بغداد / الصباح تحول مؤتمر المجلس الاعلى للصحوة الاسلامية، الى تجمع وطني للتأكيد على مواجهة التطرف ودحر الارهاب بشكل موحد، اذ اكدت كلمات المشاركين اهمية التلاحم للانتصار على العصابات الارهابية. الشعب موحد ضد الإرهاب فقد اكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ان العراق في المراحل الاخيرة للقضاء على الارهاب عسكريا، مبينا ان اهم التحديات تتمثل بالجرائم التي يرتكبها الارهابيون باسم الدين . وقال في كلمة خلال المؤتمر: ان «الصحوة تكون بتغيير الصورة التي شوهها الارهاب عن الاسلام، والاسلام منهم براء، وان ننقل الصورة الثانية الحقيقية للاسلام»، مشيرا الى ضرورة ان يفهم العالم ان هؤلاء الاشخاص غير مرحب بهم. واضاف ان «دفاعنا عن شعبنا وامتنا دفاع مقدس ولدينا اعداد كبيرة من المتطوعين الذين هبوا للدفاع عن الوطن بفضل فتوى الجهاد الكفائي للسيد علي السيستاني». وبين العبادي ان «شعبنا موحد ضد الارهاب ومصدر قوتنا هذا التلاحم بين قواتنا الامنية وشعبنا وهذه الوحدة اثارت البعض متسائلا اين كنتم عندما ذبحت عصابات «داعش» اهل السنة ؟». وتابع «نسمع صيحات مع اقترابنا من القضاء على عصابات «داعش» الارهابية ونستغرب من هذه الصيحات والدعوات، فهؤلاء لم يقدموا اي دعم للعراق في حربه ضد الارهاب واليوم تتعالى صيحاتهم»، مؤكدا ان «لدينا اطمئنانا بان مستقبل الموصل سيكون افضل بكثير». وجدد رئيس الوزراء «رفضه لتواجد القوات التركية في شمال العراق»، مؤكدا ان تركيا لا تقاتل من اجل القضاء على الارهاب، وانما من اجل النفوذ. ودعا الى ان تتحول الصحوة الى برنامج وفعل ومنهاج وليس شعارات.
مبادرة الجبوري بدوره، اطلق رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري مبادرة دعا فيها دول الجوار من بينها تركيا وايران والسعودية والدول الاخرى الى حوار يحقق الامن والتعايش في المنطقة. واكد في كلمة له خلال المؤتمر ان «المنطقة تحتاج الى حوار حقيقي وشامل يفضي الى اتفاق تاريخي ينهي كل أشكال الصراع في المنطقة، على ان ينطلق هذا من غير شروط مسبقة من أي طرف من أطرافه اللهم الا شرط توفر النية المخلصة في التوصل الى الحلول الحقيقية والاستعداد الكامل على تقديم التنازلات دون حسابات دقيقة لهذه القضية وتلك الا حسابات حقن الدماء وتحقيق التعايش والسلم في المنطقة». وابدى الجبوري بصفته رئيسا لاتحاد برلمانات الدول الاسلامية استعداده للقيام بدور رئيس في انضاج هذه الدعوة وتحقيق اللقاء المشترك بين قادة هذه الدول، داعيا جميع الأطراف المعنية بهذا الحوار الى قبوله كمبادرة جادة وصادقة ومخلصة من العراق الذي كان ومازال يمد يده للجميع من اجل السلام واستقرار المنطقة.
طاولة الحوار كما حث رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم الدول الاسلامية على الجلوس على طاولة حوار لمناقشة الازمة. وقال الحكيم في كلمته : «في هذا الوقت الذي القي على مسامعكم هذه الكلمات فان ابناءنا الغيارى في القوات المسلحة يخوضون معركتهم المصيرية نيابة عن العالم والمسلمين جميعا ويبذلون دماءهم دفاعا عن الاسلام المحمدي الاصيل ويقاتلون بشراسة ظواهر الانحراف والتكفير والتطرف». واشار الى انه «اليوم يقاتل الرجال ويستشهدون على السواتر ولا يسأل المقاتل رفيقه ان كان شيعيا او سنيا وان كان عربيا او كرديا او تركمانيا او شبكيا وان كان مسلما او مسيحيا او ايزيديا او صابئيا هذا هو نتاج الصحوة التي انتظرناها طويلا». من جانبه، اكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اهمية عقد مؤتمر الصحوة الاسلامية لمحاربة التطرف والارهاب. وقال المالكي في كلمته، انه «بهمة المخلصين والغيارى من الشباب يتم التصدي للارهابيين، رغم الجراحات والالام التي مرت، الا اننا نشعر بالانتصارات ورغم المحطات القاسية، الا اننا منتصرون وسنبني ما نريد ونحقق ما نريد بعد ان وعى العراقيون بجميع شرائحهم ان المؤامرة مؤامرة استنزاف واستهلاك للعراقيين».
العراق تجاوز الدسائس في غضون ذلك، شدد الامين العام للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي اكبر ولايتي على ان العراق تجاوز الدسائس التي ترمي إلى تفريقه. وأضاف ولايتي ان «الدورة التاسعة لمؤتمر الصحوة الاسلامية تنعقد في العراق وهو يعيش ظروفاً استثنائية لمحاربة الارهاب»، مشيرا الى ان «العراق تعرض لدسائس ترمي إلى تفرقته، ومنذ سنتين وهو يواجه تحدي داعش»، مستدركا بالقول: «ولكن بمساعدة الشعب والحكومة والمكونات استطاع ان يجتاز مختلف الازمات».
أمة واحدة وسط هذه الصورة، اكد مفتي اهل السنة والجماعة الشيخ محمود الصميدعي، اليوم السبت، وجود يد تعمل في الخفاء لبعثرة صفوف المسلمين. وقال الشيخ الصميدعي في كلمته: ان”عقيدتنا تقول ان كل من يشهد بان لا الله الا الله وان محمدا رسول الله حرام عليك ماله ودمه وعرضه”. واضاف ان “ربنا تعالى اراد ان نكون امة واحدة في الارض ونبحث عن التقارب. وزاد بالقول: ان “الاسلام لا يرضى بالتطرف مطلقا واقول ان هناك يدا تعمل في الخفاء لبعثرة صفوفنا مبينا ان” عقيدتنا تأمرنا بان نكون امة واحدة ومن دعا الى التفرق فهو ليس من هذه العقيدة وليس من هذه الامة”.
تحقيق الوحدة من جهته، شدد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، على ضرورة تلافي ما يحول دون تحقيق الوحدة. وقال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا: ان “المؤتمر يعقد في بغداد بظل مرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها البلاد، ونحن نخوض حربا ضروسا مع المجاميع الإرهابية التي نقاتلها على ارض الموصل وقواتنا الأمنية في الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائر يحققون الانتصارات تلو الانتصارات وسننتصر”. وأضاف “سننتصر على هذه الخلافة المزعومة، خلافة بنيت على ذبح الناس وقتلهم وسلخهم وحرقهم وسبيهم وسرقة أموالهم باسم الإسلام، ولكننا لابد أن نوجه لأنفسنا سؤالا مهما ونحن نحضر إلى هذا المؤتمر، ماذا عن الحرب الفكرية والفقهية؟ هل بدأت هذه الحرب هل عندنا القدرة، نعم عندنا القدرة على مواجهة هذا الكم الهائل من التطرف”.