عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

عالجوا جرحانا

المقالات 15 أغسطس 2017 0 192
عالجوا جرحانا
+ = -

 

16 views مشاهدةآخر تحديث : الثلاثاء 15 أغسطس 2017 – 9:59 صباحًا
عالجوا جرحانا
نجم الشيخ داغر
لم أتمالك نفسي حين رأيت تسجيلا فيديويا يعرض على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه احد اصدقائي المقربين وهو يوجه رسالة اطمئنان الى والدته من المستشفى التي كان فيها لتلقي العلاج بعد اصابته بجروح، اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفته وزملاءه المقاتلين في طريق تنقلهم وهم يتصدون لداعش الارهابي.

اتصلت سريعا، وعلمت انه بحالة جيدة ونقل الى داره، بيد ان اصابته في عينه وهذا ما يدعو للقلق، وبعد أن زرته في بيته ازداد قلقي أكثر لأني شعرت بأن هناك تنصلا من قبل مسؤوليه عن الاسراع بعملية علاجه، خاصة بعد أن أخبرني شقيقه بأنه اتصل كثيرا بالجهات المعنية بعلاج أخيه ولكن من دون جدوى، اذ لم يجب أحد على اتصالاته !!، وحينما تكرم أحدهم ورفع السماعة وفهم منه بأن الجريح يتألم، أخبره بكل برود (اي ودوه للمستشفى) وكأن صديقي مصاب بزكام، لا بشظايا مزقت عينه. !!. هذه القضية تكررت كثيرا، اذ ما ان تفتح وسائل التواصل الاجتماعي او رغبت بمشاهدة بعض القنوات الفضائية، حتى تواجهك العديد من القصص لجرحى يعانون من الاهمال، وأكثرهم طريح الفراش بانتظار الفرج من الدولة او ان يتصدق عليه أحدهم بارساله الى احد المستشفيات الخارجية لتلقي العلاج. كما أنني شخصيا نشرت العديد من المناشدات والشكاوى لجرحى بذلوا دماءهم وفقدوا بعض أعضائهم في القتال ضد القوى التكفيرية، ولم يتلقوا العلاج اللازم، او أجريت لهم عمليات أولية فقط وتركوا للمجهول، حتى اني ما زلت اتذكر رسالة وصلتني من ضابط فقد يده في القتال، قال فيها موجها الخطاب الى وزارة الدفاع والمسؤولين، أنا مستعد للتنازل عن جميع حقوقي بما في ذلك الترفيع الذي استحق مقابل ان تعيدوا لي يدي. الغريب حقا انه بالرغم من كل ما قدمه هؤلاء الجرحى، وهذه الانتصارات التي أعادت للدولة هيبتها وللشعب كرامته، إلا انك تلاحظ ان هناك تراخيا كبيرا في قضية توفير العلاج اللازم لانقاذهم واعادتهم الى ممارسة حياتهم الطبيعية، وكأنهم ينتمون الى طرف آخر ولم يتلقوا الرصاص بدلا منا. ولكي لا نبخس الدولة والمؤسسات الصحية وحتى بعض الجهات الدينية حقها، نقول نعم قامت بعلاج الكثير من الجرحى ولكن ليس الجميع، مع ان الكل قدم دمه من أجل ان نحيا هذا الأمان الذي يخيم على رؤوسنا في هذه اللحظات، لذا لابد من مضاعفة الجهود لإعادة ولو جزء بسيط من فضل هذه الشريحة، عبر ارسال اصحاب الاصابات الخطرة الى خارج البلاد، وتوفير راتب تقاعدي للمصابين منهم بعوق يمنعهم من ممارسة العمل والكد على العيال، على ان يكون لائقا بتضحياتهم الجسيمة. وهنا أود ان اقرع ناقوس خطر أخير، وأقول لمسؤولي الجهات المعنية، عالجوا جرحانا لأن هذا حقهم اولا، وأيضا لكون الحرب مع قوى الظلام لم تنته بعد، فلا تكسروا همم المقاتلين، وهم يرون الاهمال يخيم على زملائهم الجرحى، بل اعملوا على طمأنتهم، كي يشعروا بأن ظهورهم محمية وحقوقهم مضمونة، وعندها سيستمرون بالسير نحو الأمام، الأمام فقط  .

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار