزيز جبهتها في حرب المحاور الجارية في المنطقة، مبينا أن هذا التحالف لن يكون بعيداً عن «البُعد الطائفي»، فيما أكد أهمية مقابلة التحالف بموقف عراقي وطني موحد بعيد عن النزعة الطائفية لما لها من انعكاسات سلبية.





