عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

لماذا الآن أزمة الإرهاب أو أزمة الخليج ؟

المقالات 05 أغسطس 2017 0 207
لماذا الآن أزمة الإرهاب أو أزمة الخليج ؟
+ = -

 

3 views مشاهدةآخر تحديث : السبت 5 أغسطس 2017 – 4:30 مساءً
لماذا الآن أزمة الإرهاب أو أزمة الخليج ؟

د. جواد الهنداوي

الزمن او الوقت في العمل السياسي له تقدير و حساب مختلفاّن عن ذلك (الزمن او الوقت) المقضي في العمل  الاداري او الفني او العلمي الخ …   نُعُّولُ على مرور الزمن حتى و إِنْ طال و قَسَا من اجل إنضاج الحدث السياسي و حصد نتائجه ، واحياناً من دون اعتبار للخسائر البشرية والمادية ومن دون اكتراث بالمشاعر والحقوق الانسانية ، أُترجم ما اكتب في مثال او اثنيّن : تذّكروا أهداف و ظروف الحرب التي شنّتها اسرائيل على جنوب لبنان ،على حزب الله عام ٢٠٠٦، كيف عوّلت السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية على الوقت و طالبت المجتمع الدولي بإعطاء وقت لإسرائيل كي تحقّق الحرب جزءا من أهدافها واستمرت الحرب ٣٣يوم من دون مراعاة لا لحجم الخسائر البشرية والمادية   ولا لمشاعر المجتمع الدولي و حقوق الانسان .  كذلك نجد سوء الاعتبار للزمن في الاستخدام السياسي لظاهرة العصر ،واقصد ظاهرة الارهاب . كيف عّولت دول خليجية تتبادل التهم الإرهابية فيما بينها واقليمية وكبرى على الزمن لانتشار وباء الارهاب من اجل اسقاط أنظمة و افشال دول و اضعاف مجتمعات . كانوا يعّدون العُدة و يحسبون الايام وهم ينتظرون ساعة سقوط او تغيير هذا او ذاك النظام وايضاً من دون اعتبار لا للاموال التي أنفقوها ولا للأرواح التي زُهقتْ ولا للشعوب التي هُجّرتْ .في ذات السياق ، ومن اجل ادراك عامل الزمن او التوقيت في العمل السياسي ،نستعين بما هو متعارف عليه و متداول من مفردات او مصطلحات في الجانب النظري او العملي في السياسة ، نقول نترك هذا الحدث او ذاك يُطبخ على نار هادئة ، او  الحدث الآن في المطبخ السياسي ، او كما يُقال عند او بين الدبلوماسيين وجود ثلاثة مطابخ للسياسة الدولية هي نيويورك و جنيف و بروكسل .                          لذا و بعد ما تقدّم لا نعتقد بغياب إرادة و تخطيط في توقيت اندلاع ازمة الارهاب او ازمة الخليج او ازمة  قطر . تداعيات الحدث على الصعيد الخليجي و العربي والاقليمي والدولي لا تسمح بتوصيفه حدثا عابرا او حدث الصدفة او  ( حدث اليانصيب ) . مَنْ حاكَ خيوطه و رسَمَ مسارهِ و حدّدَ ابعاده وضعَ حتماً اهدافهِ !                             ما هي يا ترى تلك الأهداف ؟.   سعّينا لمعرفتها و تحليلها أمرٌ يعيننا على التعرف على طرائق الاشقاء والاصدقاء في السياسة و تبنّي المواقف والستراتيجيات ، و على سلوكياتهم عند التضارب و الخصام بين الإخوة والمروءة والمصلحة . في رسم سياستنا الخارجية والدفاع عن مصالح العراق  علينا ان نعرف كيف يفّكر الآخرون ولاسيما الاقربون ،والاحداث و المواقف هي المناسبات التي تمدّنا بالمعرفة . ليس في طرف قطر ،هدف الازمة ، و لا في طرف البحرين المغلوب على أمرها نجدُ أسبابا او اغراضا او اهداف الازمة وانما نجدها في طرف المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات  و كلاهما تحت القيادة الفعلية للمحمديّن ( محمد بن سلمان في السعودية. و محمد بن زايد في الإمارات ) . تجمعهما روح و قوة الشباب والحذر من قطر والشك في صولاتها الإعلامية (الجزيرة) و الاخوانية (اخوان المسلمين ) .  تزامن اندلاع ازمة الارهاب او ازمة الخليج مع تغيير ولاية العهد في المملكة بأبعاد إِنْ لم نقل بإقصاء الامير محمد بن نايف وتولي الامير محمد بن سلمان ومثلما نقرأ ونتابع كم التحليلات والأخبار عن حدث الاقصاء وان الامير بن نايف هو تحت الإقامة الجبرية الخ هل يا ترى لتمرير عملية تغيير ولي العهد والتعتيم على ظروفها كان لابُدَّ من أزمة خارجية تُشغل بل و تربك السعوديين و الخليجين . ربما راود المملكة شك و خوف من قطر و اعلامها (الجزيرة ) من أن يتناول تغيير ولاية العهد في السعودية و يصفوها بالمؤامرة لاسيما و قطر تعاني ومنذ عقود من وصف السعودية لأميرها السابق (الشيخ حمد بن خليفة ال ثان ،والد الامير الحالي ) بالمتأمر على والده عام ١٩٩٦، فسارعت المملكة بإشغال قطر بأزمة الارهاب ، لاسيما أنَّ ولي العهد المستبعد قريب من قطر .ادراك المملكة بفشل مشروع الارهاب في العراق و سوريا و يقظة الرأي العام الدولي ضدّ الارهاب وتعالي أصوات دولية موجهة الاتهام الى المملكة و قطر بتمويل ودعم الارهاب  أمور دفعت المملكة اتخاذ زمام مبادرة البحث عن كبش فداء اتهامه مقبول أمريكياً من اجل ابتزازه و سعودياً لتقويم و ضبط سلوكه و دولياً لصحة تورطه في دعم و تمويل الارهاب .   للإفلات من دائرة الملاحقة (بموجب قانون جاستا الامريكي الخاص بتعويض ضحايا 11 ايلول)، والتخلص من ورطة الارهاب  ، تُعّولُ المملكة على زمن حكم ترامب و اتفاقاتها معه و اغراءاتها له  بصفقات التسليح وحجم الاستثمارات ، كما توّظف المملكة وسائل الاعلام و الفضائيات للادعاء بأنها من الدول الداعمة لمكافحة الارهاب وأضافت مؤخراً ومنذ ما يقارب شهريّن دولة قطر الى قائمة الدول الداعمة للارهاب .تجرأ السعودية و معها دول خليجية اخرى و مصر على اتهام قطر بالارهاب وهي دولة خليجية و من (دمهم ولحمهم ) و وهابية المعتقد الديني أمرٌ من شأنه اضفاء نوع من المصداقية و الجدية في إدِّعاء المملكة بمكافحتها للارهاب مهما كان مصدره و منبعه ، لاسيما وان المملكة وحلفاءها تخلوا مؤخراً عن الكثير من الشروط التي فرضوها على قطر من اجل التسوية و ابقوا فقط على تلك المختصة في الارهاب ، وفِي ذلك رسالة للعالم بأن مشكلتهم مع قطر هو لا شيء غير الارهاب !فشل مشروع داعش والارهاب جعل الدول والاطراف المتورطة تتسابق وتتسارع للقفز من سفينته وتتبرأ من هويته و عقيدته .   فشل مشروع داعش والارهاب أوقعَ اخرين من المحسوبين على السياسة في حالة ذعر و جعَلَهمْ يرجوُن التسّتر برداء اخر ولكن هل يستر الرداء الجديد مَنْ لّوَثَ بعقيدة التكفير و العمالة نهجه و سلوكه ؟

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار