عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

ما لم يقله الجواهري لقاسم

المقالات 15 يوليو 2017 0 229
ما لم يقله الجواهري لقاسم
+ = -

 

27 views مشاهدةآخر تحديث : السبت 15 يوليو 2017 – 10:38 صباحًا
 
نوزاد حسن

في لقاء اجرته احدى القنوات الفضائيات مع احد الباحثين اعيدت قصة تحريض الجواهري لعبد الكريم قاسم على القتل, وابداء قدر اكبر من الحزم تجاه معارضيه. الباحث ضيف القناة قرأ نصا للجواهري اثبت فيه قضية التحريض هذه. والابيات معروفة وغالبا ما يستشهد بها المعجبون والمحبون للزعيم لان تلك الابيات تثبت انه – اي الزعيم – كان عادلا وانسانيا الى حد ان الجواهري كان يريد ان يدله على ان درب السياسة مرتبط بلف الحبل على الرقبة. وان هذه النصيحة الجواهرية الشعرية كانت مهمة في حينها. ويضيف الذين يحبون الجواهري والزعيم انه لو استمع الى نصيحة شاعره لما وقع كل الذي حدث للجمهورية فيما بعد، ولما اريقت كل هذه الدماء التي كان اول خيط تدفق منها هو دم مفجر ثورة الرابع عشر من تموز. ويرى الكثيرون ممن عاصروا احداث الثورة ان عبد الكريم قاسم اخطأ كثيرا في تسامحه غير المنطقي. وكان عليه ان يكون سيئ الظن اكثر, لكنه فعل العكس, اذ اضاع الفرصة من يده, ولم يمتثل لذهب النصيحة التي قدمها الجواهري له فحدث ما حدث. اذن ماذا قال الجواهري بالضبط, وهل حقا حرض الشاعر زعيمه الجمهوري على قتل معارضيه؟، ما حكاية هذه الابيات اللعينة التي تنزل الى مستوى التحريض المباشر لارتكاب فظائع في بداية الجمهورية التي كانت تريد ان تبني مجتمعا مدنيا تحكمه العدالة والتسامح. لنقرأ ابيات الجواهري: فضيق الحبل واشدد من خناقهم فربما كان في ارخائه ضرر ولا تقل ترة تبقى حزازتها فهم على اي حال كنت قد وتروا تصور الامر معكوسا وخذ مثلا مما يجرونه لو انهم نصروا والله لاقتيد زيد باسم زائدة ولاصطلى عامر والمبتغى عمر. الكل يذكرون هذه الابيات دائما للتأكيد على ان الزعيم لم يضيق الحبل ابدا على خصومه. وفي الحقيقة انا اعجب لوقوع هذا الخطأ الذي لم يصححه احد ممن كتبوا عن حياة قاسم. هل يعقل ان تكتب سيرة ذاتية لاول رئيس جمهوري في العراق دون ان يرجع الباحث الى ديوان الجواهري ومذكراته لمعرفة بعض ملامح العلاقة بين الشاعر والزعيم. والغريب ان بعض تلك الدراسات هي دراسات اكاديمية تركض وراء التوثيق وتنويع المصادر. المهم ما هي حقيقة الابيات ولمن قيلت, وفي اية مناسبة؟. الديوان يجيبنا, ومذكرات الشاعر ايضا. قيلت هذه الابيات في انقلاب الفريق بكر صدقي الذي حدث عام 1936. لكن القصيدة –وعنوانها تحرك اللحد – نشرت في جريدة الانقلاب العدد 21 لسنة 1937 والتي اسسها الجواهري تعاطفا مع انقلاب صدقي. ان القصيدة طويلة محرضة حماسية وتكشف كم كان الجواهري ناقما على النظام الملكي بكل رموزه. وفي الواقع لا اعرف الى اي مدى تأثر الفريق صدقي بجوها ونبرتها العدائية الواضحة. لكن جعفر العسكري فقد حياته, ونجا نوري السعيد وعبد الاله ليموتا في موجة غضب اخرى حدثت في 1958.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار