وقد أغدق الله بالمال الكثير على العديد من الدول الخليجية وغير الخليجية، ولأن الجهل هو الذى يسود.. وقلة التعليم هى التى تسيطر.. فإنه غالبا ماتتم إساءة استخدام تلك الأموال.. خاصة أنه لا رقيب عليها.. وما إذا كانت تستخدم لخدمة الشعوب والمواطنين العرب أم أن الأمراء والأبناء ينفقونها بسفاهة على النساء والقمار والسيارات الفارهة فى كل أنحاء العالم..
وقد اقتصر الأمر على النساء والقصور الفخمة والطائرات والسيارات خلال السنوات التى تلت الطفرة النفطية بعد حرب أكتوبر 1973 وبسببها، فإن الوضع حاليا هو أخطر وكارثى أكثر من ذى قبل!
وخلال السنوات الأخيرة استنت «دويلة» قطر التى اخترعها الأمريكان والانجليز فى الخليج لخدمة مصالحهم، كما فعلوا مع جزيرة هونج كونج الصينية لتكون قاعدة ومركزا لعملياتهم فى آسيا وضد الصين خصوصا، استنت هذه الدويلة منهجا جديدا لأغنياء الخليج وهى أن تنفق الأموال لإشعال الحرائق والحروب فى الدول العربية، فقد مل الأمراء من النساء والقصور والطائرات والسيارات ويرغبون فى تجربة «لعبة» جديدة، كما فى الألعاب الالكترونية.. وهى أن يمولوا جماعات وميليشيات مسلحة بدعم ومساعدة المخابرات الغربية للإطاحة بنظم حكم لاتعجبهم أو لاتروق لسادتهم لأسباب كثيرة.. وهكذا إذا كان بشار سوريا أو قذافى ليبيا أو مبارك مصر لايعجبوننا ـ بصرف النظر عن رضا أم عدم رضا شعوبهم ـ فسوف نشعل الحرائق والحروب ضدهم.. ونسلح ونمول الجماعات المعارضة وتدربها المخابرات الغربية للإطاحة بهم من المؤكد أنها لعبة مسلية أكثر من شراء النساء والقصور والطائرات!
وهكذا حال العرب لأن الأموال التى تراكمت لديهم ليست بسبب كدهم وجهدهم العلمى كما حدث فى أوروبا وآسيا، فإن الثروة أفسدتهم ولو حصلوا على ثروة أكبر سوف يحطمون ويدمرون حتى أنفسهم ولن ينفقوا على العلم والتطوير الاقتصادى والصناعى ماداموا افتقدوا نعمة التعليم الراقى وليس الحصول على شهادات من ورق لتعليقها على الحوائط
