
في بادرة عبرت عن التماسك المجتمعي والروح التضامنية بين المواطنين والشعور العالي بالمسؤولية أطلقت الحكومة على عام 2016 عاما للعمل التطوعي فيما تفاعلت مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني معها كبادرة لنشر ثقافة العمل التطوعي الذي من شانه الارتقاء بالواقع الخدمي والبيئي ويشعر المواطن أن حدود بيته اكبر اتساعا وتضم حدود المدينة والوطن، المبادرة التي لاقت استحسان القوى السياسية التي دعت إلى إدامتها والمشاركة بها.
مبادرة للروح الوطنية
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية البرلمانية جواد البولاني: “ان إطلاق مثل هذه المبادرات كفيل بإعادة الأمل إلى الروح العراقية التي مازالت تعاني من الإرهاب والإرهابيين والذين يعملون على قتلها لمصالحهم الشخصية”.
وأكد في تصريح خاص لـ”الصباح” “ان هذه المبادرات الجماعية تمثل الروح الوطنية التي يجب أن تكون متواجدة لدى كل العراقيين وعندما تذكر مثل هذه المبادرات يجب على الجميع أن يسهم بها من اجل العراق”، داعيا جميع السياسيين للمشاركة في هذه المبادرات الإنسانية التي تصب في صالح الوطن وتعيد له الألفة بين كافة أطياف المجتمع، واصفا المبادرة بأنها “طاقة مجتمعية” في إعادة الحياة للوطن.
وأشار إلى أن اللجنة بصدد إطلاق مبادرة اقتصادية من اجل رفد الموازنة العامة بالمردودات الاقتصادية والتي ترفع الكثير من العبء عن كاهل الحكومة العراقية ومنها تأجير آليات الحكومة المتوقفة إلى الشركات الأهلية وجباية الأموال منها لصالح الموازنة.
استكمالا لدور الحشد الشعبي
من جانبه بين عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية عبد العزيز الظالمي “ان هذه المبادرة ايجابية من حيث الدعم الكبير الذي تقدمه للمؤسسة الحكومية، وهي مكملة لدور الحشد الشعبي في إعادة البهجة والحياة إلى المدن العراقية، عادا أبناء الحشد الشعبي أول من انتهج العمل التطوعي وهم الأمل وبسمة العراق لإرساء معان جديدة من التضحية والفداء.
وأضاف في تصريح خاص لـ “الصباح” ان مبادرة التطوع لخدمة المؤسسات الحكومية دليل على رغبة جامحة لدى المواطنين المتطوعين في خلق بلد بمستقبل زاهر، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستوفر للحكومة مبالغ مالية وستدعم من خلالها شرائح مهمة من الشعب العراقي، داعيا إلى التنبه للدلائل الرمزية للمبادرة فهي ترصد الروح الوطنية ودليل ذلك أن المتطوعين اغلبهم من أبناء الحشد الشعبي الذي يقاتل الإرهاب بيد ويساعد الحكومة بيد أخرى في خطوة لإظهار الجانب الإنساني والاجتماعي للمقاتلين، عادا ذلك جهدا إنسانيا يستحق الافتخار به، مبينا أن اشتراك جميع مكونات الشعب وفئاته سيكون له ردود أفعال ايجابية لصالح العراق على ارض المعركة مع الإرهاب.
من جانبه أشار عضو لجنة الأقاليم احمد البدري إلى أن مثل هذه المبادرات كفيلة بإشعار وإشراك الجميع في بناء البلد وهي رسالة لتضافر جهود الجميع لإخراج العراق من محنته الحالية، لافتا إلى ضرورة مثل هذه المبادرات لما لها من دور في رص الصفوف ضد الإرهاب والإرهابيين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة كفيلة بتخفيف الضغط عن الموازنة وتساعد على الخروج من الأزمة وإعادة بناء الوطن من جديد.
العمل التطوعي فرصة للتوعية
في حين رأى النائب حبيب الطرفي ان هذه المبادرات مهمة باعتبارها حملات ثقافية بجهود شعبية متقبلة للتوعية البيئية وفي كافة المجالات بشكل عام.
وقال الطرفي لـ «الصباح» «بعد الوضع المالي المزري نتيجة هبوط أسعار النفط والضائقة المالية والتحدي الأمني والمشاكل فان المواطن يحتاج إلى تثقيف من جهات متطوعة متفانية تأخذ على عاتقها توعيته والارتقاء بمستوى المدن».
وأشار النائب إلى ضرورة أن تدعم الدولة بكل فعالياتها مثل هكذا مبادرات لاسهامها في رفع حالة الإيثار بالنفس، منوها بان السنوات السابقة شهدت موازنات انفجارية نتيجة ارتفاع أسعار النفط ولكن ما يؤسف إليه عدم استفادة المواطن والوطن منها . وتابع: «اليوم الوضع اختلف والعراق يخوض حربا لذلك من الضروري توعية المواطن لكي يكون عونا للدولة وليس مطالباً بحقوقه فقط»، مؤكدا ان هكذا حملات مهمة في بناء المواطن وتعبئته ثقافيا واجتماعيا.
العراقيون سباقون للتطوع
بدوره، رحب النائب حارث سنيد الحارثي بهذه الحملة التي تساعد في بناء البلد في ظل التحديات الكبيرة التي يمر بها.
وقال الحارثي لـ»الصباح»: ان البلد يمر بأزمات كثيرة منها مالية بسبب انخفاض أسعار النفط وأمنية وسياسية فهناك حرب يخوضها العراق اليوم ضد عصابات داعش»، مؤكدا أن العراقيين سباقون لهكذا حملات لاسيما بعد أن تطوعوا تلبية لنداء المرجعية الشريفة.
وأضاف اننا نبارك ونساند هكذا حملات تعمل على تثقيف وتوعية المواطن بكافة المجالات وتعمل على بناء هذا البلد الذي استنزف الكثير من طاقاته البشرية والمادية.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد في افتتاح الحملة التي اقامتها وزارة الشباب والرياضة أمس الأول تحت شعار “بالعمل التطوعي نبني العراق ونحميه” أن التضحية بالنفس هي أرقى اشكال العمل التطوعي، مشيدا بالعمل الطوعي، مشيرا إلى أن أهم عمل تطوعي هو التطوع للتضحية بالنفس دفاعا عن البلد والمقدسات كي يعيش الآخرون أحرارا.