دعا وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، دول العالم الى تبني مشروع مشابه لمشروع “مارشال” لاعادة بناء العراق بعد طرد تنظيم “داعش” من أراضيه. وقال الجعفري، في تصريح صحفي بعد اختتام مشاركته في مؤتمر روما لحوارات البحر الأبيض المتوسط (روما – ميد) الذي أقيمت أعماله في العاصمة الإيطالية روما: ان “الحكومة وضعت برامج عدة للتعامل مع مدينة الموصل والمناطق المحررة على الصعيد الإداري والسياسي والاقتصادي والأمني”، مبينا أن “لدينا تجارب نجحت في المحافظات الاخرى سيتم اعتمادها في مدينة الموصل حيث سيختار الشعب مجلس المحافظة والسلطة التنفيذية المتمثلة بالمحافظ”. وأضاف الجعفري ان “عملية التحرير أخذت وقتاً أقصر مما كان متوقـعاً لها فقد قـطعت الطرق الثلاثة التي كانت تربط الموصل بسوريا، وبالتالي أصبحت عصابات “داعش” محاصرة داخل الموصل، بينما تم تحرير 70 بالمئة من محافظة نينوى”، موضحاً ان العراقيين لم يختلفوا على ضرورة مواجهة عصابات “داعش” وحققوا انتصارات كبيرة في الأنبار وصلاح الدين والآن في الموصل فقد تقلصت المساحات وباتت العصابات الارهابية تحتضر وهي تعيش أيامها الأخيرة، وهذا نصر ليس فقط للعراقيين بل لكل الدول المتضررة من الارهاب”.
وأشار وزير الخارجية الى أنه “من الطبيعي أن يحتل العراق الموقع الأول من الاهتمام العالمي لأنه يخوض حرباً عالمية ضد عناصر “داعش” الذين جاؤوا مما يزيد على 100 دولة، وفي الوقت نفسه قدمت بعض هذه الدول مساعدات وتنتظر نتائجها”، وأكد أن “ما يتردد عن وجود مشاكل طائفية بين السنة والشيعة غير صحيح على الإطلاق، ففي كل محافظة هناك السنة إلى جانب الشيعة وفي كل المؤسسات يوجد السنة والشيعة حتى بين الشهداء الذين ضحوا في مواجهة “داعش” الارهابي تجد السنة إلى جانب الشيعة، اذ ان أول شهيد سقط من الحشد الشعبي من أبناء السنـة وأن وزير الدفاع هو من أبناء السنة ايضا”، مبيناً ان “العراق ضد الإرهاب ولا يشجع على الهجرة ولا يتدخل في شؤون سوريا ولكنه يعتقد بأن أي أزمة تتفاقم في سوريا سرعان ما تنتشر إلى بقية المناطق”. وأشاد الجعفري بـ”مواقف إيطاليا الداعمة للعراق عبر التدريب وتوفير بعض الأسلحة والطائرات المروحية وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم عملية ترميم سد الموصل الذي يهدد الموصل والمحافظات الأخرى”، معبراً عن أمله أن “يستمر الدعم وان تحذو الدول الأوروبية حذو إيطاليا”. ولفت وزير الخارجية إلى أننا “ناشدنا دول العالم ونأمل أن تقف إلى جانبنا وذكرناهم بمشروع “مارشال” الذي وقف العام 1947 إلى جانب ألمانيا والدول التي خسرت الحرب وأسهم في بنائها، لذا دعونا إلى ضرورة أن يكون هناك مشروع “مارشال” مطور لاعادة اعمار المناطق المحررة في العراق”، موضحاً أن “بعض الدول أعطت وعداً ونأمل أن تفي بالتزاماتها وتساعد العراق بإعادة الإعمار”.