
ديالى – الصباح
أثار تفجير مساجد في ديالى على أيدي مسلحين ترجح المصادر ارتباطهم بصورة أو بأخرى بـ»داعش» الذي يعمل عبر عملياته الإرهابية على إشعال فتيل حرب طائفية في العراق، ردود فعل غاضبة وسريعة من مسؤولي الحكومتين الاتحادية والمحلية بالتزامن مع اتخاذ إجراءات فعالة لقطع الطريق أمام مثيري الفتن، فقد ترأس رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اجتماعا امنيا موسعا في مقر قيادة عمليات دجلة بالمحافظة، واصفاً ما حصل فيها بأنه «سابقة خطيرة تستهدف إشعال الفتنة الطائفية المقيتة»، وفي حين تعهد محافظ ديالى مثنى التميمي بأن ادارة المحافظة لن تسمح بحدوث فتنة، تبنى أمين منظمة بدر النائب هادي العامري اعادة اعمار المساجد التي دمرت في الاحداث الاخيرة.
حفظ الأمن
مسؤولية الدولة
الجبوري، الذي ترأس اجتماعا امنيا موسعا في مقر قيادة عمليات دجلة بالمحافظة حضره محافظ ديالى ورئيس واعضاء مجلسها فضلاً عن قائد القوات البرية وقائد عمليات دجلة وقائد شرطة ديالى وعدد من القادة الامنيين وبعض شيوخ عشائر المحافظة، نبه على انه «ليس لأحد أن يشعر بانه بمنأى عن الخطر»، مؤكدا «لن نقبل بغير وجود الدولة ولا نريد لغيرها أن يحفظ الامن, والسلاح إذا لم ينضبط بضوابط الدولة سينقلب على أهله».
وأشار الجبوري الى انه «كما واجهنا داعش وتبرأنا من أفعالها على الجميع ان يحارب هذه العصابات الاجرامية ويتبرأ من أفعالها»، مبينا ان «المجرمين الذين يحملون السلاح خارج إطار الدولة سيمنحون الإرهاب فرصة أخرى للعودة».
وتساءل الجبوري «اذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن حفظ الأمن فلماذا ندفع رواتب لأكثر من 30 الف منتسب»، مبيناً ان «من يحمل السلاح خارج اطار الدولة يجب ان يحارب لان هذا السلاح سينقلب على الجميع».
وأضاف الجبوري ان» الدولة هي المسؤولة عن حفظ الأمن والجميع يجب ان يخضع لإرادتها»، مؤكدا ان «تفجير بيوت الله والاعتداء عليها ووجود سيارات تجوب بعض المناطق وتدعو ابناء هذه الطائفة أو تلك للخروج من منازلها استفزاز واضح واعتداء على هيبة الدولة لن نسمح به».
جلسة طارئة
وعقد مجلس ديالى جلسة طارئة استضاف فيها القيادات الأمنية العليا بالمحافظة للوقوف على طبيعة المستجدات واسباب الخروق والخطط الموضوعه لمنع تكرارها.
وقال محافظ ديالى مثنى التميمي، لـ«الصباح»، ان ادارة ديالى لن تسمح بحدوث فتنة في قضاء المقدادية الذي يمثل عراقا مصغراً بمكوناته واطيافه، لافتا الى ان القضاء يواجه مؤامرة خبيثة تقف وراءها تنظيمات داعش الارهابية.
التميمي لفت إلى ان ضحايا تفجيرات المقدادية كانوا من السنة والشيعة وهذا يظهر أن عدونا واحد، مشيراً إلى ان التنظيم لا يزال يمتلك حواضن في بعض المناطق. وأضاف التميمي ان لجنة تحقيق عليا شكلت وستلاحق كل من تورط بدماء الابرياء، منبهاً إلى ان ديالى لا تزال في دائرة الاستهداف من قبل المتطرفين لانها نجحت في طردهم.
من جانبه، أفاد نائب رئيس مجلس ديالى وكالة محمد الحمداني بأن الجلسة الطارئة التي حضرها مديرا الوقفين السني والشيعي بالمحافظة بحثت السبل الكفيلة بتهدئة الاوضاع والحفاظ على السلم المجتمعي بمناطق المحافظة، مشيراً الى ان المجلس قرر استضافة القادة الامنيين للتباحث معهم في الخطط الامنية.
إعادة إعمار المساجد
في حين أعلن أمين مجلس محافظة ديالى خضر العبيدي أن المجلس دعا رئيس الحكومة للقدوم الى بعقوبة مع الوزراء الامنيين لتأمين وسائل دعم أمن ديالى باعتبارها خاصرة بغداد، بالاضافة الى المطالبة باعادة قوات المحافظة المنتشرة في محافظة صلاح الدين لسد الفراغات، فضلاً عن انهاء عسكرة المدن من خلال تنظيم اليات حمل السلاح والحزم مع عصابات الجريمة المنظمة وانهاء ما تبقى من جيوب المتطرفين بحزم.
وفي خطوة تهدف لتهدئة الاحتقان، اعلن عضو المكتب السياسي لمنظمة بدر صادق الحسيني عن تبني امين المنظمة هادي العامري اعادة اعمار مساجد قضاء المقدادية التي دمرت في الاحداث الاخيرة.
وقال الحسيني إن « العامري تبنى اعادة اعمار مساجد قضاء المقدادية التي دمرت في الاحداث الاخيرة»، مبيناً ان «مبادرة العامري تأتي لوأد الفتنة الطائفية والعمل على معالجة تداعيات الاحداث الاخيرة في المقدادية التي حاول من خلالها داعش واعوانه اثارة النعرات من خلال جريمة نكراء باستهداف احد المقاهي الشعبية الامر الذي راح ضحيته اكثر من 70 مدنيا بين شهيد وجريح».