السليمانية / متابعة الصباح اكد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي «أننا لن نتردد في ضرب مواقع «داعش» الارهابي في دول مجاورة ومنها سوريا». وشدد على أن المعركة التي يخوضها العراقيون ضد «داعش» هي «معركة وجود ومصير وليست معركة من أجل السلطة». وفيما أشار إلى أن «العراق لا يريد أن يعود الى الدكتاتورية مجددا»، شدد على «أننا نحاول تحويل المناطق المتنازع عليها الى مناطق متفق عليها وابناؤها هم من يحكمها». جاء هذا في وقت اعلن فيه متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس العبادي سيزور واشنطن بدعوة رسمية ويلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسبوع الأخير من شهر آذار الحالي.
العمل الطوعي وهنأ رئيس الوزراء في مستهل كلمته في اعمال (ملتقى السليمانية الدولي الخامس) أمس الاربعاء، «المرأة العراقية بمناسبة عيد المرأة العالمي» مشيدا بدورها وصمودها ومذكرا بانها «قدمت ابناءها واخوانها وآباءها للدفاع عن العراق». وطالب في كلمة له بدور أكبر لها في المستقبل، مشيرا الى «أهمية العمل الطوعي في الجامعات»، مؤكدا انه «أفضل الاعمال». ودعا الطلبة الى «اتخاذه منهجا لخدمة بلدهم وأن تلتحم الجامعة بالمجتمع»، كما دعا العبادي «الجامعات الى اجراء دراسات معمقة عن مشاكل المجتمع».
مصالحة وطنية وذكّر العبادي خلال كلمته التي تابعتها «الصباح»، بالدعوة الى «المصالحة المجتمعية باعتبارها جزءاً من المصالحة الوطنية»، مؤكدا انه «لا معنى لكسب الحرب من دون كسب السلام»، مشيرا الى ان «الخلافات السياسية والاثنية والمذهبية سوف لن تؤدي الى النصر، وأن النصر لن يتحقق الا بالوحدة». كما تحدث العبادي عن أن «الحرب تولد عوائل نازحة ومظلومين وهذا بدوره سيولد حاضنة للارهاب»، داعيا «السياسيين للتحرك في العمل السياسي بروحية المقاتل في المعركة». وقال رئيس الوزراء: ان «من يقاتل في الموصل ليست له مصلحة في المدينة»، معربا عن أمله بأن «تكون هذه التضحيات الجسام درسا بليغا لنا للتقدم الى الامام» لافتا الى أن «معركتنا مصيرية و«داعش» لا يصارعنا على السلطة والمناصب وإنما يهدد وجودنا». واضاف ان «قوات الجيش تقاتل الى جانب البيشمركة وهذا يحصل لأول مرة»، موضحا «إننا نسعى الى ان يكون الجيش لكل العراقيين وأن تتوحد قواتنا الامنية جميعا لخدمة العراقيين».
ضرب «داعش» وتابع العبادي: «نتعامل مع دول الجوار والمنطقة على اساس المصالح المشتركة»، مشيرا الى ان «العالم وقف مع العراق في حربه ضد الارهاب وجميع الدول وجدت مصلحتها في دعمنا»، ودعا «دول المنطقة الى التعاون ضد الارهاب فحرب سوريا واليمن وليبيا والعراق لا تنتج الا أرهاباً»، ونوه «نريد بناء جيش يحمي العراق من اي تهديد داخلي او خارجي، ولن اتردد في ضرب مواقع للارهاب في دول مجاورة تهدد أمن العراق، واستخدمنا ذلك في سوريا واستهدفنا مواقع لتفخيخ العجلات وارسالها الى العراق». وأشار رئيس الوزراء «نحاول تحويل المناطق المتنازع عليها الى متفق عليها بالاعمار، ويحكمها اهلها ومنها الموصل»، وقال: إن «العراقيين اليوم اقرب من أي وقت مضى الى التوحد»، مبينا ان «البلد الموحد بإرادة ابنائه اقوى من البلد المفروض عليه التوحد بالقوة»، وفيما دعا السياسيين الى المزيد من الوحدة، أكد العبادي أن «العراق لايريد أن يعود الى الدكتاتورية مجددا». وزاد بالقول: «لا نريد أن تكون هنالك أجهزة قمعية في الدولة ودكتاتورية في الحكم»، مبيناً «أننا فخورون بتنوعنا واختلافنا لكن لا ينبغي ان يتحول الاختلاف السياسي الى عنصر عرقلة لتقدم المجتمع»، ونوّه العبادي بان «الفساد المالي والإداري لا يختلف عن الإرهاب لا بل أرى انه اخطر منه». كما كشف العبادي عن كلفة تدمير البنى التحتية من قبل «داعش» الإرهابي، فقال: أن «كلفة ما تم تدميره من قبل «داعش» بلغت 35 مليار دولار»، مبينا أن «هذه الكلفة لا تشمل التدمير الاجتماعي والعلاقات بين فئات المجتمع»، وقال العبادي: إن «تنظيم «داعش» الإرهابي لا يريد الحياة الكريمة للمواطنين، وانه ادعى زورا وكذبا بأنه يدافع عن أهل السنة إلا أن حقيقة الأمر انه قتل من أهل السنة أكثر من أي فئة بالعراق». بشارة الانتصار ولقيت كلمة رئيس الوزراء ترحيباً واسعاً من الشخصيات السياسية المحلية والدولية التي تحضر ملتقى السليمانية الدولي، اذ عد نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح قدوم العبادي الى إقليم كردستان هو لـ»تبشيرهم بالقضاء على تنظيم «داعش» في مدينة الموصل». وقال صالح في كلمته خلال الملتقى: ان «العبادي قدم الينا من الموصل ليزف بشرى الانتصار على «داعش» الإرهابي». وأكد «ضرورة التخلص من «داعش» عسكريا، وضمان عدم تكرار مظاهر العنف والإرهاب»، مضيفاً «يجب أن نبحث في الحلول الجدية لمرحلة ما بعد «داعش»، وكفى ببلادنا دوامة العنف». وجاءت مشاركة رئيس الوزراء في ملتقى السليمانية الخامس بعد وصوله إلى محافظة السليمانية أمس الأول الثلاثاء قادما من جولة قادته إلى مدينة الموصل وتفقده القطعات العسكرية في خطوط التماس بجانبها الأيمن، وأربيل التي التقى فيها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ويختتم اليوم الخميس ملتقى السليمانية الذي يقام تحت شعار (ما بعد «داعش»: إنهاء دوامة العنف، نحو حلول مستدامة). وعقد رئيس مجلس الوزراء في السليمانية مساء أمس الأول الثلاثاء اجتماعاً مع قيادة حركة التغيير، وذكر بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، انه «جرى خلال اللقاء بحث سير معركة تحرير الموصل ومباركة الانتصارات المتحققة، ومرحلة ما بعد «داعش»، اضافة الى الاوضاع السياسية والاقتصادية»، وأضاف البيان انه «تم التأكيد على اهمية الحوار لحل الاشكالات وتغليب مصلحة الوطن والمواطن وتوحيد الخطاب لمواجهة التحديات التي يمر بها البلد».
لقاء ترامب من جانب آخر، يعتزم رئيس الوزراء حيدر العبادي، زيارة العاصمة الاميركية واشنطن هذا الشهر وعقد اجتماع هو الأول من نوعه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: إن «ترامب سيستقبل في البيت الأبيض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الأسبوع الأخير من شهر آذار الجاري».