بغداد ـ عمر عبد اللطيف وصف مراقبون معركة الفلوجة بـ «الفاصلة»، في الوقت الذي أكد فيه فلوجيون ان عناصر عصابات «داعش» بدؤوا يتخبطون حيث حلقوا اللحى واستبدلوا ثيابهم الأفغانية السوداء بزي مدني. وطالب أهالي الفلوجة قوات التحالف الدولي بضرورة تفعيل الغطاء الجوي وتنشيط فعالياته أكثر مماهو قائم ليتسنى للقوات الأمنية العراقية التقدم وتحرير المزيد من المناطق في أقل وقت ممكن.
الدواعش يتخبطون
اقرأ أيضا…
وقال قائممقام الفلوجة: ان المرحلة الأولى من عمليات تحرير الفلوجة بدأت منذ فجر اليوم «امس»، وتشمل تحرير مناطق خارج قضاء الفلوجة ومحيطها كالنعيمية والصقلاوية والكرمة، مشيراً إلى ان عصابات «داعش» بدأت تتخبط وبات وضعها مرتبكاً، وغير الكثير من عناصره هيئاتهم ولبسوا الزي الاعتيادي وحلقوا لحاهم. وأضاف عيسى العيساوي في تصريح خص به «الصباح»: ان حراكاً بدأ يحصل داخل القضاء، حيث قتل 3 من الدواعش على يد شباب المدينة عقب الدخول إلى مقرهم، متوقعاً تصاعد هذا الحراك في حال تقدم القوات الأمنية واقترابها أكثر من الجهات المحيطة بالفلوجة. والمح العيساوي إلى ان الوضع داخل القضاء هادئ نسبياً، ماعدا الوضع في مناطق الحي الصناعي وأطراف الشهداء والمناطق القريبة من العمليات العسكرية الجارية باتجاه النعيمية بحسب المعلومات الواردة من هناك. وبشأن تحديد ممرات لخروج المدنيين، أوضح العيساوي ان تلك الممرات أعلن عنها الا انها لم تحدد حتى الآن، سوى تلك التي أعلن عنها سابقاً من قبل قيادة العمليات المشتركة وهي ممرات الفلاحات والسلام. نزوح المدنيين
إلى ذلك بين مستشار محافظ الانبار بأن ممرات الفلاحات والسلام والبو عاصي والعامرية قد خصصت لنزوح المدنيين إلى خارج القضاء الذي تسيطر عليه عصابات «داعش» الارهابية، مؤكداً وجود توصيات برفع رايات بيضاء والتوجه نحو مواقع تواجد الاجهزة الأمنية. واضاف سفيان العيثاوي في تصريح خص به «الصباح» ان توصيات صدرت من المحافظ للعوائل بالابتعاد عن أماكن تواجد عصابات «داعش» الارهابية والتي ستكون أهدافا لطيران الجيش العراقي وقوات التحالف، وفي حال تعذر على تلك العوائل الوصول إلى الممرات الآمنة لخروجهم فعليهم البقاء في أماكنهم ورفع راية بيضاء فوق المنازل ليتسنى للأجهزة الأمنية ان تفرق بين تلك العوائل و عناصر «داعش»، مشيراً إلى ان كل هذه التوصيات من شأنها الحفاظ على أرواح المدنيين الذين مازالوا موجودين داخل القضاء. خطط أقوى
وتابع ان معركة الفلوجة ستطبق فيها خطط أقوى من تلك التي اتخذت في معركة الرمادي لتأمين خروج المدنيين، حيث استطاعت في الأخيرة ان تفرق وتعزل العوائل عن عناصر عصابات «داعش» الارهابية وتأمين خروجهم من المدينة، واصفاً المعركة بانها ستكون «فاصلة» لوجود عنصر ايجابي لصالح القوات الأمنية وهو تواجد ارهابيين من جنسيات عربية وأجنبية باعداد كبيرة، ما سيجعل أبناء العشائر والحشد الشعبي وقيادة العمليات وجهاز مكافحة الإرهاب وطائرات الجيش والتحالف عازمين على دحرهم. وطالب مستشار محافظ الانبار بتكثيف الغطاء الجوي للتحالف الدولي لتتمكن القوات العراقية من التقدم لان الدواعش قاموا بزرع كل الطرق والمباني بالعبوات الناسفة اثناء سيطرتهم على الفلوجة خلال مدة أكثر من سنتين ووضعوا فيها كل مامن شأنه تعطيل تقدم القطعات العسكرية.
العمليات الارهابية
ومن جانبه بين خبير أمني ان كل العراقيين كانوا بانتظار معارك تحرير الفلوجة منذ مدة طويلة بعد ان سيطرت عليها عصابات «داعش» على مدى سنتين وكانت قاعدة لهم ومركزاً رئيساً لكل العمليات الارهابية التي نفذت في بغداد وغيرها من المناطق. ورأى عدنان نعمة في تصريح خص به «الصباح» ان عملية تحرير الفلوجة لم تكن سهلة ابداً برغم مشاركة جميع القوات العراقية والحشدين الشعبي والعشائري، في حين ظل دعم قوات التحالف الدولي مقتصراً على التخطيط والاستشارة، مشيراً إلى ان القطعات العسكرية ستواجه حرب عصابات من قبل ارهابيي «داعش» فضلا عن تعطل المهمة الاتسانية لأغاثة المدنيين جراء استخدامهم كدروع من قبل الدواعش، مما يفترض بالجهد الاستخباري ان يلعب دوره المطلوب في هذه المعركة. ونبه الخبير الأمني على ان تحرير الكثير من مناطق الأنبار أدى إلى احاطة الفلوجة من جميع جهاتها لقطع الامدادات عن عصابات «داعش»، مؤكداً ان عملية تحرير الفلوجة كان يفترض ان تبدأ مع بدء عمليات صلاح الدين والرمادي، الا ان قيادة العمليات انتظرت لحين اكتمال تحرير تلك المدن ومحاصرتها من جميع الجهات.