بغداد ـ المحافظات ـ مراسلو الصباح احيا ما يقرب من خمسة ملايين زائر بينهم عرب واجانب ليلة العاشر من محرم الحرام في كربلاء المقدسة، وسط نجاح كامل للاجراءات والخطط الامنية والخدمية، التي تبنتها الوزارات والدوائر المعنية. وفيما استقبلت محافظة النجف الأشرف اكثر من مليون زائر، شهدت عموم المحافظات مسيرات ومواكب تعزية واسعة. وتواصل الاجهزة الامنية في كربلاء “خططها الامنية” حتى اليوم السبت الثالث عشر من شهر محرم، ذكرى دفن الاجساد الطاهرة لشهداء الطف “عليهم السلام”. ويحزن المسلمون في كل العالم بذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم الحرام من كل عام، وتعد هذه المناسبة من أكبر المناسبات الدينية، التي تقام وسط أجواء يخيم عليها الحزن وترفع لأجلها الرايات السود وتقام مجالس العزاء. نجاح الخطة الامنية وكشف رئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة نصيف جاسم الخطابي عن نجاح خطط زيارة عاشوراء الامنية والصحية والخدمية، مبينا ان ما يقرب من خمسة ملايين زائر وفدوا الى المدينة من داخل وخارج البلاد، كما ان أكثر من مليوني شخص منهم شاركوا في ركضة طويريج، التي انطلقت صباح يوم العاشر. واضاف في تصريح خاص لـ”الصباح”، ان الزيارة شهدت تقديم افضل الخدمات للزائرين رغم الازمة المالية التي تمر بها البلاد، موضحا ان عملية نقل الزائرين تمت بانسيابية عالية بمشاركة مركبات الحكومة المحلية والعتبات المقدسة ووزارات النقل والتجارة والاسكان والاعمار والبلديات، فضلا عن وزارتي الداخلية والدفاع. من جانبه، قال قائد عمليات الفرات الاوسط اللواء الركن قيس المحمداوي في تصريح لـ«الصباح»، ان الخطة الامنية نجحت من دون حصول خروقات بمشاركة اكثر من 20 ألف عنصر أمني من الجيش والشرطة وحرس الحدود، فضلاً عن طيران الجيش والحشد الشعبي، كاشفا عن استخدام الطائرات المسيرة لاول مرة في الزيارات من اجل حفظ حدود المحافظة. واضاف، ان القوات الامنية وفي عملية استباقية اعتقلت أربعة من الارهابيين حاولوا ادخال عجلات مفخخة الى المحافظة قبل يوم عاشوراء، وضبطت عددا من الاسلحة، كما القت القبض على اشخاص اخرين مطلوبين للأجهزة القضائية. وذكر المحمداوي ان الخطط الامنية مستمرة حتى اليوم السبت الثالث عشر من المحرم، ذكرى دفن الجسد الطاهر للامام الحسين عليه السلام.
علاج الزائرين الى ذلك، اوضح مدير دائرة صحة المحافظة الدكتور صباح نور هادي الموسوي في تصريح لـ”الصباح”، ان الملاكات الطبية والصحية قدمت العلاجات الى أكثر من 515 ألف زائر عن طريق خطة جديدة ساهمت في تنفيذها 91 سيارة اسعاف و32 مفرزة طبية وسبعة مستشفيات حكومية، معلنا مشاركة اكثر من 40 لجنة صحية لمراقبة الاكل والشرب اللذين يقدمان للزائرين. وفي ما يخص حملات التنظيف، اكد مدير بلدية المحافظة المهندس انمار صالح الرفيعي في تصريح لـ”الصباح”ان حملات التنظيف استمرت طوال أيام توافد الزوار، اذ تمكنت ملاكات الوزارة من رفع أكثر من ستة آلاف و500 طن من النفايات وتم نقلها الى أماكن الطمر الصحي.
مجالس العزاء وفي السياق نفسه، قال مسؤول اعلام قيادة شرطة النجف الاشرف الرائد مقداد الموسوي لـ “الصباح”، ان المحافظة لم تشهد اي خرق امني خلال ايام العزاء الحسيني، التي وصلت ذروتها من اليوم السابع الى العاشر من محرم، مبينا ان الخطة الامنية في المحافظة اعتمدت على الجانب الاستخباري بالتنسيق مع اصحاب المواكب الحسينية والامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة. من جانبه، بين مدير اعلام صحة النجف سالم نعمة لـ “الصباح” ان خطة الطوارئ الصحية تضمنت نشر 21 مفرزة طبية واكثر من 90 سيارة اسعاف، من اجل تقديم الخدمات للمشاركين في مراسيم عاشوراء.
مشاركة 1400 موكب من واسط وفي واسط ، اعلن رئيس اللجنة الامنية في المحافظة صاحب الجليباوي مشاركة اكثر من 19 الف عنصر امني من الجيش والشرطة في الخطة الامنية التي اعتمدت للعشرة الاولى من شهر محرم، كاشفا عن عدم حدوث أي خرق أمني. واضاف ان هذا جاء نتيجة لتضافر الجهود بين الاجهزة الامنية كافة والمواطنين الذين كان لهم الدور الاكبر في عملية حفظ الامن. في السياق ذاته اكد مسؤول ممثلية المواكب الحسينية في الكوت صبيح العيساوي لــ«الصباح» ان اكثر من 1400 موكب حسيني شاركت في احياء ليلة العاشر من محرم في عموم اقضية ونواحي المحافظة، مشيرا الى ان الممثلية احدى مؤسسات الروضة العباسية هيأت مستلزمات المواكب الحسينية.
تبرع بالدم الى ذلك، ذكر مدير صحة المحافظة الدكتور جبار الياسري لــ”الصباح” ان الملاكات الطبية التابعة لدائرة صحة واسط وبالتنسيق مع مصرف الدم في المحافظة، نظمت حملة تبرع بالدم خاصة بليلة العاشر من محرم، لتعزيز رصيد المحافظة من اصناف الدم النادرة وانقاذ حياة المرضى الذين يحتاجون لعمليات نقل الدم. واوضح ان عدد المتبرعين من المواطنين ومنتسبي الاجهزة الامنية المتواجدين لحماية المواكب الحسينية، وصل الى اكثر من 700 متبرع، وتم رفد مصرف الدم في المحافظة بهذه الكميات لتكون رصيدا لمرضى الثلاسيميا والمحتاجين من المواطنين جراء الحوادث.
دخول 200 ألف زائر أجنبي وعربي وبخصوص المنافذ الحدودية في محافظة ميسان، فقد اكد النائب الاول للمحافظ، جاسب حمدان في تصريح لـ”الصباح”، مضاعفة عدد منتسبي الجوازات والاجهزة الامنية الاخرى في منفذ الشيب الحدودي، مع الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل استيعاب الاعداد الكبيرة من الزوار الايرانيين. في السياق نفسه، افصح مدير عام المنافذ الحدودية بوزارة الداخلية اللواء سامي السوداني عن ان 200 الف زائر عربي واجنبي دخلوا العراق خلال الايام الماضية، عبر المنافذ الحدودية والمطارات، واضاف السوداني ان “ذلك جاء لاحياء زيارة العاشر من محرم.
تعاون لانجاح الزيارة في غضون ذلك اشار رئيس اللجنة العليا لإحياء الشعائر الحسينية نائب محافظ ذي قار محمد الصويلي، الى ان أكثر من 65 موكباً حسينياً في مركز مدينة الناصرية، شاركت بإحياء الشعائر الحسينية إضافة الى مواكب أخرى في الوحدات الادارية والمناطق السكنية في المحافظة، لافتا الى أن 19 الف عنصر أمني شاركوا بتأمين الحماية الامنية للمواكب الحسينية في عموم المحافظة. وأشاد الصويلي، بـدور القوات الأمنية من الشرطة والأجهزة الاستخبارية والمعلوماتية الساندة لها والملاكات الطبية والصحية العاملة في المؤسسات الصحية والدوائر الخدمية ومديرية الوقف الشيعي والهلال الاحمر، لإسهامها في نجاح الخطة. وأكد أن اللجنة العليا لإحياء الشعائر الحسينية والدوائر المعنية، ستعمل بعد أن استكملت خطة الايام العشرة الاولى من شهر محرم على تهيئة المتطلبات الامنية والخدمية الخاصة بزيارة أربعينية الامام الحسين (عليه السلام).
مراسيم دفن أجساد الشهداء الى ذلك أفاد رئيس اللجنة الأمنية العليا في الديوانية المحافظ سامي الحسناوي بإعداد خطة أمنية خاصة لحماية المواكب التي ستخرج بذكرى دفن اجساد شهداء واقعة الطف. الحسناوي قال إن الخطة تتضمن توفير دوريات ثابتة وراجلة وقطع الشوارع المؤدية لشارع المواكب وسط مركز المدينة الذي ستقام فيه تلك المراسيم، فضلا عن تفعيل الجهد الاستخباري وتشديد اجراءات التفتيش ومنع وقوف المركبات في الطرق العامة، مع توفير طرق بديلة للطرق المغلقة. مسجد خطوة الامام علي (ع) ولم تكن البصرة بعيدة عن هذا الشأن، فقد أحيا الآلاف من اهاليها مراسيم زيارة يوم العاشر من شهر محرم في مسجد خطوة الامام علي (عليه السلام) في قضاء الزبير. وبحسب مسؤول في المسجد، فان الاستعدادات قائمة لاستقبال الزائرين الذين سيحيون مراسيم زيارة الثالث عشر من شهر محرم اليوم السبت، لافتا الى ان الحكومة سخرت جميع امكانياتها اللوجستية من خدمات ونقل لانجاح الزيارة من دون اية صعوبات.
مواكب لشركاء الوطن وفي سياق متصل، بين رئيس هيئة المواكب الحسينية في محافظة ديالى، علي احمد طاهر، ان اعداد المواكب الحسينية داخل محافظة ديالى منذ حلول شهر محرم الحرام بلغت 670 موكبا، عادا انه “الاعلى في تاريخ المحافظة”. واضاف طاهر ان “انشاء المواكب يخضع لضوابط محددة من قبل الهيئة، مشيرا الى ان ابناء المكون السني في ديالى اقاموا 40 موكبا حسينيا في مناطقهم استذكارا لواقعة الطف الاليمة التي تجسد ثورة الامام الحسين (ع) ضد الظلم والطغاة.
دعوة لمحاربة الفساد اما في محافظة كركوك، فقد اوضح مسؤول المواكب الحسينية احمد كهية في حديث لـ”الصباح” ان صباح يوم العاشر شهد انطلاق العديد من المواكب في شارع اطلس وسط المحافظة، وضمت شخصيات من المحافظة ومواطنين من القوميات كافة، مشيرا الى ان ذلك يعد رسالة تعبر عن وحدة الصف ضد عصابات “داعش” الارهابية. من جانبه قال ممثل المرجعية في كركوك الشيخ محسن البطاط في حديث لـ”الصباح”، ان اغلب المواكب الحسينية التي انطلقت في كركوك جميعها تدعو الى محاربة الفساد ومواصلة الاصلاح ودعم القوات الامنية البطلة التي تحارب اشرس هجمة ضد الاسلام وتحقق الانتصارات العظيمة. وعن حملة التبرع بالدم اكد المشرف عليها ادريس قاسم ان الاتحاد الاسلامي لشباب كركوك وبالتعاون مع دائرة صحة كركوك وتحت شعار (نهب دماءنا لمن وهبوا لنا دماءهم)، نظمت يوم العاشر من محرم استذكارا لاستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) حملة كبرى للتبرع، مشيرا الى ان الحملة تأتي من اجل دعم جرحى القوات الامنية بكل صنوفها وتشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، مبينا ان عدد المتبرعين وصل الى 150 متبرعا من قوميات كركوك المختلفة.
مواكب في مخيمات النازحين وابى النازحون الا الاشتراك في احياء ذكرى الاستشهاد الأليمة تحديا للارهاب التكفيري الذي سعى لتفريق كلمة المسلمين وشق صفوفهم، فقد احيا الآلاف من النازحين الذكرى في مخيم بردرش التابع لمحافظة دهوك. وقال عضو مجلس النواب عن الشبك، سالم جمعة، إن “الشبك احيوا في مخيم بردرش مراسيم استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) ، بمشاركة كافة الطوائف والاقليات من المسيحيين والايزيديين والعرب والتركمان”، مبينا ان “مراسيم الاحتفاء بعاشوراء تعطي رسالة الى “داعش” بان اهالي الموصل جميعا موحدون لمواجهتهم وتحرير الاراضي المغتصبة”. وفي السياق ذاته، قال ممثل الوفد المسيحي، جورج كاكو: إن “الاقليات في سهل نينوى عاشوا متحابين على الدوام وان ثورة الامام الحسين ثورة لكل الانسانية ولا تقتصر على الشيعة فقط بل لكل الاديان والطوائف، ويجب ان نستلهم من ثورته كل معاني الاباء والصبر والوحدة ضد الظلم”.






