تداولت الأوساط الثقافية العراقية وجود عراقيل أمام منح اتحاد أدباء نينوى مقرا لهم . وقد استنكر المبدعون العراقيون ومؤسسات ثقافية عديدة ذلك الموقف عبر نشرهم لآراء متعددة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وإعلانهم لذلك على منابر معرفية كثيرة. ” “الصباح ” اتصلت برئيس اتحاد أدباء نينوى الشاعر عبد المنعم الأمير ليتحدث عن تفاصيل الموضوع فقال: أصدر اتحادنا بيانا عرض فيه رؤيتنا لمحافظتنا التي عانت ما عانته خلال سنوات طويلة قبل وأثناء تواجد “داعش” الارهابي في المدينة وطالبنا الحكومة المحلية بالالتفات الى المثقف الموصلي الذي كان إقصاؤه عن المشهد سببا رئيسا لما آلت إليه الحال. بناءً على ذلك طلب رئيس مجلس المحافظة السيد بشار الكيكي أن يتم توجيه كتب رسمية الى المجلس للنظر في الموضوع . فتضمنت كتبنا المرسلة اليهم المطالبة بوضع تدابير لإعطاء المثقف الموصلي الدور الفاعل في حياة المدينة ومنها تخصيص مقر ثابت للاتحاد يستطيع من خلاله انجاز مشروعه الثقافي للعمل على ارساء السلم المجتمعي وتحصين الانسان ضد الافكار الظلامية التي بثتها “داعش” في الموصل.. وحدث ان ثلاثة اعضاء من مجلس المحافظة عارضوا المشروع بحجة ان المدينة مليئة بالمنظمات التي ستطالب هي أيضا بمقرات أسوة باتحاد الادباء. وكان للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق استنكار واضح جاء على لسان ناطقه الإعلامي الشاعر عمر السراي الذي ابتدأ بقول ( امنحوا الحدباء للأدباء ) ثم قال موجها كلامه لكل من فرط بالموصل وأهلها والوطن بكل ما فيه من معنى قائلا: فقط اسألوا أنفسكم: لماذا عمَّ كلُّ الخراب في عراق الحضارة التي مازلتم تتبجحون بأنكم خلفٌ لأسلافها ؟وأمعنوا البصر لتروا ماذا تبقى من أرباب الحكم على مرّ الأزمان؟ – إنّ ملحمةً واحدةً خلدت أكثر من كل الحروب،ومنحوتاتٍ بيض ظلت شاهدةً على تطور الأمم، وقصائد عصماء أضحت مفاخر للناس، واليوم، بعد تجربة مريرة تحت سياط الإرهاب الذي ما كان له أن يتفرعن لولا الإهمال المتعمد منكم للثقافة والمثقفين، مازلتم تنطلقون من إحساس مخجل بأن الوطن لكم، وللآخرين الجحيم. ومن قوله أيضا : إن رفض مجلس محافظة نينوى تخصيص مقرٍ دائم لأدباء المدينة يشكّل نقطة عارٍ في جبين التحرير الكامل، ونشازاً في لغة الانطلاق السليم، وثلمةً في وجه الدماء التي سالت لتطهّر الأرض، ليعمّ السلام، لا لكي تعود ذات الوجوه التي لم تؤمن بالسلام والمدنية والثقافة والإبداع، وهي تحوّل قضيةً جوهرية مثل حقّ الأدباء بمكان خاص لهم، يشعّ أمناً على المدينة، إلى تسويف وتأجيل ومنّة. وطالب اتحاد ادباء العراق على لسان ناطقه الرئاسات الثلاث وجهات أخرى بالتدخل قائلا : إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب ووزارة الثقافة ومجلس محافظة نينوى وإلى رئاسة لجنة الثقافة في البرلمان ممثلةً برئيستها التي تنفّست عبير نينوى مدينتها الأثيرة. إلى أرباب آشور والحضر إلى أول مكتبة عرفها التاريخ على هذه الأرض. امنحوا أدباء المدينة مكانهم السامق، امنحوهم الحدباء فهم أولى بتجبير انحنائها،امنحوهم الجامع الذي أطلَّ منه الإرهاب ليهشموه بالقصائد، ويبنونه بالسرد، ويوصلوا فكرة أن الإرهاب يُطرد بالثقافة والمدنية. رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعرعمار المسعودي ، تحدث لـ”الصباح ” مستنكرا ما صدر عن مجلس محافظة نينوى ومستغربا عدم انتباه حكومتها المحلية الى اهمية دور المثقف في هذه المرحلة المظلمة وقال: انني لاستغرب كثيرا كيف ان هذه الجهات التي انتخبت سابقا لم تحافظ على حياة الناس وأمنها ولم تتتمكن من صناعة الفرح و إدامة المعرفة ودعم الثقافة، استغرب كثيرا كيف انها لا تفكر جديا بالتخلص من اخطائها حيث اهملت المثقف واقصت فاعليته، لهذا اطالب جميع الجهات المعنية ان تدعم المثقف الموصلي .

صلاح حسن السيلاوي