
في الوقت الذي أكد فيه رفض العراق لأي تواجد تركي على الأراضي العراقية واستعداده لزيارة الصين منتصف الأسبوع الحالي لبحث التعاون الاقتصادي والعسكري مع «بكين»، حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من محاولات إثارة الفتن من قبل جهات تتبع اجندات معروفة، مؤكدا أن حكومته لن تسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، عازيا التعنت التركي الى خشية القادة الأتراك من الإقدام على الانسحاب لدواع تخص الداخل التركي.
وقال العبادي في كلمة له خلال مؤتمر «العمل التطوعي» الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة حسب مكتبه الإعلامي تلقت الصباح نسخة منه «العمل الطوعي يعطي أملا للمجتمع والبلد والدولة فالعراق يمر بتحديات عديدة ومنها تحدي الإرهاب من خلال احتلال شرذمة وعصابات لمساحات واسعة من أراضينا وهذا خلل كبير» ، مجددا تأكيده على خروج العراق منتصرا من التحديات التي تواجهه كانخفاض أسعار النفط والفساد، مؤكدا خروج العراق أقوى من جميع الأزمات التي تحيط به، محذرا من وجود «فاسدين» يحاولون إسقاط أفعال الحكومة لإدراكهم أن الإجراءات الحكومية ستطالهم لذلك يستبقونها بحملات إعلامية من اجل إثارة المجتمع وإشغاله بالشائعات كي يخلطوا الأوراق، مشيرا إلى أهمية العمل الطوعي من اجل مراقبة هؤلاء وكشفهم.
العبادي أشاد بالعمل الطوعي الذي شهده العراق واصفا إياه بالأكبر، مشيرا إلى ان اهم عمل تطوعي هو التطوع للتضحية بالنفس للدفاع عن البلد والمقدسات كي يعيش الآخرون أحرارا، موضحا أن الانتصارات على الإرهاب الداعشي تحققت بفضل «السواعد البطلة من قواتنا المسلحة والمتطوعين» ودفع خطرهم، مستشهدا بالمدن التي تحررت من داعش، مجددا العزم على تحرير كامل الأرض العراقية.
وفي سياق خرق السيادة العراقية من قبل قوات تركية مدرعة وتعنت الجانب التركي لوجودها وفق تبريرات واهية أشار العبادي إلى تمسك العراق بموقفه وعدم السماح للجانب التركي بإبقاء قواته داخل العراق ، موضحا أن العراق يتخذ الخطوات تباعا وان الحق والعالم مع العراق، محذرا من محاولات اضعاف العراق التي ينتهجها البعض لسرقة احترام العالم له بعد الانتصارات التي يحققها على الإرهاب، مجددا دعوته لتركيا بـ «الانسحاب من الأراضي العراقية»، مرجحا ان يكون التخوف التركي من إعلان الانسحاب لدواع داخلية تخص الجانب التركي فقط.
وفي سياق آخر، من المؤمل أن يجري رئيس الوزراء حيدر العبادي زيارة إلى الصين منتصف الأسبوع الحالي لتوقيع اتفاقيات تعاون بين بغداد وبكين، فيما أكد أن العراق يتطلع إلى توسيع التعاون الاقتصادي وتمويل المشاريع وزيادة حضور الشركات الصينية للاستثمار في البلاد.
وقال بيان لمكتب العبادي تلقت «الصباح» نسخة منه :إن «رئيس مجلس الوزراء سيتوجه منتصف الأسبوع الحالي إلى جمهورية الصين الشعبية في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الصيني ورئيس مجلس الدولة ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب لبحث تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
وأوضح البيان أن التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني يمثل المحاور الأساسية في المباحثات العراقية الصينية، مؤكدا تطلع العراق إلى توسيع التعاون الاقتصادي وتمويل المشاريع وزيادة حضور الشركات الصينية والاستثمار في مجالات النفط والطاقة وتطوير الخدمات والبنى التحتية، معربا عن سعي العراق للحصول على دعم الصين للقوات المسلحة العراقية في مجالات التسليح والتدريب والمعدات العسكرية والتعاون الأمني والاستخباري.
ومن المرجح أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المذكورة، وذكر البيان الحكومي أن الوفد الرسمي المرافق للعبادي يضم عددا من الوزراء والمسؤولين والمستشارين في مجالات الأمن والاقتصاد والمال والدفاع والنفط.
ويسعى العراق إلى تمتين علاقاته مع دول العالم وتحديدا محيطه الإقليمي، لاسيما وهو يخوض معركة محتدمة ضد تنظيم «داعش، إذ أكد العبادي في أكثر من مناسبة حرص العراق على بناء علاقات حسن جوار مع دول المنطقة والعالم.
وفي اطار اخر استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي رئيس البرلمان العربي الشيخ احمد الجروان والوفد المرافق له. وقال بيان لمكتبه الاعلامي انه جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون العربي والتحديات التي تواجه المنطقة وخطر الارهاب على الدول العربية والعالم والاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية.
واشار العبادي «حسب البيان» الى ان تحدي الارهاب خطير ويهدد العرب والمنطقة ويحاول تدمير كل شيء وعلى الجميع ان يدرك هذه المخاطر التي تحيط بنا ويعمل على استئصال هذه الافكار المنحرفة التي لا تمت للاسلام بصلة ونحن تصدينا للارهاب ونحقق الانتصارات عليه . بدوره اعرب الشيخ الجروان عن امنياته بان يسود الاستقرار والامن في العراق الذي يعد من الاعمدة الاساسية للوطن العربي ولا يمكن ان يكون اي منتج بدون العراق واي جهد مشترك يجب ان يكون العراق في القيادة ونحن في الوطن العربي بحاجة للعراق لانه عمق التاريخ والحضارة ولتعزيز العمل العربي المشترك، معرباً عن دعم البرلمان العربي للاصلاحات التي يقوم بها الدكتور حيدر العبادي ولجهود العراق في محاربة الارهاب.