عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

قرار عربي يدعم وحدة العراق ويرفض الاستفتاء

محليات 14 سبتمبر 2017 0 291
قرار عربي يدعم وحدة العراق ويرفض الاستفتاء
+ = -

 

27 views مشاهدةآخر تحديث : الخميس 14 سبتمبر 2017 – 10:07 صباحًا
 

بغداد / محمد الأنصاري صلاح الدين / سمير عادل صوّت المجلس الوزاري للجامعة العربية بالإجماع أمس الأربعاء على مشروع قرار يدعم وحدة العراق والوقوف بوجه مخططات تقسيمه ورفض خطوة إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء “المنفرد” للانفصال، في وقت علّق فيه متحدث باسم رئاسة الوزراء بأن الحكومة تتحرك وفق الأطر الدستورية لمعالجة قضية الاستفتاء بما يخص قرار مجلس النواب بشأن رفض الاستفتاء وتخويل رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي باتخاذ ما يلزم لحماية وحدة العراق. وفيما كشف مصدران في التحالف الوطني والتحالف الكردستاني عن أن “وفداً كردياً مفاوضاً سيصل إلى بغداد خلال يومين”، انضمت محافظة صلاح الدين إلى شقيقتها ديالى في التصويت على رفض إجراء الاستفتاء على أراضيها، بينما أعلنت قائمة الوركاء البرلمانية أنها ستلجأ إلى إسماع صوتها “دولياً” لرفض شمول مناطق سهل نينوى بالاستفتاء. بدورها، رفضت حركة التغيير الكردية لغة التهديد وفرض الأمر الواقع التي أطلقها رئيس الإقليم مسعود بارزاني من كركوك أمس الأول الثلاثاء، فيما دعا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى حراك سلمي لرفض الاستفتاء.

قرار عربي ونص مشروع القرار العراقي الذي صوّت عليه المجلس الوزاري للجامعة العربية أمس الأربعاء على “دعم وحدة العراق باعتبارها الأساس لانتصاره في مواجهة الإرهاب، وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطراً على المنطقة”، وأشارت الجامعة العربية إلى أن “الاستفتاء (الكردي) المزمع إجراؤه يخالف الدستور العراقي”. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد جمال في بيان تلقته “الصباح”: أنه “استجابة لطلب وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية، أصدر المجلس الوزاري قراراً عربياً وبالاجماع لرفض الاستفتاء على استقلال منطقة كردستان لعدم قانونيته وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به، ودعم وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيس لأمن واستقرار المنطقة، وان تهديد هذه الوحدة يمثل خطراً على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الارهاب”. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد جدد في مؤتمر عقده أمس الأول الثلاثاء، عقب انتهاء أعمال الجلسة العادية الـ148 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، رفضه لاستفتاء كردستان، ووجه أبو الغيط رسالة إلى الكرد في العراق دعاهم فيها إلى إبقاء باب الحوار مفتوحا، بما يضمن وحدة وسيادة العراق.

تحرك حكومي من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي في تصريح صحفي أمس الأربعاء: إن “القرار الذي أصدره مجلس النواب العراقي (أمس الأول الثلاثاء) بشأن رفض الاستفتاء وتخويل رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ ما يلزم لحماية وحدة العراق هو من صلاحياته ويستند إلى الدستور الذي يؤكد على وحدة العراق”، مؤكدا أنه “لا يوجد حديث عن استخدام القوة، ولا يوجد هناك مبرر لاستخدام القوة”. وأضاف الحديثي، أن “الحكومة العراقية ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ينطلقان من مبدأ دستوري ثابت وهو الحفاظ على وحدة العراق في معالجة المشاكل التي تنجم في حال إصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء”، مجددا “تأكيد الحكومة على اللجوء إلى الحوار في معالجة المشاكل العالقة بين بغداد واربيل”.

مجلس النواب إلى ذلك، بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيتش والسفير التركي لدى العراق فاتح يلدز ملف الاستفتاء المزمع عقده في كردستان. وذكر بيان لمكتب رئيس المجلس تلقته “الصباح”، أن “الجبوري بحث مع كوبيتش ابرز التطورات والملفات على الساحة العراقية والاقليمية، ومنها الاستفتاء المزمع اجراؤه من قبل كردستان والقرار الرافض لهذا الاستفتاء الذي صوت عليه المجلس، اذ اكد الجبوري اهمية الحوار في حل أية مسألة تحقيقاً لوحدة العراق”. من جانبه، أكد كوبيتش ان “الامم المتحدة مستعدة لأي دور يمكن ان يفضي الى نتائج ايجابية في العراق”. وأفاد بيان آخر لمكتب رئيس مجلس النواب، بان “الجبوري بحث مع السفير التركي في بغداد تطورات الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة، وموضوع الاستفتاء، واكد الجبوري ان الدستور الزم جميع الاطراف بالحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله وان البرلمان حريص على تحقيق ذلك، لافتا الى ان الحوار والتفاهم هما اللغة الوحيدة لحل الازمة الحالية بين بغداد واربيل. وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال الإحاطة اليومية للإعلاميين في نيويورك مساء أمس الأول الثلاثاء: ان “الأمم المتحدة “ليست منخرطة في الاستفتاء المزمع إجراؤه على استقلال إقليم كردستان”، مؤكدا “لقد أوضحنا ذلك مرارا، والبعثة الأممية في بغداد أوضحت ذلك بشكل تام”. وأضاف دوجاريك “نعتقد أن الوحدة الوطنية للعراق أمر شديد الأهمية لاستقرار المنطقة”.

وفد كردي بدوره، أكد مسؤول الملف الكردي في التحالف الوطني عبدالله الزيدي، ان تصريحات مسعود بارزاني الاخيرة صدمت بغداد وجعلت مفاوضات الاستفتاء صعبة. وقال الزيدي في تصريح صحفي أمس الأربعاء: “إننا واجهنا وابلا من التصريحات الهجومية على الحكومة العراقية لم نكترث لو لم يكن هناك تصعيد وخطاب غير لين لانه كان من قبل اعلى قمة الهرم في إقليم كردستان ومحافظ كركوك نجم الدين كريم ما جعل الموقف صادما لبغداد”. وأضاف “لذلك قرر وفد التحالف الوطني عدم الذهاب الى أربيل، وقلت لهم هاتفيا انتم وضعتونا في موقف حرج بات من الصعب القدوم الى أربيل، فاذا كانت لديكم نية في استمرارية المفاوضات عليكم المجيء الى بغداد؛ ليثبت موقفا بانه ما زالت لديكم نية في استمرارية هذه المفاوضات”. واشار الزيدي الى ان “هناك بوادر لقدوم وفد كردي الى بغداد خلال اليومين المقبلين ربما ستغير الموازين، واعتقد أن التدخل الدولي سيلعب دورا كبيرا في تغيير مجرى الاحداث، فاذا كانت هنالك بعض الإشكالات التي لم تحل لسنوات يمكن ان تحل الا اذا أغلق الساسة الكرد في الإقليم جميع الأبواب للإبقاء على الاستفتاء”. النائبة عن التحالف الكردستاني نجيبة نجيب، كشفت أمس الأربعاء، عن زيارة لوفد كردي مفاوض الى العاصمة خلال يومين، وقالت نجيب: ان “القيادات الكردية ملتزمة كل الالتزام بتغليب لغة الحوار على التصعيد ومعالجة المشاكل بشكل جذري مع حكومة بغداد”.

تصويت صلاح الدين واستمرارا للمواقف الوطنية الرافضة لخطوة الإقليم المنفردة؛ صوت مجلس محافظة صلاح الدين، أمس الاربعاء، على رفض اجراء استفتاء كردستان داخل حدود المحافظة. وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم في تصريح لـ “الصباح”: ان “المجلس وبحضور أعضاء مجلس طوزخورماتو صوّت بالاجماع على رفض اجراء استفتاء كردستان ضمن الحدود الادارية للمحافظة”، مبيناً أن “قرار الاستفتاء لا يتم رفضه فحسب؛ وإنما ستقف الحكومة المحلية في صلاح الدين أمامه بكل قوة ومعها كل الخيرين من أبناء العراق الشرفاء المؤمنين بوحدة البلد أرضا وشعباً”. وأشار إلى أن قرار مجلس صلاح الدين “يؤكد حق الكرد بتقرير المصير وفق الأطر الدستورية، إلا أنه يرفض شمول مناطق شرق المحافظة بالاستفتاء”، مشددا على “حرص حكومة صلاح الدين على وحدة وسيادة العراق”. يذكر ان مجلس محافظة ديالى قرر، امس الأول الثلاثاء، رفض اقامة استفتاء كردستان ضمن الحدود الادارية للمحافظة، واعادة “فورية” للاسر النازحة للمناطق المحررة ونشر قوات امنية رسمية في عموم المناطق ومنها المختلطة.

سهل نينوى بدوره، قال رئيس كتلة الوركاء البرلمانية جوزيف صليوة، في تصريح صحفي تابعته “الصباح” أمس الأربعاء: إن “الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها غير صحيح لأن تلك المناطق ما زالت غير مستقرة وعوائلها بالأغلب لم تعد الى منازلها، والوضع الأمني فيها لم يستتب بعد”. ولفت الى ان “خيار القوة لأخذ الحقوق هو شيء بعيد عن خياراتنا كمكون يعتمد الحوار والدبلوماسية والتفاهم واللجوء الى القنوات الديمقراطية، وسنتحرك تجاه المجتمع الدولي لإيضاح موقفنا ومخاوفنا من إجراء الاستفتاء بمناطقنا في سهل نينوى بهذا الشكل، وسننقل لهم موقفنا الرافض بشكل صريح إجراء الاستفتاء في تلك المناطق”.

موقف تركماني من جانبها، قالت الهيئة التنسيقية العليا ل‍تركمان العراق، في بيان أمس الأربعاء عقب اجتماع عقدته في بغداد بحضور نواب حاليين وسابقين وتلقت “الصباح” نسخة منه: ان “حضور بارزاني بشكل استفزازي الى كركوك وإقحامها بالاستفتاء وتصريحه بان كركوك كردستانية كان له الأثر البالغ في زيادة حماس أعضاء مجلس النواب والحث على اتخاذ القرار التاريخي المهم الذي رفض الاستفتاء”. وأضافت ان “المجتمعين تشاوروا أيضا في إمكانية تمرير المواد المتبقية من قانون انتخابات مجالس المحافظات بما يضمن حقوق التركمان وسحب الثقة من محافظ كركوك (نجم الدين كريم) بقضايا فساد ومخالفات إدارية وقانونية، فضلا عن التنسيق مع النواب وأعضاء مجالس المحافظات في نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى لاتخاذ قرارات أكثر جدية ترفض الاستفتاء ولا تفسح المجال لمجالس الأقضية والنواحي للتدخل في الاستفتاء”. بدوره، دعا نائب رئيس الجبهة التركمانية حسن توران التركمان الى مقاطعة الاستفتاء الذي تنوي حكومة كردستان اجراءه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. كما اتهمت عضو مجلس النواب نهلة الهبابي رئيس إقليم كردستان بـ “السعي لإشعال حرب داخلية في المناطق ذات الغالبية التركمانية”، بحسب تعبيرها. كذلك أعلن القيادي التركماني في الحشد الشعبي محمد البياتي عن انتشار قوات البيشمركة في مناطق كركوك وداقوق وطوز خورماتو. وقال البياتي في بيان أمس الأربعاء: “هذه القوات لم تأت لغرض الاستفتاء، وإنما لقمع العرب والتركمان وفرض الاستفتاء بقوة السلاح والدبابات والمدرعات”، على حد قوله.

أوضاع كركوك وفي كركوك، نفى زعيم قبائل بني تميم في العراق الشيخ محمد باقر سهيل التميمي مساندة عشائر بني تميم للاستفتاء في المحافظة.وقال في بيان تلقته “الصباح”: إن “عشائر بني تميم تؤكد رفضها القاطع والمطلق لاجراء الاستفتاء في محافظة كركوك”، لافتا الى أن “من خرج على الاعلام وتحدث باسم بني تميم في المحافظة وبدعمها للاستفتاء بعد زيارة بارزاني الى المحافظة أمس الأول الثلاثاء هو كلام غير دقيق ولا يمثل موقف القبيلة، بل يمثل موقفاً شخصيا بحتاً ممن تحدث به”. النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي، دعا من جهته اقليم كردستان الى “التهدئة” وإعطاء فرصة للحوار، وقال في حديث صحفي: “ندعو العقلاء والحكماء ورئاسة اقليم كردستان الى التهدئة وإعطاء فرصة للحوار وتجنب التصعيد”، مشيرا الى أن “هناك آليات دستورية وضعت لحل الخلافات”. وأضاف المفرجي، أنه “بهذه الطريقة سيتحول الامر الى احتلال، وهي مناطق عراقية يعيش بها العراقيون جميعا”، داعيا الجميع الى “التفكير لانه يترتب عليه امور كبيرة كونه مصير امة وشعب”.

آراء سياسية من جانبها، قالت رئيسة كتلة التغيير الكردية في مجلس النواب سروة عبد الواحد في تصريح صحفي أمس الأربعاء: إننا “ضد استخدام القوة، ولا نقبل أن ننجر وراء طموح البعض بالبقاء في السلطة، حتى لو كان على دماء شعبه”، في إشارة إلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي لوّح باستخدام القوة لإشراك كركوك في الاستفتاء. إلى ذلك، دعا المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، الى حراك سلمي ضد استفتاء استقلال الاقليم، وذكر بيان للمجلس تلقته “الصباح” أمس الأربعاء، أن “الهيئة القيادية للمجلس الاعلى عقدت اجتماعاً مهماً بشأن التطورات الخطيرة في كردستان”، وأشار الى ان “الهيئة القيادية في المجلس الاعلى تابعت في اجتماعها الاخير باهتمام وقلق التطورات الخطيرة الاخيرة في ملف الاستفتاء على الانفصال لاقليم كردستان، وخاصةً التحركات العسكرية الاخيرة باتجاه محافظة كركوك العراقية التي أقدم عليها رئيس الاقليم، والتصعيد الإعلامي المرافق لها”، ودعا البيان “ابناء شعبنا الى اعلان مواقفهم الرافضة لتقسيم العراق بالوسائل السلمية، وندعو الرئاسات الثلاث الى التحرك الجاد والعاجل لإعلان موقفهم الواضح”. بدوره، حذر القيادي في تيار الحكمة عباس العيساوي “من مؤامرة كبيرة تستهدف اشعال فتنة قومية، بعد تجاوز العراق لمؤامرات الفتنة الطائفية”. ودعا العيساوي “الاطراف كافة وخاصة الاخوة في اقليم كردستان لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق، وعدم الانجرار وراء المخططات الخارجية التي تريد تفتيت وحدة البلد وتقسيمه”.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار