بغداد/ شكران الفتلاوي من اجل تعزيز العائدات الاقتصادية، في ظل الضائقة المالية التي يمر بها البلد نتيجة لهبوط اسعار النفط في الاسواق العالمية، ومن اجل التمكين من امتلاك شبكة حكومية مؤمنة ستؤسس بدورها لحكومة الكترونية فاعلة، فضلا عن جعل الانترنت متاحاً لكل العراقيين بسرعات عالية واسعار زهيدة، انشئ مشروع شبكة (SCIS) الضوئية ” الكابل الضوئي”. المدير العام لخدمات الشبكة الدولية (SCIS) علي محمد القصاب عد المشروع بالمنصة الرقمية الوطنية المتطورة المعتمدة على شبكة بنى تحتية من ألياف ضوئية بسعات عالية، تمكن البلد من امتلاك شبكة مؤمنة تضعه في مصاف الدول المتقدمة ، وتجعل منه منتجا للبيانات والمعلومات لا مستهلكا لها. واشار القصاب في حديث لــ” الصباح” الى عوائد المشروع الاقتصادية قائلا: “تجبي الحكومة العراقية مبلغ 17 بالمئة من اجمالي واردات المشروع (وليس الارباح) لصالح وزارة الاتصالات فضلا عن 20 بالمئة من اجمالي الايرادات لوزارة المالية كضريبة مبيعات. وان ما نسبته 37 بالمئة من اجمالي الايرادات التي تمثل اكثر من 65 بالمئة من الارباح ، التي عدها بالمبالغ الكبيرة جدا في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها البلد نتيجة لهبوط اسعار النفط العالمية التي تعد بالرافد المهم لميزانية الدولة.
الكوابل البحرية وتابع القصاب ان العراق سيكون معبرا دوليا لسعات البيانات الامر الذي يؤهله وللمرة الاولى الافادة من ذلك اقتصاديا ، مفسرا ذلك بالقول: لم يستفد العراق من قبل من هذا المورد، حيث ترتبط شبكات الانترنت في منطقة الخليج والشرق الاوسط بكوابل بحرية، والتي بدورها ترتبط بجميع انحاء العالم، مؤكدا الكوابل الضوئية تمر عبر البحر الاحمر ومصر او تمتد حول القارة الافريقية، ولكونها ممرات بحرية فهي تعاني من مشاكل وصعوبات في اصلاح الكوابل عند حدوث اي قطع، وقد يستغرق اصلاحها أسابيع في بعض الاحيان لكن الشبكة الجديدة ستضيف ممرات برية لشبكة الكوابل البحرية الحالية، كما ستزيد من عدد الممرات التي تربط اوروبا بالشرق الاوسط والشرق الاقصى.
قيمة مضافة واردف القصاب ان مشروع الكابل الضوئي يعزز مكانة البلد كرائد في سوق التكنولوجيا عن طريق تفعيل مرور السعات العالمية (ترانزيت) يرافق ذلك انه يشكل قيمة مضافة للامن القومي العراقي من خلال ايجاد مصالح لجميع دول العالم نتيجة لمرور هذه السعات الدولية بالعراق ولهذا سيكون من مهمة المجتمع الدولي ضمان امن وسلامة البلد، ناهيك عن كونه يوفر بنية تحتية كاملة لإنشاء وتفعيل الحكومة الالكترونية الامر الذي يسهم في تبسيط الاجراءات الحكومية وربط جميع المؤسسات التابعة للدولة بشبكة مؤمنة واحدة، وهو مايفتقده البلد حالياً. والمح الى ان المشروع يعمل على توفير بنى تحتية مؤمنة لقطاعي الامن والدفاع من خلال تجهيز 6 شعيرات ضوئية وبطول 4000 كم خاصة بمنظومة الامن والدفاع، ومفصولة تماما عن اية أجهزة للمشروع، فضلا عن توفيره بنى تحتية جاهزة لمشاريع كاميرات المراقبة الامنية في المدن، ماسيخفض كلفة عمل هذه المنظومة الى 70بالمئة من تكلفة ربط هذه الكاميرات بدون مشروع.
مراكز بيانات واكد القصاب ان المشروع يضمن انشاء مراكز بيانات عملاقة، تمكنه ان يكون منتجا للمعلومات والمعرفة، ويوفر سعات محلية وشبكة مترو داخلية، مما يفتح الباب امام تطبيقات كثيرة في مجال الصحة والتعليم والحكومة الالكترونية بالاضافة الى انعاش التطبيقات التجارية. كما انه يؤمن البنية التحتية الاساسية لمشغلي الهاتف النقال لتقديم خدمات الجيل الثالث 3G والاجيال القادمة كما سيزيد هذا المشروع الناتج المحلي الاجمالي للعراق فضلاً عن زيادة دخل الفرد العراقي تناسباً مع زيادة سرعة الانترنت، وذلك حسب العديد من الدراسات وبيانات البنك الدولي والعديد من المنظمات المختصة الاخرى.
اجهزة المشروع واختتم المدير العام لخدمات الشبكة الدولية حديثه موضحا، ان المشروع ينفذ ويدار من قبل وزارة الاتصالات ممثلة بالشركة العامة لخدمات الشبكة الدولية للمعلومات وبالشراكة مع كل من شركتي (ايرثلنك و سمفوني للاتصالات)، لافتا الى ان شركة سيسكو العالمية هي من قامت بتزويد معدات واجهزة المشروع من بدالات متطورة وحديثة وهي المسؤولة عن الدعم الفني وادامة هذه الاجهزة.